جون ستيوارت.. سياسي في ثوب مقدم برامج

جون ستيوارت.. سياسي في ثوب مقدم برامج

[caption id="attachment_479" align="aligncenter" width="620" caption="جون ستيوارت "]جون ستيوارت  [/caption]


جوناثان ستيوارت ليبويتز، المعروف باسم جون ستيوارت، سياسي ساخر وكاتب ومقدم برنامج تلفزيوني وممثل وناقد إعلامي ومقدم فقرات كوميدية. منذ عام 1999، اشتهر هذا الرجل الأميركي متعدد المواهب بتقديمه لبرنامج «ذا ديلي شو» على قناة «كوميدي سنترال». واحتل ستيوارت المركز الخامس في تصنيف لأكثر الشخصيات نفوذا الذي نشرته «نيوزويك»، حيث حقق دخلا قدره 15 مليون دولار سنويا.

وبسبب أسلوبه الهزلي، استطاع ستيوارت، وفقا لمنتقديه، أن ينتقد الأحوال السياسية والإعلام من خلال مقعد «الأخبار الهزلية». يعارض ستيوارت ذلك قائلا إنه ليس سياسيا أو صحافيا. وفي لقاء أجري معه أخيرا في إذاعة «ناشيونال بابليك راديو»، قال ستيوارت: «أعتقد أن ذلك يجعلني أقل ميلا للسياسة وأكثر ميلا للمشاعر. كلما أمضيت مزيدا من الوقت في عالم السياسة والإعلام، تصبح أقل ميلا للسياسة وأكثر استياء من الفساد».

وكما يقول ستيوارت، فإن أكثر ما يغضبه ليس السياسيون ولكن وسائل الإعلام.. «أشعر بغضب حيال السياسيين أقل من وسائل الإعلام. ولمزيد من التوضيح، عندما تذهب إلى حديقة الحيوان، ويلقي القرد الروث، فهو قرد. ولكن عندما يكون حارس الحديقة واقفا ولا يقول "يا له من قرد سيئ"، يجب أن يكون شخص ما حارسا للحديقة. تزداد قوة شعوري بتخلي وسائل الإعلام عن مسؤولياتها أكثر من السياسيين».

وفي سبتمبر (أيلول) 2004، طلب ستيوارت من مذيع «سي إن إن» في ذلك الوقت تاكر كارلسون وزميله بول بيغالا أن «يتوقفا عن الإساءة إلى أميركا». ووصف برنامجهما «كروسفاير» بأنه «قرصنة حزبية» وسخر من إشارة اسم البرنامج ضمنيا إلى المارة الأبرياء الذين يسقطون ضحايا لإطلاق النار في الشوارع. وعلى الرغم من دعوته إلى البرنامج من أجل التعليق على الأحداث الجارية، حول ستيوارت الحوار إلى البرنامج ذاته، قائلا إن البرنامج فشل في تحمل مسؤوليته في تقديم المعلومات وتثقيف المشاهدين في السياسة كموضوع جاد.

وقال ستيوارت إن تأكيد المذيعين على أن برنامجهما حواري يشبه القول إن «برنامج المصارعة يتناول التنافس الرياضي». ورد كارلسون بقوله إن ستيوارت ينتقد المؤسسات الإخبارية بسبب عدم اعتبار المسؤولين الحكوميين خاضعين للمحاسبة، ولكن عندما استضاف ستيوارت جون كيري عندما كان مرشحا للرئاسة سأله مجموعة من الأسئلة «البسيطة». فرد ستيوارت قائلا إنه لم يدرك أن «المؤسسات الإخبارية تتطلع إلى (كوميدي سنترال) عندما تضع معايير الشفافية». وعندما استمر كارلسون في الضغط على ضيفه، قال ستيوارت: «أنت في السي إن إن! هذا البرنامج الذي يجعلني أظن أن الدُمى تجري اتصالات هاتفية غريبة! ماذا بك؟» وفي رد على تعليق كارلسون: «كن مرحا»، قال ستيوارت: «لا لن أكون قردك».

وفي يناير (كانون الثاني) عام 2005، أعلنت «سي إن إن» أنها ألغت برنامج «كروسفاير». وعند سؤالهم عن سبب الإلغاء، أشار مسؤولو الشبكة إلى ظهور ستيوارت في البرنامج وانتقدوا الضجة التي تسببها هذه النوعية من البرامج، والتي لا تقدم شيئا لمناقشة القضايا اليومية». وعلق ستيوارت بعد ذلك على القرار قائلا: «لقد حاربت القانون، وخسر القانون».

في ديسمبر (كانون الأول) عام 2010، استضاف ستيوارت مجموعة من أوائل المنقذين في أحداث 11/9 الذين - بسبب عمليات الإنقاذ التي شاركوا فيها في موقع انهيار البرجين - استنشقوا رذاذ الركام السام ويعانون من مشكلات صحية منذ ذلك الحين. وفي الكونغرس، يوقف الجمهوريون الأموال المخصصة لدعم هؤلاء المنقذين من خلال منع تمرير قانون جيمس زادروغا للرعاية الصحية والتعويضات. وبعد الإعلان عن التماسهم في برنامج «ذا ديلي شو»، تعاطفت أميركا مع المنقذين وأُجبر الجمهوريون في الكونغرس على رفع أيديهم عن القانون.

وعلى الرغم من كونه مجرد ممثل هزلي، أصبح جون ستيوارت – حتى وإن كان من دون قصد – قوة سياسية تقدمية توضع في الحسبان. في أثناء الإعداد لانتخابات الكونغرس التي أجريت في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2010، نظم حشدا يدعو إلى «استعادة التعقل» في واشنطن. وأصر ستيوارت على أن نشاطه له أغراض كوميدية فقط، ولكن أشار التوقيت، حينما كان اليمينيون يحشدون قوتهم ونظراؤهم في اليسار يعانون من الضعف، إلى أن جون ستيوارت وتلميذه ستيفن كولبرت اعتزما تقديم يد العون إلى الديمقراطيين في الانتخابات.

وهزم الجمهوريون الديمقراطيين هزيمة مذلة في عام 2010، وفازوا بغالبية مقاعد مجلس النواب، ولكن ليس الشيوخ. ولم تكن تأثيرات حشد ستيوارت وكولبرت ذات شأن على المستوى الوطني. ولكن يشير الحشد في حد ذاته، حيث كانت صرخة ستيوارت ضد وسائل الإعلام وإبرازه لمطاردة القوانين في الكونغرس، إلى أن هذا الساخر الشهير أحيانا ما يستخدم شعبيته بدهاء من أجل التأثير السياسي، ولن يجعله ذلك أقل شعبية لدى متابعيه، ومعجبيه وأميركا ككل.
font change