نتعرف من خلال هذه الزاوية إلى أحدث إنتاجات السينما العربية والعالمية، ونسعى إلى أن تكون هذه الزاوية التي تطلّ شهريا، دليلا يجمع بين العرض والنقد لجديد الشاشة الكبيرة، على أن تتناول الأفلام الجماهيرية والفنية، من الأنواع كافة، بالإضافة إلى إعادة تقديم فيلم من ذاكرة السينما الكلاسيكية.
أحدث إصدارات الأفلام
Bring Her Back
سيناريو وإخراج : داني فيليبو ومايكل فيليبو
البلد: أستراليا
بعد النجاح العالمي لفيلمهما الأول "Talk to me" يُقدم المخرجان التوأم داني ومايكل فيليبو، عملهما الثاني "Bring her back" ويأتي أكثر خضوعا لنوع الرعب، وأكثر إخلاصا للمتوقع منه، باشتغاله على التفاصيل البصرية لتهشيم العظم، وتكسير الأسنان، وشق اللحم، وكافة الصور الأخرى لتشويه الجسد الحيّ، بهدف إعادة الجسد الميت إلى الحياة.
هذه المرة من خلال طقس سحري، لا يُخبرنا السرد من أين جاء، لكنه مُسجل على شرائط فيديو، تستعيده على طول الفيلم الأم الثكلى لورا (سالي هاوكنز). تستفيد لورا من عملها كإخصائية نفسية في دور الرعاية ودراستها لعلم النفس، في استيعاب آليات التلاعب النفسي، بما يجعلها وحشا حقيقيا، أما غولة.
40Acres
سيناريو وإخراج : ر. ت. ثورن
البلد: كندا
هذا الفيلم الكندي ينتمي إلى نوع أفلام ما بعد نهاية العالم، أو ما بعد الكارثة. وهي هنا جائحة الفطر التي أدت إلى تدمير أغلب مساحة المحيط الحيوي اللازم للحيوانات، ثم كارثة الحرب الأهلية التي اندلعت في مناطق مختلفة من العالم حسب رواية الفيلم. وصولا إلى المجاعة التي أمست تُهيمن على الكوكب، بعد أن أسقطت الأنظمة وفتتت المُجتمعات إلى مجموعات منعزلة، تكافح كلٌ منها للبقاء على قيد الحياة، والحفاظ على ما بقى لها من ممتلكات ومحاصيل ضد غارات المُستوطنين المُعتدين. من بين هؤلاء الناجين، طوّرت عائلة الفريمانز، نظاما صارما لحماية حدودها، بقيادة الأم هايلي (دانييل ديدوايلر) التي تحمل غضبا متوارثا ضد المستوطنين البيض.
إن شالله الدنيا تتهد
سيناريو وإخراج : كريم شعبان
البلد: مصر
قد تكون "أحلام الماضي" إحدى الثيمات التي تتردد، بصورة أو بأخرى، في أفلام السيناريست وائل حمدي. في هذا الفيلم "إن شالله الدنيا تتهد" وهو قصير أيضا، ينشغل وائل حمدي وكريم شعبان، بشخصية فاروق (عماد رشدي)– وهو ستيني رقيق وهش- يوشك على تحقيق حلمه القديم بالتمثيل، لكن الحياة تُسارع إلى تكديره. بينما يحاول فاروق بصعوبة الانخراط في أداء دوره، كجد سعيد، لحفيدة سعيدة، يتلقى نبأ وفاة صديق عُمره. تتكشف هشاشته أكثر، ويرغب في الرحيل. إلا أن رئيس فريق الإنتاج يُعاند، ويسارع إلى حبس الرجل، مثل فأر في مصيدة، مجبرا إياه على تمثيل سعادة لا يُطيقها الآن فاروق.
My Mom Jayne
سيناريو وإخراج : ماريشكا هارغيتي
البلد: الولايات المتحدة الأميركية
نسمع عن المؤلفين الذين عاشوا الحاجة إلى إنجاز كتاب ما أو رواية، كأن الكتابة سؤال للموت أو الحياة، وكأنها تمد لهم حبل النجاة. الفيلم التسجيلي "أمي جين"، الذي يُعرض على منصة "HPO" ومن إنتاجها إلى جانب جهات أخرى، يبدو في مَشاهده الأخيرة حبل نجاة لصانعته ماريشكا هارغيتي، وهي أصغر طفلة أنجبتها الممثلة الأميركية ونجمة الإغراء جين مانسفيلد. رحلت جين عن الحياة، وماريشكا في الثالثة فقط من عُمرها. والصور الفوتوغرافية التي تُظهر الأم والابنة معا، تُشدد على المسافة بينهما، اللهفة من جانب الصغيرة، يُقابلها التفات إلى شيء آخر من جانب النجمة. فقد عاشت جين حياة تُطابق المتوقع من جميلة شقراء تأسرها الشاشة الفضية.
Materialists
سيناريو وإخراج : سيلين سونغ
البلد: الولايات المتحدة الأميركية وفنلندا
في سوق الزواج الأميركي، لكل رجل أو امرأة، قيمةٌ تعرف كيف تُحددها بدقة شركات التشبيك الاجتماعي، ومنها تلك التي تعمل لصالحها لوسي (داكوتا جونسون)، الحسناء الثلاثينية، التي تعيش في حالة استنفار دائم بحثا عن راغبين جدد في الزواج، على شرط أن يتمكنوا بالطبع من دفع أتعابها الباهظة.
يبدأ الفيلم من نقطة كوميدية، إذ تُرينا مؤلفته ومخرجته، كيف تتلاعب لوسي بعقول النساء والرجال، لتحقيق أهدافها الشهرية في الشركة، والحصول على تهنئة زميلاتها المُنبهرات بكفاءتها المهنية. ينتقل "الماديون" بعد ذلك، لحياة لوسي نفسها، وخلفيتها الطبقية والاجتماعية، فهي وإن ظهرت اليوم أنيقة واثقة وثرية، لم تكن كذلك معظم حياتها.
من ذاكرة السينما
Being There (1979)
سيناريو وإخراج : هال آشبي
البلد: الولايات المتحدة الأميركية
رغم تصنيف هذا الفيلم كعمل كوميدي، وأن ممثله الرئيس بيتر سيلرز أحد نجوم هذا النوع، فالأكيد أنه فيلم يتجاوز التصنيف ويُحلق في مساحة أوسع، تسمح فيها السينما لنفسها بالتفلسف والتأمل، بأسلوب سينمائي غير مُعقد، وهو اتجاه قلما نجده في السينما التجارية. إنها حكاية تشانس (بيتر سيلرز)، والكلمة الإنكليزية تعني حظ، الذي عاش سنوات عمره كلها بلا بطاقة هوية، ولا شهادة طبية، ومن دون أن يتعلم القراءة والكتابة. عمل بستانيا في منزل "الرجل الكبير"، الذي لا نعرف له اسما، فقط نعرف أنه لم يسمح لتشانس بمغادرة المنزل قط. يعرف تشانس العالم عبر التلفزيون فقط، الذي يهوى مُشاهدته.