كتاب «أحمد زكي» يثير غضب عائلته ودعوى قضائية ضد كاتبه

كتاب «أحمد زكي» يثير غضب عائلته ودعوى قضائية ضد كاتبه

القاهرة: أعربت عائلة الفنان المصري الراحل أحمد زكي، عن غضبها الشديد من كتاب صدر تحت عنوان «أحمد زكي 86» للكاتب محمد توفيق، تضمّن محطات حساسة وتفاصيل مثيرة للجدل في حياة النجم المصري.

وأكّدت أسرة زكي أنّ الكتاب يحمل إساءات ومعلومات مغلوطة، ما دفعها إلى تقديم دعوى قضائية ضد المؤلف.

معلومات مسيئة

شقيقة الفنان أحمد زكي، منى، قالت إن شقيقها نجم كبير قدّم أعمالاً فنية قيّمة، لم يكن من المنصف زجّه في إطار معلومات مسيئة ضمن الكتاب، منها أن  والدته لم تقم بتربيته لزواجها بعد وفاة والده.

وقالت منى إنّه «كان يتعيّن على المؤلف أن يعود إلى أسرة أحمد زكي؛ لكي يساعدوه ويمدوه بالمعلومات التي يحتاجها حتى يظهر الكتاب بشكل جيد ويليق بمكانة الفنان أحمد زكي، لكنه قام بتشويه صورته وصورة والدته، مستخدماً معلومات مغلوطة»، على حد وصفها. و من بين تلك «المعلومات التي وردت في الكتاب، قول المؤلف إن والدة الفنان الراحل قد طلبت الطلاق، بينما في الحقيقة هي لم تطلب الطلاق نهائياً، بل توفي زوجها».

وتابعت قائلة: «من المعلومات المغلوطة أيضاً أنه (زكي) رفض أن تزوره والدته في المستشفى، وهو أمر غير صحيح».

وعن عدم زيارة والدة أحمد زكي له أثناء تواجده في المستشفى إبان فترة مرضه، قالت منى إنّه في شهر مارس عام 2005 نشرت إحدى المجلات الفنية على غلافها عنواناً: «أحمد زكي يصرخ يريد أن يرى والدته»، وتساءلت كيف يعقل أن يكتب أنه رفض أن تزوره والدته؟

أما عن قصة زواج والدته فقالت: «قبل 70 عاماً، كانت الفتاة تتزوج في عمر الـ13 عاماً وعند وفاة والد أحمد زكي كان من حقها أن تتزوج مرة أخرى.. هو أمر شرعي تماماً وليس عيباً أو خطأ، وقتها تربى زكي مع أفراد عائلته وحصل على «دبلوم صنايع» من محافظة الزقازيق، معنى ذلك أنه لم يعش مغترباً بعيداً عن أسرته، أو أن والدته قامت بطرده وتبناه أشخاص آخرون مثلما ذكر الكاتب أيضا في كتابه».

 

زمن تعظيم التوافه

ومن جانبه علق صاحب الكتاب محمد توفيق، عبر صفحته في موقع «فيسبوك»، على الضجة التي أحدثها كتابه فكتب: «أدرك أننا نعيش في زمن تعظيم التوافه، وحاولت طوال مسيرتي كصحافي وكاتب تجنبهم.. وتقديم النماذج الراقية المكافحة المثابرة.. وإعلاء قيمة أن البقاء لصاحب الإنجاز الحقيقي وليس المُزيَف أو المُزيِف.. لكني الآن أجد نفسي مضطرًا لشرح ما هو مشروح.. وإيضاح ما هو واضح وضوح الشمس في نهار أغسطس».

وتابع: «عندما علمت بقضية أحمد زكي ظننت- وبعض الظن إثم- أنها دعابة سخيفة.. وحاولت تجاوزها.. لكن فجأة وجدت من يتفرّغ للتشهير بي.. وذكر كلمات وعبارات لم أذكرها باعتبارها إساءة للفنان الذي وهبته عامًا من عمري للبحث عن سيرته الفنية.. وتقديمها في كتاب (أحمد زكي 86).. لكن الغريب أنه لا أحد يكلف نفسه قراءة الكتاب ولا حتى تأمل العبارات التي يزعم البعض أنها تدينني.. والحديث للناس حول إذا كان فيها إساءة أم لا».

وأضاف: «وأريد أن أوضح أن القضية لم تعد قضية شخصية بيني وبينهم لكنها صارت قضية كاتب تتم الإساءة له ليل نهار.. وبناءً عليه ليس أمامي سوى السير في طريق القضاء.. ورفع دعوى ضد من يُشهر بي.. ويعتبر أنه محمي باسم فنان عظيم لم يسانده أحد حيًا والكل يتصارع للحديث باسمه بعد أن صار في دار الخُلد».

واختتم توفيق منشوره بشكر «الأساتذة والأصدقاء والزملاء الداعمين.. والصحافيين والإعلاميين الذين بادروا لمعرفة رأيي وردي.. ولكني لا أريد الانحياز لي بقدر ما أريد الانحياز للحق والحقيقة».

