الانترنت.. ابن بارّ!

الانترنت.. ابن بارّ!

[caption id="attachment_55233665" align="aligncenter" width="620" caption="غوغل.. 10 مليارات دولار في 2011"]غوغل.. 10 مليارات دولار في 2011[/caption]

على الرغم من انتكاسة الاقتصاد العالمي، تظل أرباح الشركات هائلة وفي نمو مضطرد. المليارات أصبحت طبيعية. وفي ربع كل عام تملأ الصحف العالمية هذه الأرقام الخيالية. على سبيل المثال، في عام 2011 قارب دخل شركة شيفرون 254 مليار دولار، بربح صاف قدره 27 مليار دولار. هذا الشيء ليس بالجديد ولا بالمستغرب، فـ"شيفرون" تتربع على صناعة أساسية، عدد موظفيها 62 ألفا ولها حضور فعلي في العديد من دول العالم.

الجديد، أن شركة مثل "غوغل" كان دخلها في عام 2011 يقارب 38 مليار دولار، وبربح صاف قدره 10 مليارات دولار. بحسبة بسيطة، غير دقيقة، أرباح شيفرون تمثل حوالي 10 في المائة من دخل الشركة، بينما تمثل أرباح "غوغل" 25 في المائة من دخلها تقريبا - أكثر من ضعف نسبة أرباح "شيفرون". غوغل الشركة التي يتجاوز عمرها 15 عاما، وتتلخص ببساطة في محرك بحث على الانترنت أصبحت صناعة بالمليارات.

الأغرب من ذلك هو القيمة السوقية لشركات الانترنت. تتوارد أنباء بأن القيمة السوقية لـ"فيسبوك" ستتجاوز عند طرحها للاكتتاب 100 مليار دولار. لتبسيط ذلك، قيمة فـ"يسبوك" تساوي 66 برج خليفة، أو إذا حسبنا سعر المتر المربع في الرياض بألفين ريال، فإن قيمة فـ"يسبوك" هي 26.6 مليار متر مربع في الرياض. وفي حين لم يعلن عن قيمة سوقية لشركة تويتر، فإنه يمكننا تقديرها بما يقارب العشرة مليارات دولار - إذا حسبت صفقة "المملكة القابضة" بـ3 في المائة. الجديد والعجيب بأن موقعا للتواصل الاجتماعي يسمح لمستخدميه بكتابة 140 حرفا تكون قيمته السوقية الأولية تساوي العائد المادي لـ"ستاربكس" التي توجد في أكثر من 55 دولة وتوظف أكثر من 149 ألف شخص.



الإنترنت هو الاقتصاد الأهم في العالم اليوم، ولديه القدرة على أن يتوسع بشكل مهول. الشركات الناشئة على الانترنت لا تتطلب رأس مال كبيرا، ولا مكاتب، ولا تسجيلا تجاريا وغيرها من التعقيدات. أنشأ بيل غيتس "مايكروسوفت" من مرآب بيته، وأسس ستيف جوبز "أبل" من دون قرض بالملايين.

فإلى الدول العربية التي تحتاج أن تخلق 100 مليون وظيفة قبل منتصف القرن، العقار ليس ابنا بارا، والاستثمار بالمليارات لخلق ألف وظيفة لم يعد كافيا، حان الوقت للاستثمار في الانترنت واعطاء المجال للشباب أن يخلقوا وظائفهم وينتجوا أفكارا منافسة تأخذنا من الاستهلاك إلى الإنتاج.

أخيرا، لمن لا يعرف، تطبيق على الجوال للرسم اسمه drawsomething تم بيعه الأسبوع الماضي بـ180 مليون دولار. يعني، تقريبا 700 مليون ريال سعودي. يعني، في أقل من أسبوعين هناك شركة حققت أرباح حوالي مليوني برميل نفط.
font change