أحد أركان الحكم.. تطوع محاربا مع مصر.. وجمع الأموال للجزائر

أحد أركان الحكم.. تطوع محاربا مع مصر.. وجمع الأموال للجزائر

[caption id="attachment_55252753" align="aligncenter" width="620"]الملك سلمان بن عبد العزيز الملك سلمان بن عبد العزيز[/caption]

الملك سلمان أبن عائلة آل سعود الأسرة العربية العريقة الضاربة في نجد، كان حاضرا في المشهد السياسي منذ عام 1938 حينما خرج والده المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، ملقيا أحد خطبه الشهيرة وكان يجلس على كرسي وثير وخلفه حراسه ومستشاروه إلا من كان ملاصقا له على ذات الكرسي ابنه الملك سلمان، حينما كان عمره لا يتجاوز 4 سنوات، وكأن المؤسس الملك عبد العزيز كان يقدم ابنه منذ ذلك الوقت إلى المشهد السياسي، وهو الذي اكتسب من والده صفات كثيرة أهمها الحزم والفراسة، والفطنة والحضور الذهني، وهي من بين الصفات التي ورثها من والده المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وهي صفات لا تجتمع إلا في القائد الفذ.، يقول زين العابدين الركابي في كتابه «سلمان بن عبد العزيز.. الجانب الآخر» عن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، حين كان وليا للعهد: «إذا تحدثت مع الأمير سلمان في موضوع ما، فلا تكاد تنطق بالعبارة الأولى، حتى يدرك ما تريد ويستفيض فيه، وكأنه قد أعد العدة له من قبل سواء أكان الموضوع سياسيا أم اجتماعيا أم إعلاميا أم ثقافيا.. فأول الكلام لدى المصغي الذكي قدحا لذهنه ومفتاحا يستدعي مخزونه المكنون، فالسرعة الفائقة في الجواب أو التعليق تختصر المقدمات وتختزل الوقت وتقطع حبال التكرار ومسلسل الحشو الذي يضيع الوقت ويهدر الطاقة الذهنية دون نفع».


[blockquote]
خادم الحرمين الشريفين نبغ فكره السياسي منذ صغره والذي جاء من حرص والده الملك المؤسس عبد العزيز على تعليمه لشتي العلوم وأولها حفظ القران الكريم[/blockquote]


الملك سلمان بن عبد العزيز نبغ فكره السياسي منذ صغره والذي جاء من حرص والده الملك المؤسس عبد العزيز على تعليمه لشتى العلوم وأولها حفظ القران الكريم ليتم حفظه وهو في سن العاشرة «نشرت جريدة أم القرى في 3 أغسطس (آب) 1945م العدد 1066 وقائع حفل ختم الملك سلمان بن عبد العزيز للقرآن الكريم الذي أقامته مدرسة الأمراء»، وحينما بلغ الأمير الشاب سلمان أشده وهو في التاسعة عشرة من عمره وتحديدا عام 1954 عين أميرا لمنطقة الرياض، وهي مدينة صنع القرار السياسي السعودي التي شهدت ولادة تأسيس حكم والده وأجداده ليدخل المعترك السياسي والإداري في بلاده حاكما لعاصمة الدولة الحديثة، مشاركا في مشاريع التنمية والتطوير للمدينة الوادعة على ضفاف وادي حنيفة وصنع القرار السياسي مع إخوته الملوك انطلاقا من الملك سعود وحتى الملك عبد الله.



المحارب مع مصر ضد العدوان الثلاثي





وبعد سنتين من توليه حكم العاصمة الرياض هب الأمير الشاب وتحديدا 1956 متطوعا للمشاركة مع إخوته العرب ضمن قوات المقاومة الشعبية لدحر العدوان الثلاثي على مصر ليعتمر البدلة العسكرية محاربا ومنافحا عن الأمة العربية ضد ذلك العدوان، ولم يتوقف عند هذا الحد بل سارع وبتكليف من أخيه الملك سعود بن عبد العزيز رئاسة اللجنة الشعبية لجمع التبرعات لحرب الجزائر وقبلها جمع التبرعات لمنكوبي حرب السويس في عام 1956، وملقيا كلمته أمام حشد من أبناء الشعب السعودي وذلك في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1956 لدعم مدينة بورسعيد عقب تعرضها للتخريب خلال العدوان الثلاثي على مصر، في الوقت الذي كانت تعاني فيه السعودية من شح في المواد المالية، إلا أنه لم يتخل عن واجبه تجاه أشقائه العرب.

