مصير التفويض الأميركي بـ"استخدام القوة"... بعد 20 سنة

يستطيع الرئيس الأميركي استعمال تفويض أكثر شمولية أقره الكونغرس عام 2001

Getty Images
Getty Images
الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بعد التوقيع على قرار استخدام القوة ضد العراق

مصير التفويض الأميركي بـ"استخدام القوة"... بعد 20 سنة

عند الساعة 5:35 فجراً بتوقيت بغداد يوم 20 مارس/آذار 2003، أصدر الرئيس الأميركي جورج بوش الابن قرارا رئاسيا بشنّ ضربات عسكرية على نظام صدام حسين في العراق.

لم يتضمّن القرار إعلانا رسميا بشنّ حرب، فذلك من صلاحيات الكونغرس الأميركي بحسب البند الأول من الدستور، إذ إن القانون يعطي الرئيس حق توجيه ضربات عسكرية لأسباب متعلقة بالأمن القومي الأميركي، لكنه يلزمه بإبلاغ الكونغرس خلال 48 ساعة من شن أي ضربة، كما أنه يمنع بقاء أي قوات أميركية في أرض المعركة أكثر من ستين يوماً دون إقرار تفويض.

لهذا، لجأ بوش الابن إلى المجلس التشريعي ليطلب منه رسمياً إقرار تفويض بشنّ الحرب على العراق عام 2002. فأقر الكونغرس التفويض بمجلسيه في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، أي قبل شهر فقط من الانتخابات النصفية، بغالبية 296 نائباً ومعارضة 133 في مجلس النواب، ودعم 77 سيناتوراً ومعارضة 23 في مجلس الشيوخ.

يسمح التفويض المذكور للرئيس الأميركي بتوظيف "القوات المسلحة للولايات المتحدة لما يراه ضرورياً ومناسباً بهدف الدفاع عن الأمن القومي الأميركي ضد التهديد المستمر من العراق، والحرص على فرض كل القرارات الأممية المتعلقة بالعراق".

حالياً، وبعد أكثر من عشرين عاما على هذا التفويض، أقرّ مجلس الشيوخ إلغاء تفويض الحرب في العراق، إذ صوّت 66 سيناتورا لصالح إلغاء التفويض وعارضه 30 بعد نحو أسبوعين من بدء النقاش حوله رسمياً في المجلس. وبهذا يقترب الكونغرس الأميركي من إلغاء التفويض إذ أقره أيضا مجلس النواب في تصويت آخر، قبل إرساله إلى مكتب الرئيس جو بايدن.

واحتفل الديمقراطيون الذين دفعوا جاهدين لإلغاء التفويض، بإقراره، فقال زعيمهم في مجلس الشيوخ تشاك شومر "إن الولايات المتحدة والعراق وكل العالم تغير جذرياً منذ عام 2002 وحان الوقت للقوانين أن تتعدل بناءً على ذلك".

بعد أكثر من عشرين عاما على هذا التفويض، أقرّ مجلس الشيوخ إلغاء تفويض الحرب في العراق، إذ صوّت 66 سيناتوراً لصالح إلغاء التفويض وعارضه 30 بعد نحو أسبوعين من بدء النقاش حوله رسمياً في المجلس

 

Getty Images
مبنى الكونغرس الأميركي في العاصمة واشنطن. 

التفويض بالحرب… وقاسم سليماني

في المقابل، يقول مدافعون عن التفويض، وغالبيتهم من الجمهوريين، إنه لا يزال ضرورياً، فقد استعمله الرئيس السابق دونالد ترامب كحجة قانونية لقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في بغداد، عام 2020. حينها أرسل ترامب تقريرا إلى الكونغرس قال فيه إنه اعتمد على التفويض الذي "يستند إلى شن ضربات عسكرية بهدف الحفاظ على عراق مستقر وديمقراطي".

ويحذر المعارضون من تداعيات هذه الخطوة، وهذا ما تحدث عنه زعيم الجمهوريين في المجلس ميتش مكونيل قائلاً: "أعداؤنا الإرهابيون لم يلغوا حربهم ضدنا". وتابع مكونيل: "تفويض عام 2002 يتطرق مباشرة إلى التهديدات التي نواجهها اليوم في العراق وسوريا من إرهابيين مدعومين من إيران".

يقول مدافعون عن التفويض، وغالبيتهم من الجمهوريين، إنه لا يزال ضرورياً. فقد استعمله الرئيس السابق دونالد ترامب كحجة قانونية لقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في بغداد عام 2020

Reuters
جنود أميركيون خارج وزارة النفط العراقية في بغداد.

تفويض 2001

لعلّ المفارقة، أن الرئيس الأميركي يستطيع استعمال تفويض أكثر شمولية أقره الكونغرس عام 2001، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. وهذا تفويض باق لا يسعى المشرعون الى إلغائه .

ففي عام 2001 أقر الكونغرس تفويضاً يعطي الرئيس صلاحية واسعة لغزو أفغانستان ولشن الحرب ضد الإرهاب. هذا التفويض، على عكس تفويض الحرب في العراق، لا يذكر أي بلد على وجه التحديد، بل يوافق على استعمال القوة "ضد أي أمة أو تنظيم أو أشخاص" خططوا للاعتداء أو ساعدوا في شنّ اعتداء على الولايات المتحدة.

وجود تفويض من هذا النوع، ربما هو الذي دفع البيت الأبيض إلى دعم إلغاء تفويض العام 2002، ومعه تفويض آخر أقره الكونغرس عام 1991 للسماح للرئيس جورج بوش الأب باستعمال القوة العسكرية في العراق إثر غزو الكويت .

وبحسب بيان البيت الأبيض، فإن "إلغاء هذه التفويضات لن يؤثر على وضع العمليات العسكرية الأميركية الحالية، وسيعزز من التزام الإدارة بعلاقة قوية ومتكاملة مع شركائنا العراقيين ."

font change

مقالات ذات صلة