"المجلة" ... هي المجلة

img

"المجلة" ... هي المجلة

أرسينا قبل عامين ملامح رؤية تحولية شاملة لـ "المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام"(SRMG) نتجت منها استراتيجية هائلة بطموحها وضخمة بأهدافها ومعقدة في تنفيذها. ومنذ عامين ونحن نخوض في جوانبها، مستلهَمين بإرث المجموعة وعمالقتها، ومدركين أن قواعد اللعبة تغيرت وتبدل لاعبوها وتطورت عادات متابعيها، ومستشعرين ثقل مسؤولية المهمة التي أوكلت إلينا، ألا وهي القيام بتطوير وتوسيع أعمال مؤسسة صحافية عريقة ذات تاريخ حافل بالإنجازات والأوائل، باستخدام أدوات مستجدة ضمن منظومة إعلامية حديثة مبهمة الملامح.

تأتي "المجلة" في حلتها الجديدة ومنصاتها المتعددة، لتطرح قضايا العالم والشرق الأوسط

بدأنا باستذكار القواعد الراسخة لتكون حجر الأساس لكل ما يبنى عليها، وهي مصداقية الخبر وعمق التحليل ودقة الاستشراف وموضوعية الطرح، ومضينا بعد ذلك في وضع ركائز العمل العصري والذي لا يقتصر على تطوير منصة جديدة أو تطبيق تفاعلي، وإنما يشمل دراسة مفصلة لتحديد القطاعات والمجالات المختلفة وأبرز تطوراتها، وتعريف متابعيها والمهتمين بها. كما يشمل تطوير أصول العمل التحريري بما يتماشى مع المتطلبات العصرية، بدءاً بآلية اختيار المواد الصحافية، ومن ثم تحديد أسلوب طرحها وقنوات نشرها المكتوبة والمرئية والمسموعة، بناء على البيانات وتحليلاتها، وانتهاء بمراقبة أداء تلك المواد والاستمرار في تطويرها وتحديثها. واستوجب ذلك تطوير الهياكل التنظيمية، والسياسات الإجرائية، وتغيير الأنظمة والبرامج التحريرية، واستقطاب وتدريب وصقل المواهب الصحافية والإعلامية. وكل ذلك دون المساس بالإرث العريق والأساسات الراسخة.

على مدى عامين خضنا هذا المعترك، وخرجنا بأساسات نموذج عصري لمنظومة إعلامية قادرة على الوصول والتأثير والتنافس. وهذا نابع من إيماننا بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، انما هي فكر وثقافة ومسؤولية؛ هي فكر في طرحها لما استجد من معلومات وبيانات وما إلى ذلك من تداعيات، وهي ثقافة في استعراضها الآراء والتوجهات وما فيها من تباينات واختلافات، وهي مسؤولية لثقل القلم وتأثيره في تشكيل توجهات المجتمعات، لا سيّما حين تكون المؤسسة بثقل "المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام"، وحين تكون المجلة بإرث "المجلة".

شكلت مجلة "المجلة"، على مدى الأربعة عقود الماضية، مصدرا إعلاميا ومعرفيا موثوقا، وعاملا مؤثرا في الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي،‏ حيث أصبحت تعد مرجعية إعلامية ‏للخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط بفضل منهجها القائم على المصداقية والدقة، ما جعلها قادرة على جذب أكبر الكتاب والمحللين، وإجراء أهم المقابلات الحصرية والخاصة مع السياسيين والدبلوماسيين وصناع القرار والرأي، وطرح المواضيع الحساسة والملفات الشائكة بجرأة وموضوعية ولباقة. ولم يكُن لذلك كلّه أن يتحقّق لولا وجود أفضل الطواقم التحريرية في "المجلة"، والتي تولت رئاسة تحريرها تباعاً نخبة من ألمع الكُتّاب والصحافيين مثل الأستاذ عثمان العمير، والأستاذ عبد الرحمن الراشد، ومعالي الدكتور عادل الطريفي. 

واليوم، نأتيكم بالعدد الأول لمجلة "المجلة" في حلتها الجديدة، إلى جميع القراء على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم، بنسختها الورقية ومنصاتها الرقمية، لتطرح قضايا العالم والشرق الأوسط‏، ملبية رغبات الجيل الجديد من القراء والمفكرين، ومتماشية مع الأساليب الحديثة لاستهلاك المادة الصحافية، ومحافظة على الرصانة والدقة والموثوقية نفسها.

 وبما أن الأفعال دائما أبلغ من الأقوال، نضع في متناولكم وعهدتكم "المجلة"، آملين أن تحظى بمتابعتكم واهتمامكم وأن تلبي تطلعاتكم واحتياجاتكم وأن تبقى مصدرا إعلاميا ومعرفيا موثوقا.

font change
مقالات ذات صلة