[caption id="attachment_55252757" align="alignleft" width="390"]صورة تجمع الملك سلمان بن عبد العزيز والملك فيصل بن عبد العزيز والملك فهد بن عبد العزيز عام 1980(غيتي) صورة تجمع الملك سلمان بن عبد العزيز والملك فيصل بن عبد العزيز والملك فهد بن عبد العزيز عام 1980(غيتي)[/caption]

كانت تلك اللجان شعبية إلا أنها أوكلت المهمة لسلمان لمعرفة أخيه الملك سعود بأخيه الأمير الشاب سلمان ومدى قدرته في تنفذ تلك المهمة لتكون بداية عمله الاستشاري مع إخوته الملوك بداية من أخيه الملك سعود وحتى الملك الراحل عبد الله وليكون أحد أهم أعمدة وأركان الحكم في السعودية، وأمين سر العائلة المالكة، ورئيس مجلسها، يقول اليانور غيليسبي من مركز أبحاث متخصص بالشؤون الخليجية: «عُرف عن الملك سلمان الحكمة والمعرفة وسعة الاطلاع والقدرة في المحاورة والاستماع، ومعرفته الدقيقة بطباع مجتمعه، ومؤسسات بلاده».



[inset_left]
"الملك السابع للسعودية كان لصيقا لخمسه ملوك "سعود، فيصل، خالد، فهد، عبد الله
[/inset_left]


الملك السابع للسعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان لصيقا لخمسة ملوك (سعود، فيصل، خالد، فهد، عبد الله) ومؤثرا في القرار الخارجي والداخلي برجاحة العقل وصواب الرأي، يقول الدكتور عبد الله العسكر عضو مجلس الشورى: «قرب الملك سلمان من إخوته الملوك لدرجة أنه أصبح مؤتمن الملوك منذ عهد الملك سعود وحتى عهد الملك عبد الله رحمهم الله جميعا، ويأتي ذلك لما يتميز به الملك سلمان من ثقافة عالية سواء على المستوى المحلي أو في التاريخ أو الثقافة العامة أو الحركات السياسية والحزبية في الوطن العربي، وفي عهد الملك فيصل كان للملك سلمان علاقات واسعة بالنخب العربية الثقافية والسياسية وخصوصا في لبنان وسوريا والعراق ومصر، وهذا يأتي كونه قارئا من الطراز الأول» (صحيفة «الشرق الأوسط» 27 يناير 2015).
السنوات الكثيرة التي قضاها الملك سلمان أميرا لمنطقة الرياض، إضافة إلى مركزه الرئيسي في مفاصل الدولة وشؤون الحكم، ونظرا لمكانته لدى الملوك والأمراء والمسؤولين في الدولة جعل منه مرجعية سياسية وتاريخية وإعلامية وإدارية يعتد بها، ليسعى منذ نعومة أظفاره للنهوض ببلاده داخليا وخارجيا، ليقود مجهودات ضخمة لتكون بلاده ضمن مجموعة الكبار من دول العالم المتقدم صانعي القرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.



