هل يسقط النظام الإيراني؟

شيخوخة واحتجاجات بالداخل وتآكل الدور بالخارج في الذكرى الـ 44 لـ"الثورة" في طهران

سباستيان تيبو
سباستيان تيبو

هل يسقط النظام الإيراني؟

يصادف يوم 11 فبراير/ شباط الجاري، الذكرى الـ 44 لـ "الثورة" في ايران. ذكرى "الثورة" مؤلمة للبعض وملهمة للبعض الآخر، اذ مرت البلاد، على الرغم من القبضة الأمنية ومسلسل الإعدامات، بموجة غير مسبوقة من الاحتجاجات، بعد قتل الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول الماضي.

خارجياً، زادت عزلة طهران غربياً وأممياً، اذ انها طُردت من مؤسسات دولية بعد الاحتجاجات والإنغماس عسكريا لصالح روسيا في الحرب الأوكرانية، وانتقلت المواجهة مع اسرائيل إلى الداخل الإيراني بعد ضربات المسيّرات الأخيرة، في وقت تراجعت الرهانات على رفع العقوبات وتوقيع "الاتفاق النووي"، بل ان دولاً غربية تتحدث عن تصنيف "الحرس" تنظيما ارهابيا.

خبت الاحتجاجات في الأيام الأخيرة وتريثت توقعات عن تغيير عاجل في الهيكلية، لكن أسئلتها لا تزال قائمة وتفاعلاتها واردة، ولا شك أن السيناريوهات المحتملة بعد غياب "المرشد" علي خامنئي، تضفي على مآلات الاحتجاجات بعدا إضافيا.

خصصت "المجلة" قصة الغلاف في النسخة الورقية مع انطلاقتها الجديدة للملف الايراني، وسألت :"هل يسقط النظام الإيراني؟".

وتنشر "المجلة" بنسختها الرقمية، مقالات كتبها صحافيون وخبراء عرب وأجانب تتناول هذا السؤال من جميع جوانبه.

جون رين، الخبير البريطاني في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" في لندن، يغوض في أعماق التركيبة الأمنية والعسكرية وكيفية تعاملها مع الاحتجاجات التي يضعها سامي مبيض في سياق تاريخي يعود إلى عقود شهدت حركات احتجاج نسائية.

أما حسام عيتاني، من فريق "المجلة"، فانه يرسم خريطة التدخلات الايرانية "الامبراطورية" في الاقليم واحتمالات تأثرها بأي تغيير في طهران، فيما يرصد الزميل عادل السالمي الأدوات الاعلامية لإيران و "قوتها الناعمة" في الساحة العربية، وكيفية تعاطي الجمهور العربي معها.

الصحافية المستقلة شيلي كيتلسون، تذهب في جولتين ميدانيتين في العراق، واحدة إلى كربلاء للحديث مع أهلها ونظرتهم إلى النجف المجاورة ومدينة قم في إيران. الجولة الميدانية الثانية، كانت إلى كردستان العراق، مسرح القصف الايراني الذي حصل "انتقاما" للتظاهرات في الداخل.

لا يمكن الحديث عن التمدد الايراني من دون تناول "حزب الله"، حيث يعيد ابراهيم حميدي، من فريق "المجلة"، تقديم وثائق رسمية سورية، كان حملها نائب الرئيس السوري الراحل عبدالحليم خدام، معه الى باريس في 2005 قبل انشقاقه، عن كيفية تسهيل دمشق لـ "الحرس الثوري" الوصول إلى سهل البقاع في لبنان وتأسيس "حزب الله" في 1982، مع رصد لمراحل العلاقة بين الطرفين مروراً بقيام الجيش السوري بالاشتباك مع عناصر "حزب الله" وقتل عدد منهم في بيروت منتصف ثمانينات القرن الماضي واحتجاج طهران على ذلك، وانتهاء بمسارعة طهران والحزب لانقاذ النظام السوري بعد احتجاجات العام 2011، وختاما بتحول سوريا ساحة لـ "حرب الظل" الايرانية –الاسرائيلية تحت مظلتي اميركا شرق سوريا وروسيا في غربها ووسطها وجنوبها.

وفي صفحات الملف، تعود "المجلة" إلى الداخل الايراني، اذ يقدم خالد القصار، من فريق "المجلة"، قراءة مسلحة بالأرقام في الآثار الاقتصادية للعقوبات الغربية، فيما يرصد شادي علاء الدين دور النساء في الثورة الثقافية في إيران.

ويتضمن الملف، الذي ننشره تباعاً في الطبعة الرقمية، مقالا لشيرين عبادي عن دور مقتل الكردية مهسا أميني في إشعال الاحتجاجات الأخيرة، فهي "الفتاة التي ولدت مرتين".

font change

مقالات ذات صلة