أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أرقاما صادمة تبرز تفاقم الكارثة الصحية في قطاع غزة، فيما تواصل الأمم المتحدة الحث على فتح كل المعابر والممرات الممكنة لتمكين المرضى من الوصول إلى العلاج في الضفة الغربية، إضافة إلى المطالبة بالسماح غير المقيد لفرق الطوارئ الطبية الدولية بالدخول إلى القطاع. واعتبارا من منتصف نوفمبر/تشرين الثاني من السنة الجارية، توفي أكثر من 900 مريض أثناء انتظارهم الإجلاء الطبي، نتيجة القيود الإسرائيلية على إصدار تصاريح السفر للعلاج خارج غزة.
ووفق المنظمة، لا يزال نحو 16,500 مريض ينتظرون الموافقة على مغادرة القطاع، بينهم 4,000 طفل في حاجة ماسة إلى رعاية طبية منقذة للحياة. وتحذر المنظمة من أن أي تأخير إضافي في التعامل مع هذه الحالات الحرجة يعني عمليا الحكم بالموت على المرضى. وتعمل مستشفيات غزة بأقل من نصف طاقتها بسبب النقص الحاد في الوقود والأدوية والمستلزمات الأساسية.
ومنذ مايو/أيار 2024، نفذت المنظمة 119 مهمة إجلاء، نُقل خلالها 8,000 مريض لتلقي العلاج في الخارج، بينهم 5,500 طفل. ومع ذلك، لا يزال آلاف المرضى يواجهون مصيرا مجهولا في ظل الانهيار المتواصل لمنظومة الرعاية الصحية في القطاع.
ويعاني كثير من المرضى من أمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، وهي حالات لم يعد النظام الصحي المنهك قادرا على استيعابها. وبعد إغلاق معبر رفح في مايو/أيار 2024 إثر سيطرة إسرائيل عليه، تراجع إجلاء المرضى إلى حد كبير، ومنذ انهيار الهدنة السابقة في مارس/آذار، تمكن أقل من أربعة مرضى يوميا من الخروج للعلاج.