عبد اللطيف آل محمود: حزب الله ينفّذ مؤامرة في البحرين وله خلايا نائمة في قطر والإمارات

عبد اللطيف آل محمود: حزب الله ينفّذ مؤامرة في البحرين وله خلايا نائمة في قطر والإمارات

عبد اللطيف آل محمود


وعبر آل محمود عن أمنيته بعدول جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة عن تقديمها استقالة أعضائها من مجلس النواب وسحب استقالتهم بعد أن قدمتها والمشاركة فيه خلال الانتخابات التكميلية لمجلس النواب، إحدى غرف المجلس الوطني الذي يصل أعضاؤه بالانتخاب في مقابل الغرفة الثانية، مجلس الشورى التي يتم تعيين أعضائها من قبل ملك البحرين.
وتأتي الانتخابات التكميلية في ظل مقاطعة أطراف المعارضة في البحرين المكونة من 7 جمعيات سياسية.
كما اتهم آل محمود حزب الله البحريني بالعمل على تنفيذ مؤامرة ايرانية ومحاولة قلب نظام الحكم وأنه ومن ورائه طهران وراء الاحتجاجات التي عاشتها البحرين أخيرا.
"المجلة" التقت رئيس تجمع الوحدة الوطنية فكان الحوار التالي:

المجلة: ما هو موقف تجمع الوحدة الوطنية من الانتخابات التكميلية؟
- تأتي هذه الانتخابات في وقت حرج ومهم للبحرين، ونحن نرى بأن أهمية هذه الانتخابات تكمن في ضرورة وصول المزيد من النساء للمجلس النيابي، وأن يكون لدى الناس حرية الاختيار من دون أي ضغوط دينية واجتماعية ليكون خيارهم ديمقراطيا.
كنا نتمنى أن تعدل (الوفاق) عن قرارها بالاستقالة من مجلس النواب، قبل أن يقبل مجلس النواب استقالتهم، كما كنا نتمنى أن تعدل عن مقاطعة الانتخابات، وبدلا من ذلك المشاركة فيه لما فيه من خير لها وللبحرين.

المجلة: ما هو سبب عدم مشاركة التجمع بأي مترشح للانتخابات التكميلية؟
- لا يزال التجمع وليدا ولم تكتمل مؤسساته الداخلية، لذلك كان القرار بعدم المشاركة من قبل اللجنة العليا أثناء فترة التأسيس للحفاظ على اللحمة بين جميع الأطراف المنتمية للتجمع على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم، خصوصا وأن الانتخابات تعمل على تمزيق الأواصر الاجتماعية بخاصة في هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى وحدة الصف، وبلا شك سيكون للتجمع مرشحون في انتخابات 2014.

المجلة: كيف ستوصلون صوتكم وآراءكم ما دمتم لم تشاركوا في المجلس النيابي؟
- سنتواصل مع الجميع، الحكومة، ومجلسي الشورى والنواب لإيصال كلمتنا والمطالبة بالاصلاحات، وسنعلن عن آرائنا ورؤانا في العلن بكل وسائل الاتصال.

صوت السُنّة


المجلة: ما الهدف من وراء التجمع الذي دعيتم له في جامع الفاتح في وسط العاصمة البحرينية المنامة، في نهاية فبراير/ شباط الماضي والذي كان بذرة لتجمع الوحدة الوطنية؟
- كان الهدف من هذه الدعوة هو الإظهار للداخل والخارج أن هناك طرفا آخر من أطراف المجتمع وبخاصة من الطائفة السنية كان صوتها مغيبا في ما يحدث ويدور في البلاد، والتي تود أن تقول إنها موجودة ويجب إدخالها ضمن المعادلة السياسية في البلاد.
لمسنا من خلال التجمع الأول أن هناك شغفا من المشاركين فيه من البحرينيين من مختلف الأديان والطوائف المختلفة، ومن ضمنهم شيعة يريدون أن يكون لهم صوت ووجود، وهو ما حمّلنا مسؤولية أكبر وهي حمل همّ هؤلاء المواطنين جميعا بمن فيهم أهل السُنّة وأن يكون لهم رأي في البلاد.
التجمع اليوم لا يملكه الشارع السُني فقط، وإن كان هو المكون الأساس للتجمع، ولكننا نرى أن كل من انضم له حق وله صوت، والموقف الذي أظهره أهل السُنة كان معبرا عن الوحدة الوطنية، وساهم في حفظ البحرين، حيث كان تحرك التجمع لمصلحة الجميع، وطالب بالخير للعموم وليس لشريحة معينة، فنحن فوق الطائفية.. ونحن وطنيون، دعونا لزيادة الرواتب ومحاربة الفساد للجميع وتطبيق القانون على الجميع.