نبوغ سياسي مبكر انطلق مع ثاني ملوك السعودية





في عام 1958 أنابه أخوه الملك سعود ليفتتح معرض صناعة الزيت الذي أقامته شركة الزيت بالرياض، ولم يلبث أن بدأ مشواره المشاركة في اتخاذ القرار السياسي مع إخوته الملوك عبر لقاءاته المتعددة مع الزعماء والقادة والذين يفدون إلى الرياض، وفي فترة حكم أخيه الملك فيصل كان حاضرا يقف خلف الملك يقدم المشورة واستقبال الوفد السياسية، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر استقبال الرئيس اللبناني شارل حلو، والوزير الأميركي هنري كسنجر وغيره من القادة السياسية، ولعلك ذلك يأتي لسعة اطلاعه وتنوع الخلفية الثقافية والمعرفية لدى الملك سلمان، والتي تعد إحدى السمات البارزة في شخصية وبفضل ثقافته واحتكاكه بالمثقفين والأدباء والمفكرين تجاوزت شهرته كمفكر المحلية إلى العالمية، ويشير هنا الدكتور عبد الله العسكر إلى أن «الملك سلمان كان يحرص منذ الخمسينات على المجلات العربية والصحف، وذلك في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر وكان لديه إلمام تام بجميع الأحزاب السياسية والثقافية في ذلك الوقت، والذي يدعمه شغفه الكبير في تتبع الحركات والحقبات السياسية في العالم العربي، مضيفا أن هذا التراكم المعرفي أوجد لديه دراية كبيرة بكل الحراك السياسي في المنطقة».


[caption id="attachment_55252754" align="alignleft" width="206"]الملك سلمان بن عبد العزيز يرعى معرضا حول مدينة الرياض في باريس ديسمبر 1986(غيتي) الملك سلمان بن عبد العزيز يرعى معرضا حول مدينة الرياض في باريس ديسمبر 1986(غيتي)[/caption]


ولما يتمتع به الملك سلمان من الحنكة والدراية الكافية برعاية المصالح وإنهاء المهام بكل جدارة واقتدار، كونه شخصية قيادية فذة، مشهود له ببُعد النظر والحكمة كان له دور ملموس عام 1981 وفي عهد أخيه الملك خالد في إنهاء ملف طائرات «الأواكس» بعد أن شارك في استقبال الوفد الأميركي الذي قدم للعاصمة الرياض لحل الخلاف السعودي مع الولايات المتحدة الأميركية حول صفقة تلك الطائرات والتي انتهت بتسلم السعودية عام 1986 عددا من طائرات الأواكس والتي تعتبر من أهم الطائرات في العالم لدورها في الحروب الجوية الحديثة، يقول السفير الأميركي السابق في الرياض، روبرت جوردان: «الملك سلمان رجل دبلوماسي ولا يتبع ما تمليه عليه الولايات المتحدة الأميركية، لكنه يدرك أهمية الحفاظ على علاقات قوية مع واشنطن»، «رويترز».
الملك سلمان بن عبد العزيز يمتلك خلفية كبيرة عن واقع الحياة الاجتماعية والثقافية في الداخل السعودي، والعربي، ولما يتمتع به من ذكاء متقد، أوكله الملك فهد بن عبد العزيز الملك الخامس للدولة السعودية بعدد من الزيارات الرسمية لكثير من الزعماء في العالم ممثلا عن الملك فهد والتي تمثلت في زيارته للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم زيارته للراحل الشيخ جابر الأحمد أمير البلاد لبحث سبل دعم العلاقات بين البلدين ومناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة، وذلك قبل الغزو العراقي.



ركن القرار السياسي في حرب الخليج





ولم تقف زيارات الملك سلمان ممثلا عن الملك فهد داخل نطاق الخليج أو الدول العربية بل امتدت في عام 1989 ليحل ضيفا على البيت الأبيض في العاصمة واشنطن ملتقيا الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض ووزير خارجيته جيمس بيكر، وذلك قبل الغزو العراقي على دولة الكويت، وفي أيام حرب الخليج كان الملك سلمان حاضرا يتابع ويقدم الاستشارة من قصر الحكم في الرياض وينقل رسائل الملك فهد لعدد من زعماء العالم وكان له دور في المباحثات مع قوات التحالف بوجود الملك فهد في ذلك الوقت، وهنا يقول الدكتور عبد الله العسكر: «الملك سلمان لديه معرفة دقيقة بتفاصيل التاريخ العربي والسعودي خصوصا ويستقريء المستقبل لإلمامه العالي بالتاريخ، وأزعم أن الملك سلمان قد انخرط في العمل السياسي دون أن يكون في الواجهة كونه كان يقدم الرأي والمقترحات للملوك» (صحيفة «الشرق الأوسط»).
زيارات الملك سلمان السياسية استمرت، فتارة شرقا نحو اليابان ملتقيا ولي عهدها الأمير ناروهيتو ورئيس مجلس النواب سويشيرو إيتو خلال زيارته لطوكيو، وأخرى ملتقيا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، وبعدها إلى الصين للتباحث حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وبعده إلى كوريا الجنوبية والتي كانت عام 1997، وتارة غربا ملتقيا الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا، وبعدها زائرا المملكة المتحدة البريطانية ملتقيا ولي عهدها، لتجده بعدها مفتتحا مع مستشار ألمانيا غيرهارد شرودر معرض العلاقات السعودية - الألمانية في الرياض، عام 2005.



