[/caption]
يقال إن الرياضة هي لغة السلام. تمثل المباريات الودية والبطولات الدولية نموذجا لما بجب ان يكون عليه العالم من تواصل وصداقة. على الرغم من الاختلافات التاريخية واللغوية والسياسية، مباراة رياضية قادرة على جمع دول وأعراق وديانات في ملعب واحد. وعلى الرغم من ان الجميع ينظر للرياضة على أنها شأن ترفيهي في المقام الأول، إلا أن أبعاد الرياضة السياسية تلعب دورا محوريا في تقريب وجهات النظر بين الناس. وبذلك، فإن الدولة الناجحة رياضيا تمتلك مقومات عظيمة في التأثير الثقافي والسياسي على "الآخر" في أي مكان في العالم.
إن فوز اسبانيا في كأس العالم، او حصول احد فرق الدوري الايطالي على لقب الموسم لا يعد تشريفا رياضيا فحسب، بل يتعدى ذلك ليكون اداة مهمة في الوصول الى ملايين المتابعين الرياضيين.
تكاد لا تخلو جلسة حوار، سواء كانت شبابية ام لا، من الحديث عن فريق رياضي. هذه الأحاديث تمثل وسيلة لاكتشاف الدول والثقافات الأخرى.
من يتابع الدوري الانجليزي لا يمتلك خبرة عن النادي المفضل له فحسب، بل ينخرط لا إراديا في معرفة تاريخ النادي وثقافة لاعبيه والنظام الرياضي العام في بريطانيا.
متابعة الرياضة بحد ذاتها وسيلة لفهم معمق عن الثقافات الاخرى في مجالات مختلفة.
[caption id="attachment_55228993" align="alignleft" width="300" caption="هوس بالبارسا في اسبانيا وحول العالم"]
[/caption]
جماهيير النوادي الأوروبية في البلاد العربية نراهم يلبسون قمصان فرقهم بكل فخر وولاء. شعار الفريق او الدولة على صدر مرتدي القميص يمثل بحد ذاته تعبيرا عن مدى التأثير الثقافي للرياضة على المتابعين.
كذلك، فإنك لا تكاد ترى جمهورا لأي فريق إلا وهو على اطلاع بالمصطلحات اللغوية لدولة الفريق وعلى علم بتجارة ملاك الفريق وتوجهاتهم.
متابع نادي برشلونة في اي دولة عربية دائما على علم، كحد ادنى، بموقع برشلونة الجغرافي وعدد من الكلمات الاسبانية. فالرياضة لم تعد اليوم شأنا رياضيا فحسب، بل اضحت مفتاحا للدول الأخرى.
ان استقطاب لاعب عالمي في فريق محلي، اصبح اليوم اسهل طريقة لوصول الدولة المستضيفة الى القنوات الاخبارية في الدولة الأم للاعب الأجنبي. في دولة مثل رومانيا، كان لاستقطاب اللاعب الهلالي رادوي سببا في مدوالة اخبار الدوري السعودي في الصحف الرومانية، والامثلة كثيرة. الرياضة متمكنة من الوصول الى جميع فئات المجتمع وارسال رسائل ثقافية وسياسية ذات تأثير ملحوظ.
ان الاهتمام في الرياضة، اليوم، لم يعد ترفا أو أمرا ترفيهيا فقط، بل على العكس، اصبح ضرورة تمكن الدولة من ممارسة وصولية وارسال رسائل ثقافية الى جميع انحاء العالم.
على عكس ما هو قائم في بعض الدول العربية مثل ما حدث بين مصر والجزائر، فإن الهدف ليس تسييس الرياضة، بل ترييض السياسة وإكسابها أبعادا جديدة ووسائل غير مسبوقة في التأثير.
اذا كان السواد الأعظم من الناس ملّ الاجندات السياسية، فإنه بالتأكيد لن يملّ البحث في ثقافة النوادي التي يحبّها.