المجلة: هل قام تجمع الفاتح ضد تجمع الحركة الاحتجاجية في دوار مجلس التعاون أو ما يطلق عليه دوار اللؤلؤة؟
- لسنا ضد أي مواطن مهما اختلفت وجهة نظره، فنحن نتبنى نظرية الأضلاع السياسية الثلاث الرئيسي، (النظام، الطائفة السنية، الطائفة الشيعية)، كمكونات رئيسة قوية، ويجب أن يكون بينها توازن.
فأهل السُنة تعرضوا للعديد من الضغوط والإهمال منذ خمسينات القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر، فمنذ أيام السيطرة الانجليزية على البحرين، كانوا يعملون (الأنجليز) على تقوية بعض الأطراف في المجتمع ضد الأخرى، فسمحوا للشيعة بالوصول إلى البحرين وإعطائهم الجنسية من أجل اضعاف أهل السُنة الذين كانوا الأكثرية، والذين طالبوا منذ العشرينات بالإصلاح وبمجلس تأسيسي ومجلس استشاري لحاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة.

فالحركة الاحتجاجية في البحرين كانت بقيادة حزب الله البحريني، المدعوم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي كان هدفه الوصول إلى سدة الحكم في المملكة، وهو ما وقف في وجهه تجمع الوحدة الوطنية، فقد كان المتآمرون من الداخل والخارج يعتقدون أن أهل السُنة لن يتحركوا ولن يجدوا في الدولة إلا طرفان، هم والنظام الحاكم، وكانوا محقين حيث أن الشارع السُني كان متشرذما ومتفرقا، إلا أنه قال كلمته في جامع الفاتح ورفض ما يدعو إليه حزب الله البحريني، كما أن دخول قوات درع الجزيرة الخليجية ساهم في وقف مشروع المؤامرة وارسل رسالة سياسية واضحة لإيران لوقف التدخل في أي من دول الخليج.

فحزب الله البحريني عمل على الزيادة العددية في المجالات كافة للسيطرة على البلد، في الوقت الذي كان فيه أهل السُنة مستضعفون، لأنه لم يكن لهم من يدافع عنهم، بينما الحركة الشيعية كانت متمترسة في مجالسها العلمانية التي يُحسب لها حساب كبير، وتُقدم لها الكثير من التسهيلات مقابل التوافق مع نظام الحكم، وهي خطة انجليزية، حيث أن نظام الحكم يظن أنه يجب أن يقدم للشيعة لينال رضاهم، إلا أن الشيعة كانوا معتمدين مبدأ "خذ وطالب" بهدف الوصول إلى الحكم تحت شعار "بالعلم والولد سنحكم البلد".

المجلة: تتهمون الشيعة بالسيطرة على البلد ونية السيطرة على الحكم بينما غالبية أعضاء البرلمان والغالبية الوزارية هي من الطائفة السُنية، فكيف تفسرون ذلك؟
- نعم عدد الوزراء والنواب يمكن أن يكون غالبية في العدد ولكن الوزارات الخدمية (التعليم، الصحة، الاتصالات، النفط) كانت تحت سيطرة الشيعة، في الباطن، أي أن كل كوادرها من الطائفة الشيعية، مسيطرون على مفاصل الدولة ضمن خطة سياسية عُمل بها خلال الأربعين عاما الماضية.
فحزب الله هي منظمات تابعة لإيران لها فروع في مملكة البحرين والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية والكويت والعراق كما أن هناك خلايا نائمة في قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

آل محمود يحذر من مؤامرة إيرانية في البحرين

الترتيب السياسي


المجلة: كانت جمعيتا الأصالة الإسلامية (السلفية) والمنبر الإسلامي (الأخوان المسلمون) ضمن الداعين لتجمع (الفاتح) الأول، فأين هم الآن من تجمع الوحدة الوطنية؟ خصوصا وأن اللجنة المركزية للتجمع تضم 25 وجها، ليس منهم أي من ممثلي الجمعيتين؟
- لكل من الأصالة والمنبر رؤية دينية، ورؤية سياسية مرتبطة بالرؤية الدينية، تختلف عن الأخرى، أما تجمع الوحدة الوطنية فهو يحمل رؤية وطنية يراعي اختلاف الأديان والمذاهب والأعراق، ولا يستطيع التجمع أن يقوم مقام الجمعيتين فيما لا تستطيع الجمعيتان أن تقوما مقام التجمع، سنجد لأنفسنا أرضية مشتركة للعمل مع بعضنا البعض رغم الاختلافات في الرؤى.

وقد أفرزت انتخابات الهيئة المركزية الأولى أعضاءها، وبعد عام ستعقد انتخابات لاستكمال الهيئة المركزية وأملنا كبير في أن يكون لهما تمثيل فيها، علما بأن واحدا من الجمعيتين سيدخل قريبا بعد استقالة أحد أعضاء الهيئة المنتخبة لأنهم يمثلون الأعضاء الاحتياط الذين حازوا أصوات متساوية، منهم أثنان من الأصالة واثنان من المنبر الاسلامي.

المجلة: ما هي علاقتكم مع الأقطاب السياسية المعارضة في الوقت الحالي؟
- هناك بعض التواصل مع بعض الأطراف كأفراد وليس كتجمعات، بحكم الترابط الكبير بين أبناء البحرين، ولكننا لم نصل لمرحلة التنسيق أو الحوار في ما بيننا، وهو أمر لا شك سيحدث ولا مفر منه، ولكننا لا نعرف متى وكيف.