صداقة مع الرئيس الفرنسي شيراك





كان للملك سلمان علاقات دولية ممتدة مع كافة زعماء العالم إلا أنه له علاقة مميزة امتدت منذ سنين، وفي عام 1985، أقام عمدة باريس في ذلك الوقت الرئيس السابق جاك شيراك حفل استقبال كبيرا في عمودية باريس تكريما للملك سلمان بن عبد العزيز، حينما كان أميرا لمنطقة الرياض، وأقيم هذا الحفل بمناسبة مرور ألف عام على إنشاء مدينة باريس، والحفل كان تكريما لجهود الملك سلمان في ذلك الوقت لتطوير منطقة الرياض وعلى الجهد الذي يبذله في تطوير وتوثيق العلاقات بين البلدين الصديقين، كونه ارتبط بصداقة شخصية مع الرئيس شيراك، وفي ديسمبر 1986، أقيم معرض المملكة بين الأمس واليوم في باريس في أكبر قاعة تقع على الشانزليزيه تسمى (غراند باليه).

[caption id="attachment_55252758" align="alignright" width="300"]الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي بوتين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي بوتين
[/caption]

يقول عساف أبو اثنين عضو مجلس الشورى السعودي: «كان الأمير سلمان هو الرئيس الأعلى للجنة المنظمة للمعرض، وحضر إلى باريس ومعه وفد رسمي كبير، من بينه وزير البلديات في ذلك الوقت إبراهيم العنقري - رحمه الله - وأمناء مدن المملكة والإعلاميون الذين قاموا بإجراء كثير من المحاضرات واللقاءات الإعلامية في وسائل الإعلام الفرنسية. وفي يوم حفل افتتاح المعرض الذي رعاه الرئيس جاك شيراك بحكم أنه رئيس للوزراء وعمدة لمدينة باريس، كنت في معية سموه الكريم (الملك سلمان) بحكم عملي المرتبط به كسكرتير خاص، وكنت المسؤول عن برنامج الزيارة والمنسق لكل المهمات. وعند التحرك لموقع الحفل أبلغنا المرافق العسكري لسمو الأمير اللواء عبد الله الصحابي آل الشيخ بأن الأمن الفرنسي المرافق طلب التريث» ويضيف أبو اثنين «نعلم دقة الأمير في المواعيد ونلتزم بها، وسألت مندوب المراسم المرافق، وأبلغني بأن التعليمات لديهم الانتظار حتى يتم إبلاغهم بالتحرك. وبعد نحو ربع الساعة وردت الإشارة بالتحرك من مقر إقامة الأمير سلمان إلى مكان الحفل، وتم التحرك، وعند الوصول فوجئنا بالرئيس شيراك في استقباله، وهذا أدى إلى انزعاج الأمير، فكيف يتم تأخره عن موعد الوصول.. وكانت هذه الملامح ظاهرة على وجه سموه، إلا أن الرئيس شيراك بادر بالحديث مع الأمير قائلا «أنا يا سمو الأمير الذي طلبت الحضور قبلكم لاستقبالكم بحكم كوني عمدة باريس، وطلبت منهم تأخير تحرك سموكم لأصل قبلكم، ولأشارك معكم افتتاح المعرض كرئيس للوزراء» («الشرق الأوسط» 3 سبتمبر (أيلول) 2014)

