نتعرف من خلال هذه الزاوية إلى أحدث إنتاجات السينما العربية والعالمية، ونسعى إلى أن تكون هذه الزاوية التي تطلّ شهريا، دليلا يجمع بين العرض والنقد لجديد الشاشة الكبيرة، على أن تتناول الأفلام الجماهيرية والفنية، من الأنواع كافة، بالإضافة إلى إعادة تقديم فيلم من ذاكرة السينما الكلاسيكية.
أحدث إصدارات الأفلام
المشروع X
سيناريو وإخراج : بيتر ميمي
البلد: مصر
هذا فيلم يسهل توقع نجاحه في شباك التذاكر. يلعب الدور الرئيس فيه أحد أكثر النجوم شعبية في السينما المصرية التجارية خلال الفترة الأخيرة كريم عبد العزيز، وبإدارة المخرج بيتر ميمي، شريك نجاح كريم الفني منذ سنوات. يتقدم "المشروع x" كأحد أفلام الميزانية الكبيرة، وبالتالي من المتوقع أن تتحقق فيه مشاهد الأكشن بقدر من الإتقان الذي يُحاكي الأعمال الهوليوودية. ينهج الفيلم نهج أفلام إثارة من نوع "شيفرة دافنشي"، إذ ثمة لغز في مكان شبه مقدس، مفتاحه متوزع بين أكثر من بلد، وبين أكثر من جماعة.
Hurry Up Tomorrow
سيناريو وإخراج : تري إدوارد شالتس
البلد: الولايات المتحدة الأميركية
من اسم إحدى أغنيات المغني الشهير "ذا ويكند"، يستعير هذا الفيلم عنوانه، الذي يُمكن تأويله بالأمل في الغد، مقارنة بنهاية العالم الشخصية جدا التي يستعرضها لبطله آبل تسفاي. منذ اللقطات الأولى في الفيلم، يُعلن المخرج تري إدوارد شالتس عن أسلوبٍ سينمائي خاص وممتع، يتصف بالحيوية، ويتجسد منذ البدء في حركة الكاميرا تُحيط بجسد شخصية آنيما– تلعب دورها جين أورتيغا– وهي تحرق منزلا، وتنسف ذكريات لا نعرف إلى مَنْ تنتمي. بالتوازي، نشاهد الانهيار البطيء للمغني آبل، الذي تهجره حبيبته في ظروف درامية، وهو مهدد بفقدان صوته. تستغرق هذه المقدمة زمنا، وترسم لوحة للعالم البصري والنفسي الذي يُقدمه الفيلم.
Deaf President Now
سيناريو وإخراج : نايل ديماركو ودافيس غيغنهايم
البلد: الولايات المتحدة الأميركية
يروي الفيلم الوثائقي "نريد رئيسا أصما"– من إنتاجات "آبل" الأصلية– وقائع أسبوع من ربيع عام 1988، في جامعة غالوديت الأميركية– الجامعة الوحيدة للصُم في العالم، حين انتفض الطلاب المُعترِضون ضد تعيين رئيسة للجامعة ليست فقط من خارج هذا المجتمع، بل جاهلة بقواعده ولغته كذلك، ولا تخجل من إعلان ازدرائها لمُجتمع الصُم، وتصريحها بعجزهم عن التكيف مع مجتمع السامعين. كانت جين سبيلمان ببساطة مُتحيزة ضد الطلاب الصُم. وكان يمكن لهذا التعيين لو قبلوه أن يكسر إرادتهم وثقتهم في العالم. يُركِز الفيلم على مجموعة من الطلبة المتمردين آنذاك، الذين يجلسون اليوم أمام الكاميرا، ويتذكرون أيام هذا الأسبوع بالتفصيل.
The Surrender
سيناريو وإخراج : جوليا ماكس
البلد: كندا والولايات المتحدة الأميركية
يحمل عنوان هذا الفيلم "التسليم" دلالة مزدوجة، أولا التسليم الذي ينبغي أن تختبره الأم "باربار" وابنتها "ميغان" أثناء ممارسة الطقس السحري للفودو، والذي يُفترض منه أن يُعيد الزوج الميت روبرت والد ميغان من الموت إلى الحياة. لكن الدلالة الأهم للعنوان، تتعلق بحتمية التسليم بمسألة أخرى، التسليم بمرور الموت من الحياة، ومرور الحياة من الموت، وأن لا غنى لأحدهما عن الآخر. في فيلمها الروائي الطويل الأول، تعود صانعة السينما جوليا ماكس إلى موضوع كانت قد تناولته من قبل في فيلمها القصير "أجزاء مني" (Pieces of me) الذي بحث في قوة الذكريات العائلية، وطرح بدوره فكرة الموت ولو فانتازيا، عبر تحويره بحيث يخدم الحيّ ويعوض نقصه الإنساني.
Cloud
سيناريو وإخراج : كيوشي كوروساوا
البلد: اليابان
يروي الفيلم قصة صعود ريوسوكي، الموظف في مصنع، إلى عالم رواد الأعمال الذين يستخدمون الإنترنت لصنع إمبراطورية افتراضية، تجلب لهم ثروة. يؤمن ريوسوكي بنفسه، بإمكانياته، لكنه لا يُعلن هذا الإيمان ولا يستعرضه إنما يختبره خطوة خطوة عبر مسار الفيلم. هدفه مثله مثل أي شاب من أبناء جيله، لا في اليابان وحدها لكن في العالم أيضا، أن يجمع مالا كثيرا، أن ينشئ بيتا على مزاجه، وأن يتخلص من حياة الموظفين إلى الأبد، وأوامر المُديرين.
سوى أن سبيله لذلك، يمرّ بنوعٍ من الاحتيال. إنه يشتري البضائع من أصحابها بثمن بخس، ثم يُعيد بيعها بأسعار خيالية. لا مانع لديه من بيع الأغراض المزوَّرة على أنها حقيقية.
من ذاكرة السينما
Le Chagrin et la Pitié
سيناريو وإخراج : مارسيل أوفليس
البلد: فرنسا وسويسرا وألمانيا
يوم 24 مايو/أيار الماضي، أُعلِن في فرنسا عن وفاة مارسيل أوفليس، أحد أعلام السينما الوثائقية حول العالم. نعته صحيفة "لوموند" قائلة: "مات عالمٌ كامل معه"، مُتذكرة فيلمه الأشهر "الأسى والعطف". كان ظهور الفيلم صفعة للسردية الفرنسية التي بيضت وجه فرنسا إثر تعاون نظام بيتان مع هتلر، خلال الاحتلال النازي لفرنسا. تقول لوموند: "كشف مارسيل أوفليس بفيلمه، أن التعاون مع النازي، لم يكن شرا لا بد منه كما راج بعد الحرب، إنما خيار أيديولوجي لليمين الرجعي والمعادي لليهود في فرنسا". عام 1969، يتعاون مارسيل مع اثنين من الصحافيين الفرنسيين هما آندريا هاريس، وآلان دو سيدي، وخلال خمسة أسابيع يعمل على تصورير "الأسى والعطف" بدعم مالي من سويسرا وألمانيا.