لم يقرأوا الكتاب

بدوره كشف طارق الشناوي الناقد الفني عن أن «الكثيرين ممن أعربوا عن استيائهم من كتاب «احمد زكي 86» لم يقرأوا الكتاب أو يطلعوا على ما جاء فيه، والجزء الثاني الذي ذكره محمد توفيق  مؤلف الكتاب جاء على لسان أحمد زكي نفسه في حواراته عن علاقته بوالدته، وعندما كان مريضاً في أيامه الأخيرة وهو في المستشفى وقد  كان الكاتب الكبير عادل حمودة معه، وما نشر في الكتاب حول علاقة أحمد زكي بوالدته ليس جديداً، بل تم الحديث عنه عام 2005 حين ضغط حمودة على زكي من أجل أن يلتقي الأخير بأمه قبل وفاته، وحدث بالفعل لقاء بينهما».

وتابع الشناوي: «كانت العلاقة بين الفنان وأمه متوترة للغاية وهذا الأمر معلن وليس سراً، ومعلومة كهذه ينبغي أن لا تثير غضب أسرة الفنان أو محبيه، لأن هذا جانب من حياته هو من أفصح عنه سابقاً، وذكره في لقاءات صحافية وتلفزيونية. لكن تجدر الإشارة إلى أن هناك فرقا بين أن تتحدث بعد رحيل الفنان وأن تتحدث وهو على قيد الحياة، وكاتب كبير مثل عادل حمودة سبق أن كتب عن ذلك. من هنا لا توجد مشكلة في الكتابة عن علاقة أحمد ذكي وأمه».

وأكد الشناوي على أن هناك فرقا بين النقد والرصد، والكتاب رصد الخلافات القائمة بين الابن وأمه.

وأعطى الشناوي أمثلة عن أعمال السير الذاتية، التي تعرض وتتناول حياة الفنانين بكل ما فيها من إنجازات وأخطاء، مثل مسلسل «أسمهان» الذي عرض إدمان المطربة على الكحول، وهو جانب كان معروفاً وخرج إلى العلن من خلال الصحافة.

 

حياة الفنان الخاصة

واعتبر الشناوي أن حياة الفنان عندما تعلن على صفحات الصحف، تتحوّل من حياة خاصة إلى حياة عامة عندما تصبح مثاراً للجدل، أما الخاص في حياة الشخصية العامة فهو غير المعلن.

و أما عن اعتراض شقيقة الفنان على ما ذكر، فقال: «منذ 3 سنوات اعترضت هي نفسها على الأديب والسيناريست بشير الديك الذي أراد تقديم قصة حياة أحمد زكي في مسلسل يطلق عليه اسم الإمبراطور، وقد تم وقف المشروع». وأضاف الشناوي أنّ ورثة أحمد زكي يعترضون على أي شيء يخصّه.

بدوره، قال عصام زكريا الناقد السينمائي إنّ الشخصية العامة معرّضة لأن تنشر أخبارها الخاصة على الملأ، وتتعرض للنقد مثلما تتعرض للمدح، وأنه طالما ارتضى أن يكون شخصية عامة سواء في الفن أو السياسة أو الأدب، وأصبح مؤثرا في حياة الناس، يصبح ملك الجماهير.

وقال زكريا إنّ «لدى الناس فضول لمعرفة أمور خاصة عن حياة الشخص المشهور، من هنا يتم نشر التفاصيل عن هواياته وسلوكه وأعمال الخير التي يقوم بها، وطالما أنه يتم نشر الأمور الإيجابية عنه، فما المانع من نشر الأمور السلبية طالما أنّ الأمر ليس انتقائياً».

 

نبش في القبور

ومن جانبه، قال أحمد السماحي الناقد السينمائي إنّ أحمد زكي كان ممثلاً عبقرياً، والأمر الوحيد الذي يهم جمهوره هو فنه فقط، وهو المتبقي منه. وقد سبق أن قام ابن خالة أحمد زكي وهو كان يلازمه طوال مشوار حياته، بالحديث عن حياته، وكان الأصدق ونشر تفاصيل عن حياته. وقال إنّ علاقة الفنان بوالدته علاقة خاصة جدا يجب أن لا يتدخل فيها أحد، وإذا كان هذا الفنان عاقا لوالدته أو كان طيبا معها، فإنّ هذا الأمر متروك لحساب الله، خصوصاً وأن الفنان ووالدته توفيا، والسؤال: لماذا النبش في القبور والبحث عن قضايا خلافية حول فنان مات منذ سنوات؟».

وأكد السماحي أن الفنان أحمد زكي فنان عبقري نادر التكرار ويجب أن نترحم عليه ونتذكر أعماله، من خلال كتب عن قصة كفاحه وأعماله الخالدة، وما يبقى من الفنان الراحل أعماله السينمائية وليس حياته الأسرية أو الشخصية أو علاقاته مع جمهوره.

وكشف السماحي أن «الجدل الذي أثاره كتاب أحمد زكي من فعل مؤلف الكتاب من أجل الترويج له، وبالتالي بيع أكبر عدد من النسخ، وهذا نوع من أنواع الدعاية الرخيصة واستغلال اسم فنان بحجم أحمد زكي ، وكان من الواجب على مؤلف الكتاب الحديث عن أعمال الفنان الخالدة خلود الأهرامات، بدلاً من التعرض لحياته الخاصة حتى وإن كان الفنان شخصية عامة، ولو كان أحمد زكي موجوداً على قيد الحياة، وتمكّن من الرد على ما قيل كان الأمر مقبولاً لكن أما وأن الفنان قد مات فيجب احترام خصوصياته».

font change