بعد ذلك في عام 1996، دعا رئيس وزراء فرنسا الملك سلمان حينما كان أميرا لمنطقة الرياض لزيارتهم زيارة رسمية، ولبى الدعوة، وكان لها برنامج حافل وكبير زاد من أواصر هذه العلاقات وتقويتها. وكان الرئيس جاك شيراك رئيس فرنسا في تلك الفترة، واستقبل الأمير سلمان في مقر إقامته. وبعد أن انتهت زيارته الرسمية لفرنسا قام بزيارة رسمية إلى جمهورية البوسنة، مدينة سراييفو، حيث وضع مع رئيس البوسنة علي عزت بيجوفيتش قواعد مركز الملك فهد الثقافي بسراييفو، وعاد مرة ثانية إلى باريس ثم السعودية بعد ذلك.
وللملك سلمان دور كبير في نقل حضارة بلاده ورسالتها الإنسانية والسياسية وهو الذي قاد معرض «المملكة بين الأمس واليوم»، الذي دار حول أغلب دول العالم وأقيم في عدد من الدول العربية والأوروبية وفي الولايات المتحدة وكندا بين عامي 1985 وحتى 1992، وهنا يقول عساف أبو اثنين عضو مجلس الشورى، وهو من رافق الملك سلمان بن عبد العزيز لنحو 30 عاما كسكرتير خاص: «للملك سلمان جهود لا تحصى ولا تعد، يقوم بها منذ زمن طويل لخدمة المملكة في علاقاتها الخارجية، ويسخر صداقاته وعلاقاته مع قادة هذه الدول ومسؤوليها لخدمة المملكة العربية السعودية».



روسيا ورسالة ملك





حينما تولى الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم كان يعلم أن عضده الملك سلمان خير مؤتمن ليكون حاضرا يشد من عضد أخيه لينطلق في مهمة رسمية نحو موسكو عام 2006 ليجري مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وليسلمه رسالة من أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز تتناول تطورات الوضع في المنطقة والعلاقات السعودية - الروسية، وحينما انتهى من هذه المهمة انطلق نحو قضية العرب الكبرى مجتمعا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث الأزمة الفلسطينية، وليستمر على هذا النهج في مواصلة الذود والدفاع عن مصالح بلاده والأمة العربية والإسلامية وتقديم الاستشارة لإخوته الملوك، حتى تولى وزارة الدفاع عام 2011، لتستمر أداوره السياسية مستقبلا ومجتمعا ومناقشا مع الوفود السياسة التي يستقبلها في قضايا الأمة.



البيت الأبيض يستقبل سلمان





في عام 2012 انطلق الملك سلمان نحو الولايات المتحدة الأميركية ليلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين بالإضافة إلى بحث جملة من الموضوعات الثنائية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، إضافة إلى وزير الدفاع الأميركي، ليجتمع بعدها بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليستعرضا آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، استمرت مهام الملك سلمان السياسية ليتوجه إلى مدريد ليقابل الملك خوان كارلوس ملك مملكة إسبانيا في قصر زار زويلا في مدريد.

[blockquote] للملك سلمان دور كبير في نقل حضارة بلاده ورسالتها الانسانية والسياسية وهو الذي قاد معرض المملكة بين الأمس واليوم والذي دار حول أغلب دول العالم و أقيـم في عـدد من الدول العربية والأوروبية[/blockquote]


