نتعرف من خلال هذه الزاوية إلى أحدث إنتاجات السينما العربية والعالمية، ونسعى إلى أن تكون هذه الزاوية التي تطلّ شهريا، دليلا يجمع بين العرض والنقد لجديد الشاشة الكبيرة، على أن تتناول الأفلام الجماهيرية والفنية، من الأنواع كافة، بالإضافة إلى إعادة تقديم فيلم من ذاكرة السينما الكلاسيكية.
يُركز الفصل الأول من الفيلم على سحر هذه المُحيطات. يُغرقنا بصريا في مشاهد رائعة وملونة، تجد فيها العين مُتعة، والفكر سلوانا وسط ما يُحيط بنا من دمار. قبل أن يصدمنا دُفعة واحدة، بما خسرته هذه المحيطات من ثروات. بالتكلفة الباهظة للصيد الجائر للمحار على حياة المخلوقات البحرية من جهة، والسُكان الأصليين للمناطق المُحيطة بالمُحيطات. عبر مشاهد تقارن ما آلت إليه هذه العوالم من موت وذبول، من بعد الألوان والجمال. قبل أن نتحطم تماما، من الأثر المروع لإساءة الإنسان حتى للمُحيطات. يجعل لنا الفيلم مخرجا، وهو ضرورة استصدار قوانين تمنع التجريف البحري، لعدد من السنين، ريثما يتمكن البحر من تجديد نفسه.
The RItual
سيناريو وإخراج : ديفيد ميدل
البلد: الولايات المتحدة الأميركية والهند
يبيع هذا الفيلم نفسه للمُشاهدين، عبر نوع سينمائي جذاب هو رعب طرد الأرواح الشريرة. النوع الذي تُنتج منه هوليوود وغيرها من السينمات المُهتمة الكثير من الأفلام كل عام، بلا كلل ولا ملل، وبيقين في الحد الأدنى من المردود التجاري. ويدعي الفيلم، منذ الافتتاحية، نهوضه على قصة حقيقية، هي الأشد توثيقا من بين حالات طرد الأشرار التي أداها كهنة مسيحيون على فتيات مسكونات. أي إن صُناعه- لا سيما مُخرجه وكاتب السيناريو له بالمشاركة ديفيد ميدل- يشيرون إلى أنهم الأصل، أو أقرب صورة من الأصل، بينما الأفلام الأخرى ما هي إلا صور من صور.
Sister Midnight
سيناريو وإخراج : كاران كاندهاري
البلد: الهند وإنكلترا والسويد
يُمكن القول إن هذا الفيلم عن المتعوسين، العاجزين عن تحقيق أدنى مُتع الحياة، وحين تمكنوا أخيرا من تحقيقها، يموتون من الفرح! يُمكن القول أيضا إنه فيلم عن صراع نساء العالم الثالث، بين أن يكن ساحرات وفقا للفهم الغربي، أي متحررات من منظومات اجتماعية قامعة مالكات لقوى تغيير خارقة، أو أن تقودهن الحياة التعسة تماما نحو الجنون، فيُصبحن خطرا على أنفسهم وعلى العالم. ومع ذلك، فإن هذا الفيلم الطويل الأول لمُخرجه الإنكليزي الهندي كاران كاندهاري، يوحي بأنه يُريد قول أكثر من هذا وذاك بأسلوبه السيريالي، وتركيزه على صناعة مَشاهد آسرة بصريا، من ناحية التكوين والألوان، ومن ناحية التوليف أيضا.
Echo Valley
سيناريو وإخراج : مايكل بيرس
البلد: الولايات المتحدة الأميركية
من إنتاج منصة "آبل"، إلى جانب آخرين من بينهم ريدلي سكوت. يأتي هذا الفيلم بما يحمل من لمسة كلاسيكية. مع كيت (جوليان مور) السَيدة العذبة مُربية الخيول التي تعتني بالمزرعة، وشعورها الجاثم بالحزن بعد فقدان شريكتها (باتي). إنها مضطرة إلى مواجهة وحدتها الجديدة بعد الحُب الكبير الذي تركت على ما يبدو من أجله كل شيء، وهي وحدة مزدوجة عاطفيا، لأن لديها ابنة مُدمنة غير حاضرة في حياتها. حتى والد هذه الابنة، زوج كيت السابق لا يؤمن بأن حالة الابنة ستتحسن. تتقدَّم كيت بصريا بطريقة تُسرب لنا شعورا بأن هناك جوانب خفية من شخصيتها، وربما حتى تُخيفنا منها رغم رقتها الظاهرة.
F1: The movie
سيناريو وإخراج : جوزيف كوزينسكي
البلد: الولايات المتحدة الأميركية
فيلم عن السرعة والريح. السرعة التي ينهض عليها سباق السيارات، والسرعة بمعنى الزمن الذي يتغير باستمرار، آخذا معه المواهب التي تربعت يوما فوق القمة أو كادت. وهو عن الريح، التي تدفع إلى الحركة من جانب، لكنها القدر كذلك الذي يُخشى منه. أمَّا سؤال السرعة، فيبحثه الفيلم في نصفه الأول. عبر قصة "سوني هايز" (براد بيت) مُتسابق السيارات العائد في سن مُتقدمة لينافس الشباب، بسيارة لا تسمح له بإحراز تقدم حقيقي في الجولات، لكن ما بيده حيلة، فهو يريد أن يساند صديقه القديم روبن (خافيير بردام) الموشك على عرض فريقه للبيع، بسبب الخسارات المتلاحقة. هل هذه فقط نية سوني؟
من ذاكرة السينما
La Fée aux Choux
سيناريو وإخراج : آليس غي بلاشيه
البلد: فرنسا
يُعدُّ "جنية الكُرنب" أول فيلم روائي في العالم، ومُخرجته ليست فقط أول مُخرجة امرأة في العالم، إنما كذلك أول مُخرجة لفيلم روائي في الدُنيا، غير أن اسمها استُبعد لسنوات من كُتب تأريخ السينما، وتجاهل كثيرون الحديث عن إسهامها في تشكيل السينما بالمعنى الذي نعرفه اليوم. نحن نعرف أن العرض السينمائي الأول- أو على الأقل من العروض الأولى- كان للأخوين لوميير في باريس عام 1895، حين بثوا أمام الناس، لقطات صورٍ مُتحركة، منها لقطار يدخل إلى المحطة، وأدى المشهد إلى فرار المُتفرجين خائفين من الدهس كما صدَّرته الشاشة. فكرت آليس في اتجاه آخر، وكانت بهذا تُمهد للصناعة الجديدة طريقها في العالم.