الكتاب المعنون "الاختلاف بين فلسفة الطبيعة عند ديموقريطس وإبيقور" من تأليف كارل ماركس (1818-1883)، ترجمة وتحقيق نزار هليل، ومراجعة سعدون هليل، هو رسالة الدكتوراه التي أنجزها ماركس عام 1841، وتترجم إلى العربية لأول مرة. في سن الثالثة والعشرين، ناقش ماركس فلسفتي ديموقريطس وإبيقور، حيث رأى الأول يخضع العالم لحتمية صارمة، بينما فتح الثاني المجال للحرية عبر "انحراف الذرة". هذا التصور كان بذرة لفلسفته المادية ونقده للرأسمالية والصراع الطبقي لاحقا. الكتاب يكشف الجذور الفلسفية لفكر ماركس ويضيء على بدايات عقل غير العالم.

يكشف محمد عبيدة في كتابه "فخر الدين الرازي وصناعة التفسير الكبير" عن الأسس المعرفية والفكرية التي شكلت مشروع الرازي في تفسير القرآن. يوضح أن الرازي (544-606هـ) لم يقتصر على أدوات المفسرين التقليدية، بل استند إلى علم الكلام، والفلسفة السينوية (ابن سينا)، والمعتزلة، والبلاغة العربية، مما أتاح له بلورة ما سماه الباحث "الأشعرية الجديدة".

يبرز الكتاب كيف بنى الرازي تفسيره على مسلمات مستمدة من علوم أخرى، محققا تفاعلا معرفيا واسعا. وتهدف الدراسة إلى تحديد هذه الأسس، والكشف عن إمكاناتها في ضوء المناهج النصية والبلاغية الحديثة، لفتح أفق جديد لقراءة "التفسير الكبير".

توثق رواية "ناموا في منتصف الطريق" للكاتب السوري شعبان عبود بعمق المأساة السورية منذ اندلاع الثورة عام 2011 وما تبعها من حرب دامية. عبر بنية سردية متحررة من قيود الزمان والمكان، تتنقل بين حكايات أشخاص يتقاطع مصيرهم في مواجهة الموت، سواء بالرصاص أو الغرق أو السجون.

يشبه الكاتب الثورة بالانفجار العظيم، كحتمية تعيد تشكيل المعنى. وعلى الرغم من لغته الصحافية، فإن يفيض بالشعرية والمجاز، ويكشف قسوة النظام كما ينتقد تسلط الفصائل المتشددة. ليست الرواية عن الثورة فحسب، بل عن الذاكرة والحرية والحب والهوية، محاولة لصون الوجع السوري بصفته إنسانيا لا سياسيا.

كتاب "دروب المعنى في الفلسفة والدين والحب والحياة" لعبد الجبار الرفاعي هو حصيلة تأملات وأفكار دونها على مدى عشرين عاما، وجمعها في جزأين. لا يتبع الكتاب منهجا أكاديميا تقليديا، بل يقدم مقاطع وشذرات يمكن قراءتها بمرونة من أي صفحة، بما يناسب القارئ في زمن التحولات السريعة والذكاء الاصطناعي.

يتناول قضايا الفلسفة، والحب، وتجديد الخطاب الديني، وفهم الوجود والاغتراب الإنساني. العنوان يرمز لرحلة بحث الكاتب عن المعنى، حيث تعكس كلمة "دروب" مسارا مفتوحا يتكشف تدريجيا، على عكس "الطرق". الكتاب يضيء مسارات للتفكير والحوار، ويحفز القارئ على التأمل بلا أجوبة نهائية.

يتناول كتاب "أوديسا الصورة – في الفن، والدين، والتقنية" للكاتب الجزائري محمد شوقي الزين التحول التاريخي والفلسفي لدور الصورة مقارنة بالكلمة في نقل المعرفة، من الحضارات القديمة حتى العصر الرقمي. يدرس العلاقة بين الفكر والصورة عبر أكثر من 2500 سنة، وكيف انتقلت الصورة من كونها مجرد أداة لخدمة الفكرة إلى قوة مستقلة في الفن والدين والتقنية.

يرى المؤلف أن سلطان الكلمة تراجع لصالح الصورة التي أصبحت تجسد الأفكار وتمنحها حضورا حسيا. الكتاب يقدم منظورا فلسفيا وثقافيا عميقا حول تأثير الصورة في تشكيل وعينا وفهمنا للعالم.