تظاهرات جديدة ضد النظام في إيران

تظاهرات جديدة ضد النظام في إيران

باريس: تظاهر إيرانيون في الشوارع مجدداً السبت، بعد مرور شهر على اندلاع حركة الاحتجاج ضد السلطات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني وتُقابل بقمع شديد، وفق وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية.

أثار موت الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام على اعتقالها، أكبر موجة من التظاهرات في إيران منذ احتجاجات 2019 على ارتفاع أسعار الغاز في الدولة الغنية بالنفط.

واعتقلت شرطة الأخلاق أميني في 13 أيلول/سبتمبر في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية خصوصا ارتداء الحجاب.

وتؤكد السلطات الإيرانية أن الشابة توفيت بسبب مرض وليس بسبب الضرب، حسب تقرير طبي رفضه والدها. وقال ابن عمها إنها ماتت بعد ضربة عنيفة على الرأس.

وتقود شابات من طالبات وتلميذات منذ 16 أيلول/سبتمبر التظاهرات على وقع شعارات معادية للحكومة، فيضرمن النار في حجابهن ويشتبكن مع قوات الأمن في الشوارع.

وصرخت نساء غير محجبات السبت «على الملالي الرحيل» في كلية شريعتي التقنية والمهنية في طهران، وفق ما أظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر الانترنت على نطاق واسع.

وغرب طهران، ألقى محتجون مقذوفات على قوات الأمن بالقرب من دوار رئيسي في مدينة همدان، وفق صور تحققت منها وكالة فرانس برس.

وعلى الرغم من تعطيل شبكة الإنترنت على نطاق واسع وحجب السلطات التطبيقات الشعبية مثل انستغرام وواتساب، تجمّع إيرانيون السبت في شوارع مدينة أردابيل في شمال غرب البلاد، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على تويتر.

ونفّذ التجار إضراباً في مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان (شمال غرب) ومهاباد (شمال) وفق موقع 1500تاسفير، الذي يحصي انتهاكات حقوق الإنسان.

وقالت منظمة «هينغاو" المدافعة عن حقوق الأكراد في إيران ومقرها النروج «أشعلت تلميذات في بلدة ناي في ماريفان (غرب) النار في الشارع واطلقن هتافات مناهضة للحكومة».

كذلك تظاهر شباب في جامعات في طهران وأصفهان (جنوب) وكرمنشاه (شمال غرب)، بحسب صور نشرت على الإنترنت.

ولبّى متظاهرون دعوة نشطاء للتظاهر بكثافة تحت شعار «بداية النهاية! » للنظام.

وشجع النشطاء الشعب الإيراني على التظاهر في الأماكن التي لا تتواجد فيها قوات الأمن ورفع شعار «الموت للديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

وفي مواجهة التظاهرات، دعا المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية، وهو هيئة رسمية، الإيرانيين إلى التعبير بعد صلاة العشاء السبت في المساجد عن غضبهم من أعمال الشغب والفتنة.

وذكرت صحيفة الشرق الإصلاحية أن متقاعدين من الحرس الثوري الإيراني تجمعوا أيضا السبت.

ونقلت وكالة أنباء «إرنا» الرسمية عن قيادي في الحرس الثوري قوله خلال التجمّع إن ثلاثة من أفراد ميليشيا الباسيج شبه العسكرية قتلوا وأصيب 850 بجروح في طهران منذ بدء الفتنة.

ودخلت الاحتجاجات الأسبوع الخامس، وأثارت تجمعات تضامنية في الخارج، فيما أسفر القمع عن سقوط أكثر من مئة قتيل بحسب منظمات غير حكومية واثار موجة تنديد في العالم.

وقُتل 108 أشخاص على الأقل منذ 16 أيلول/سبتمبر حسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو.

من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لمقتل 23 طفلاً على الأقل "بأيدي قوات الأمن الإيرانية"، موضحة أن أعمارهم تراوح بين 11 و17 عامًا، بالإضافة إلى توقيف مئات الأشخاص.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الجمعة أن الولايات المتحدة «تقف إلى جانب نساء إيران الشجاعات» مؤكدا أن على إيران إنهاء العنف ضد مواطنيها الذين يمارسون ببساطة حقوقهم الأساسية.

ويتهم مسؤولون إيرانيون الولايات المتحدة بالسعي إلى زعزعة استقرار بلادهم.

وفي وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على طهران، حض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الجمعة وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل خلال اتصال هاتفي على اعتماد مقاربة واقعية للاحتجاجات.

وندد أمير عبداللهيان الجمعة بسياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها الغرب بنظره. وسأل الجمعة «من يصدّق أن تكون وفاة فتاة بهذا القدر من الأهمية بالنسبة للغربيين؟» مضيفا «إذا كان الأمر كذلك، فماذا فعلوا إزاء مئات الآلاف من الشهداء والقتلى في العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان؟».

ويرى محللون أن الطبيعة المتعددة الأوجه للاحتجاجات المناهضة للحكومة، بما في ذلك تجمع الشباب في مجموعات صغيرة في أحياء محددة لتجنب رصدهم، تجعل من الصعب على السلطات محاولة منعها.

font change