نتعرف من خلال هذه الزاوية إلى أحدث إنتاجات السينما العربية والعالمية، ونسعى إلى أن تكون هذه الزاوية التي تطل شهريا، دليلا يجمع بين العرض والنقد لجديد الشاشة الكبيرة، على أن تتناول الأفلام الجماهيرية والفنية، من الأنواع كافة، بالإضافة إلى إعادة تقديم فيلم من ذاكرة السينما الكلاسيكية.
أحدث إصدارات الأفلام
Caught Stealing
سيناريو وإخراج : دارين أرنوفسكي
البلد: الولايات المتحدة
أحد الأفلام المنتظرة بشدة هذا العام لمخرجه ذائع الصيت دارين أرنوفسكي، صاحب "البجعة السوداء" Black Swan من بين أفلام أخرى شهيرة. يدور الفيلم في نيويورك التسعينات، ويروي حكاية هانك (أوستن بتلر) الذي يعمل نادلا في حانة، بعد أن كان يحلم بأن يصير أحد أبطال لعبة البيسبول. تعرض هانك لحادثة سيارة، يستدعيها السرد بصورة متقطعة طوال الفيلم، كل مرة كي يضيف لنا جزءا صغيرا من الحقيقة كما حدثت، وكما يخفيها إلى حد ما هانك عن نفسه. نفهم أنه وقع أيضا في إدمان الكحول، وأنه يعيش حياة مزرية تهدد استمرار علاقته بحبيبته إيفون (زوي كرافيتس).
إسعاف
سيناريو وإخراج : كولن تيغ
البلد: السعودية
يجمع الفيلم السعودي "إسعاف" بين الكوميديا والتشويق وكذلك الدراما، وهو يروي قصة بطله عمر (إبراهيم الحجاج) الذي يبدو شابا أخرق، لكنه طيب القلب، يعمل مسعفا، بالشراكة مع زميله الأعقل خالد (محمد القحطاني) ذلك الذي لا يسلم من مقالب عمر ولا سوء تقديره. وعلى الرغم من المتاعب التي لا يكف عمر عن إيقاع نفسه وزميله بها، خلال ممارسته لعمله، فإنه يبقى شخصية مثيرة للاهتمام على مستوى الفيلم. إذ يمتلك خيالا واسعا، وميلا إلى المغامرة، رغم بعض الجبن الذي يشوب طباعه، وهو إلى ذلك يرى نفسه بطلا ينتظر الفرصة المناسبة كي يثبت لمديره في العمل، وزميله خالد، أنه مصدر ثقة.
Together
سيناريو وإخراج : مايكل شانكس
البلد: أستراليا، الولايات المتحدة.
يلجأ صانع هذا الفيلم إلى بعض المعتقدات الروحية السائدة اليوم، عن فكرة "توأم الروح" الرومانسية. يعود تحديدا إلى نظرية منسوبة لأفلاطون، من أن البشر خلقوا على صورة أخرى أقوى من الصورة الحالية، بأربع أرجل وأربع أذرع، لكنهم اختبروا نوعا من التمزق الداخلي أجبرهم على الانفصال، ليبحث كل منهم عن نصفه الآخر، ذلك الذي يكمله وبه يعود قويا. أيا كانت صحة نسب هذه النظرية لأفلاطون، والذي وفقا للبعض قد يكون ساقها على سبيل المجاز، لا الحقيقة. مايكل شانكس، يستكشف هذه الفكرة، لا بطابعها الرومنسي الحالم، إنما بإيحائاتها المرعبة. ماذا لو أن الاتحاد مع النصف الثاني، يعني الخسران المجحف للذات، لا الانتماء السعيد إلى آخر؟
Tales from the Magic Garden
سيناريو وإخراج : ديفيد سوكوب، باتريك باص، ليون فيدمار، جون كلود روزيك.
البلد: التشيك، فرنسا، سلوفاكيا، سلوفينيا.
قلة من الأفلام، تلك التي يمكنها أن تعيدنا لتأمل سحر اللون والصورة، أو باختصار سحر السينما. "حكايات من الغابة السحرية"، وهو فيلم تحريك تشيكي، أحد هذه الأفلام، التي تجعل لنا مخرجا من العالم الصعب بصراعاته وعنفه وشروره، يمر بالضرورة عبر دروب الحكاية، وأصحابها الحقيقيين، أي الأطفال. من خلال حكاية ثلاثة صغار في أعمار متباينة، يفقدون جدتهم الحبيبة التي كانت تروي لهم الحكايات. يواجهون للمرة الأولى الفقد، متمثلا في الحرمان من حكاية ما قبل النوم. لم يبق لهم في مواجهة هذه الوحشة، التي تهدد قسما كبيرا من عالمهم إلا قبعة جدتهم الطيبة، وشخص جدهم الذي يعاني بدوره حدادا نفسيا بعد وفاة شريكة حياته.
The ground beneath our feet
سيناريو وإخراج : يرسا روكا فانبرج
البلد: آيسلندا، بولندا.
ربما يحيل عنوان هذا الفيلم التسجيلي "الأرض أسفل أقدامنا" إلى فكرتين متناقضتين ظاهريا، متكاملتين منطقيا. من ناحية يشير إلى الطقوس اليومية، التي تستلزمها الحياة الأرضية بطبيعة الحال، من مأكل وشراب وحركة، لا سيما ونحن نتحدث عن أبطال هذا الفيلم، وهم مجموعة من كبار السن، الذين يعيشون في دار رعاية عنوانها نفسه "غراند" باللغة الآيسلندية، يرادف كلمة "أرض" بالعربية. والمقصود أن الحياة اليومية، في تمثلاتها البسيطة، لم تعد مهمة عادية، أو مستطاعة من غير مساعدة. أما المعنى الثاني الممكن فهمه من العنوان، فهو الأرض التي سندفن فيها جميعا، وأبطال هذا الفيلم، إنها أرض أخرى أسفل تلك التي نسير عليها.
من ذاكرة السينما
هن Elles
سيناريو وإخراج : أحمد لعلام
البلد: الجزائر
بعد أربعة أعوام من حصول الجزائر على استقلالها، في المدارس والجامعات وحتى في الشوارع، كان النقاش الدائر ثريا حول طبيعة المجتمع الجديد الذي يطمح إليه الجزائريون، وبالضرورة حول مكانة المرأة فيه. موقفها من الواجبات التي فرضت عليها، وأسئلتها حول حقوقها في التعليم والعمل، أو مجرد الخروج إلى الشوارع في نزهة، بأمان، ومن غير أن تحاصرها أعين الرجال المستنكرة. هذا الفيلم التسجيلي القصير الذي أخرجه المخرج الجزائري الراحل أحمد لعلام، ينغمس في سؤال الحقوق والواجبات. لكن من جانب النساء، بألسنتهن مباشرة، وليس نقلا عنهن، مركزا على مجموعة من طالبات المدارس الثانوية، في جدالاتهن اليومية، حول الموضوع.