المجلة: تتلاقى مطالبكم مع بعض مطالب المعارضة، فهم طالبوا بصلاحيات أكبر للبرلمان وحكومة منتخبة، فيما تطالبون أنتم بعرض ثقة الوزراء على النواب قبل إقرارهم، وزيادة صلاحيات المجلس النيابي، هل هناك أي مشاورات أو أرضية للعمل معا وتوحيد المطالب؟
- لسنا مع الحكومة المنتخبة، ولكننا طرحنا مرئية حكومة توافقية، يوافق فيها المجلس النيابي على الأسماء التي يرشحها رئيس الوزراء الذي يعينه الملك هو والوزارات السيادية (الدفاع، الداخلية والخارجية).
لكن تم التوافق خلال حوار التوافق الوطني منذ شهرين على أن المهم أن يوافق البرلمان على برنامج الحكومة، ولكننا نصر على التوافق على الأشخاص، حيث أن الكثير من الوزراء كان أداؤهم السياسي والوزراي سيئا.
أما عن التوافق مع المعارضة، فهو أمر غير ممكن لأنهم لازالوا ماضين في منهج المؤامرة، ولا زالوا مصرين على الأمور ذاتها التي أثاروها منذ فبراير، ويهددون أمن المجتمع والوطن ضد مصالح البحرينيين كافة سُنة وشيعة، فلم تظهر منهم أي بادرة تدل على الرغبة في التعايش مع الآخرين، وقبول الآخر.

المجلة: مر أكثر من ثلاثة أشهر على إنهاء حالة السلامة الوطنية، كيف ترى وضع البلد سياسيا وأمنيا؟
- البلد في حالة جيدة، وما بدر عن حوار التوافق الوطني سيتم العمل على تطبيقه، والحراك السياسي يسير على خير ما يرام، أما الأمن فهو مستتب في أنحاء البحرين كافة، ما عدا القرى الشيعية التي تشهد بعض الأحداث الأمنية لأن حزب الله البحريني يريد أن تبقى هذه الفوضى لمآرب معينة، فهو يتحرك بتوجيهات لتحقيق خطة إيرانية على مستوى العالم العربي.

المجلة: كيف ساهم دخول قوات درع الجزيرة الخليجية إلى البحرين في الوضع الداخلي؟
- كان دخول قوات درع الجزيرة رسالة سياسية فقط، فهو ليس بالقوة العسكرية الكبرى، ولكنه أراد أن يوصل للداخل والخارج أن الدول الخليجية مع البحرين وضد المخطط الإيراني، واليوم تولد قناعة لتطوير مجلس التعاون الخليجي للوصول إلى كونفدرالية، للوقوف في وجه من خطط لقلب نظام الحكم والحرب الأهلية والذين لا يهمهم استقرار البلد، فبالنسبة لهم الغاية تبرر الوسيلة.

المجلة: ما هو موقفكم من ايقاف وزارة الداخلية عددا من الضباط والعاملين في السلك الأمني أخيرا، خصوصا وأن الشارع الموالي، استنكر هذه الخطوة ويطالب بالعدول عنها؟
- نحن مع تطبيق القانون على المدنيين والعسكريين، ومحاسبة الأخطاء في الأعمال العامة والخاصة، فنحن نشكو من عدم تطبيق القانون، وما تقوم به وزارة الداخلية هو أمر مشرف وهو دليل على أن القانون فوق الجميع.

الوحدة والتسامح


المجلة: دعا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في نهاية أغسطس/ آب الماضي إلى التسامح والابتعاد عن العنف، ووحدة الكلمة وجمع الصفوف ونبذ الفرقة والخلاف، فما هو موقف التجمع من هذه الدعوة؟
- الدعوة للتآلف والتعاون والتآزر هي دعوة ربانية، وما أطلقه جلالة الملك هي دعوة إنسانية، وأنا استغرب ممّن مسكوا منابر الله من المعارضين وأوغروا صدور أتباعهم بالضغينة والكره، بينما كنا نحن نعمل على عدم إثارة أي قضايا طائفية، فوجئنا بالروح العدائية من الشارع الشيعي في معظمه على الشارع السني.

وللأسف فقد تبين أن هناك أسلوب تربية وتوجيه ومنهجية تخدم المؤامرة التي يعدون لها قائما على الكراهية لأهل السُنة، فصدم الشارع السُني بهذه العدائية، وما حدث في الشارع السُني ما هو إلا ردة فعل.
فمن هو المسؤول عما يحدث؟ فاللهجة الطائفية لا تزال موجودة، وما حدث من انشقاق في المجتمع البحريني هو مأساة يؤسف لها، فما يحدث هي جريمة دينية وضد مبادئ الإسلام.
سنبذل جهدنا، فلابد أن يتغير السلوك ومناهج التربية وطريقة التوجيه في المآتم (الحسينيات) والمساجد ودور العلم، فما يحدث مسؤولية علينا جميعا العمل عليها من أجل الأجيال الحالية والمستقبلية.

حوار: نزيهة سعيد

الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين يستقبل الدكتور عبداللطيف بن محمود آل محمود
font change