المغفور له باذن الله تعالى الأمير نايف[/caption]
قناة الـ"سي أن أن" الأمريكية أشارت إلى هذا الدور بالغ الأهمية الذي لعبه الأمير نايف والقدرة على هزم واحدة من أشرس التنظيمات الإرهابية في العصر الحديث.
على المستوى السعودي، مثل خبر رحيل الأمير نايف صدمة على المستويات الرسمية والشعبية والإعلامية التي ترى في شخصية الأمير الفقيد معنى لرجل الدولة المتصف بالحكمة والقوة والعزيمة والقادر على قيادة بلاده في أصعب الظروف وأحلك الأزمات.
بعد التفجيرات الارهابية التي ضربت مدينة الرياض عام 2003 اضطربت مشاعر المواطنين السعوديين الذين يشاهدون لأول مرة في حياتهم هذا المشهد البشع للبنايات المدمرة والسيارات المفخخة و دماء الابرياء. كانت لحظات حاسمة ظهر بعدها الأمير نايف على شاشات التلفزيون وهو يتفقد ذلك المكان وعلامات الحزن بادية على وجهه بسبب ذلك الدمار الذي حل بوطنه ولكنه توعد بتصميم عالي بالقضاء على تلك العصابات الإرهابية التي تهدد استقرار وحياة المواطن السعودي.
وبالفعل قامت وزارة الداخلية بملاحقة خلايا هذا التنظيم بشكل صارم. تابع المواطنون السعوديين تفاصيل هذه الملاحقات من عمليات المداهمات إلى المواجهات المسلحة إلى عمليات القضاء على التمويل المالي.
تم قتل الكثيرين وأظهر رجال الأمن شجاعة باسلة. تم نبش جحور التنظيم حتى في أعماق الصحارى، وكان من المدهش أن يتابع الناس مشاهد عشرات الأسلحة والأموال المدفونة تحت الرمال.
لقد استطاعت وزارة الداخلية بقيادة الأمير نايف القضاء على شرور ذلك التنظيم الإرهابي الذي شوه صورة الاسلام والمسلمين حول العالم وقضى عليه تماما وعلى أحلامه الشريرة.
لقد وعد الأمير نايف السعوديين بالقضاء على ذلك التنظيم الشرير وإعادة الأمن للوطن الآمن وهذا ما تحقق.
[caption id="attachment_55236162" align="alignleft" width="300"]
الأمير نايف يتابع مع رجال الأمن الخدمات المقدمة للحجاج [/caption]
بعد ذلك تم إحاطة المباني الحكومية والمراكز الهامة بخراسانات الحماية في أوج الملاحقات الارهابية ثم سرعان ما بدأ العمال بسحبها من جديد إيذانا بعودة الحياة لطبيعتها.
يتذكر السعوديون وهم قريبون من توديع ولي عهدهم الراحل هذه الصورة للرجل القوي الذي ساعد على استقرار بلدهم في أحلك الظروف.
ومع ذلك فإن الداخلية تعاملت بحكمة مع قضية الإرهاب، ففي الوقت الذين لاحقت وقتلت القتلة والمجرمين حتى لو تطلب ذلك قتلهم في الشوارع وداخل محطات البنزين كما حدث ذلك مع مقتل عبدالعزيز المقرن إلا إنها بنفس الوقت استبدلت هذه القبضة الحديدية بقبضة ناعمة عندما يستلزم الأمر.
يتضح ذلك من خلال مشروع المناصحة الذي يمنح المتطرفين الذي تعاطفوا مع الفكر الارهابي ولم تتلطخ أيديهم بالدماء فرصة أخرى للعودة للاعتدال والانخراط من جديد في المجتمع.
أثبت مثل هذا الحل نجاعته ونجاحه بتخليص العديد من الشخصيات من الفكر المتطرف وانخراطها في دورة الحياة من جديد. وغالب هذه الشخصيات هم من صغار السن الذين تم التغرير بهم.
صحيح أن لوزارة الداخلية قبضة حديدية واجهت بها الإرهابيين ولكنها تظهر في كثير من الأحيان يدها الحريرية للمتراجعين. هذه أحدى معاني الحكمة السياسية.
[caption id="attachment_55236164" align="alignright" width="300"]
الأمير نايف يعانق أحد رجال الأمن المصابين في مواجهة الارهابيين[/caption]
الأمير نايف لعب دور صمام الأمن والأمان في موسم الحج الذي أصعب المواسم التي تحتاج إلى متابعة أمنية بالغة وذلك بسبب تدفق ملايين المسلمين من كل أصقاع الكرة الأرضية.
ومن المعروف أن الأمير نايف تصدى لكل المحاولات التخريبية لموسم الحج التي تحاول توظيف الخلافات السياسية لاختلاق المشاكل وتأجيج الأزمات.
كل تصريحات الأمير نايف التي عادة ما تسبق مواسم الحج تقوم بالترحيب بالحجاج المسلمين وتتمنى أن ينهوا فريضتهم على خير وجه، ولكنه في الوقت ذاته يرسل رسائل صارمة وواضحة لكل من يريد العبث والتخريب بأن المملكة لن تسمح أو تتهاون بذلك.
هذا ما أثبته الواقع حيث، وعلى الرغم من تزايد عدد الحجاج، إلا أن مواسم الحج تمر براحة وسلامة وأمان.
الأمير نايف من أهم رجال الدولة السعودية في التاريخ الحديث. رجل خبير وحكيم نجح في الحفاظ على سلامة بلاده و مواطني بلاده في أوقات غاية في الصعوبة.
الأمير نايف، هذا الرجل الذي ارتبط اسمه بالعمل الشاق والمضني منذ أن كان بعمر العشرين عاما، ردد في أحد تصريحات وبإصرار موجها خطابه للشعب السعودي قائلا بنبرة الأب الناصح: "دافعوا عن وطنكم.. دافعوا عن وطنكم".. هذه ربما كلمات تلخص إرث الراحل.. الدفاع عن الوطن وترابه حتى في لحظاته الأخيرة.