وحينما تولى مهام ولاية العهد عام 2012 استمر الملك سلمان يقود مهام بلاده السياسية مفتتحا أعمال القمة الاقتصادية الثالثة نيابة عن أخيه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ومن ثم مترأسا وفد بلاده إلى أعمال مؤتمر القمة الإسلامية الثانية عشرة بالقاهرة، ومن ثم زائرا الرئيس عبد الله غول رئيس الجمهورية التركية، ومن ثم ممثلا لبلاده في الدورة الرابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت، لتستمر زيارات الملك سلمان أثناء ولايته للعهد إلى الشرق بين باكستان واليابان والصين.
أصبحت المهام السياسية التي تولاها الملك سلمان بشكل يومي ما بين بحث الوضع السوري مع رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا، والمشاركة في حفل تنصيب الرئيس المصري المنتخب المشير عبد الفتاح السيسي، إلى جانب عدد من القادة الخليجيين والعرب وممثلي الدول الأجنبية، وملتقيا وزير الخارجية الإيراني ليعلن الطرفان رغبة البلدين استقرار المنطقة، ليتلقي بعدها الرئيس الفرنسي لبحث ملف الإرهاب وأزمات المنطقة وصفقة الأسلحة الفرنسية للجيش اللبناني.


[caption id="attachment_55252759" align="alignleft" width="236"]الملك سلمان بن عبد العزيز وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الملك سلمان بن عبد العزيز وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية[/caption]

استمر الملك سلمان يقوم بواجبه ومهامه في المشهد السياسي بشكل يومي متابعا ومناقشا ومجتمعا وزائرا للقيادات السياسية والتي كان آخرها تمثيل بلاده في قمة العشرين بأستراليا نيابة عن الملك الراحل عبد الله، والتقى من خلالها رئيس وزراء أستراليا توني آبوت، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسة صندوق النقد الدولي كرستين لاغارد كلاً على حدة، والرئيس فرنسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، ومستشارة ألمانيا الاتحادية، أنجيلا ميركل. ورئيسة كوريا الجنوبية، بارك كون هاي، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء السنغافوري، لي هسين لونج، كلاً على حدة ولم يغفل الملك سلمان خلال اجتماعات المتعددة أن يناقش القضايا الإقليمية والدولية مع زعماء تلك الدول المحورية.

ما زال الملك سلمان يتحدث عن الحقبة المنصرمة عن الخمسين سنة الماضية، وكأنه يقرأ من كتاب وقد رصد الوقائع بشخصياتها ورموزها وتواريخها رصد المؤرخ المحقق والمثقف الذي يحمل هموم أمته، والسياسي المسؤول والشاهد الأمين والمحلل الذي يجمع بين رصد الحالة، وبين تحليلها بعقلانية صارمة.
وحين يأتي الشأن الدولي أو العالمي، يتحدث بعمق وإسهاب عن أوروبا وأميركا واليابان والصين وروسيا والبلقان وعن بقية دول العالم، وكأنه متخصص بهذه (الملفات) بفكر منفتح على العالم ورؤية واقعية وأمانة تنصف الآخرين وأمانة تعتز بما عند الذات من مبادئ وقيم وانتماء حضاري عربي وإسلامي، والملك سلمان، شغوف بالتاريخ إلى درجة (العشق) سواء التاريخ السعودي والعربي والإسلامي والإنساني العام، ويقرأ الكثير في كل حقل، بيد أنه يولي التاريخ اهتماما خاصا.

[caption id="attachment_55252755" align="aligncenter" width="594"]الملك سلمان بن عبد العزيز  يسلم كؤوس مبارة للبولو بين فريق نادي الحرس الملكي  في وندسور  بقيادة الأمير تشالز ولي عهد بريطانيا وفريق دول مجلس التعاون الخليجي – يوليو عام 2000(غيتي) الملك سلمان بن عبد العزيز يسلم كؤوس مبارة للبولو بين فريق نادي الحرس الملكي في وندسور بقيادة الأمير تشالز ولي عهد بريطانيا وفريق دول مجلس التعاون الخليجي – يوليو عام 2000(غيتي)[/caption][caption id="attachment_55252757"

[caption id="attachment_55252760" align="aligncenter" width="594"]الملك سلمان والرئيس الامريكي الأسبق جورج دبيلو بوش الملك سلمان والرئيس الامريكي الأسبق جورج دبيلو بوش[/caption]

[caption id="attachment_55252761" align="aligncenter" width="594"]الملك سلمان والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الملك سلمان والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي[/caption]
font change