الأمير نايف... يترجل الفارس وتظل القيم والمآثر

الأمير نايف... يترجل الفارس وتظل القيم والمآثر

[caption id="attachment_55236217" align="aligncenter" width="620"]..وترجّل الفارس ..وترجّل الفارس[/caption]


سمو الأمير نايف بن عبد العزيز أحد رجالات الدولة الأفذاذ الذين شاركوا في مسيرة بناء المملكة مع المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ فقد شارك مع أخوته الذين تعاقبوا على حكم هذه البلاد من خلال مواقع مختلفة قدم من خلالها الكثير ممن يصعب حصره أو سرده على صعيد ميادين بناء الدولة كافة وليس في جانبها الأمني فقط كون الراحل العظيم شغل منصب وزير الداخلية لسنوات عديدة حيث ارتبط عهده في الوزارة بالأمن والأمان وتثبيت الاستقرار الذي تنعم به بلادنا ولله الحمد حيث أصبحت واحة للأمن والسكينة والاطمئنان في عالم تتقاذفه أمواج الإرهاب العاتية، والمؤامرات التي هي كقطع الليل المظلمة، إلى أن اختاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ـ حفظه الله وأطال الله في عمره ـ ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ فكان خير العضد والسند.

مسيرة وسيرة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ حافلة بالعطاء، ومليئة بالمواقف المشرفة، وشاهدة على أهم مراحل البناء والتنمية في المملكة وخدمة مواطنيها ورعايتهم والمحافظة على المكتسبات، والذود عن حياض الوطن وتأمينه ضد مخاطر الإرهاب، وتحصينه ضد الغلو والتطرف، وقطع الطريق أمام التهريب أو إيصال الجريمة العابرة للحدود إلى المملكة، والوقوف بالمرصاد لمهربي المخدرات أو لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره أو العبث بمقدراته، من أجل تأمين المواطن والمقيم ما جعل كل من يعيش على ثرى هذه البلاد المباركة آمنا على نفسه وماله وعرضه، كما اعتبر تأمين الحجاج والمعتمرين من أهداف الدولة العليا فأصبحت سلامة ملايين الحجاج والمعتمرين وراحتهم وتوفير كل احتياجاتهم جزءا أصيلا من سياسة الدولة وها هي النتائج مثمرة ويانعة ويشهد بها القاصي والداني.

لقد ارتبط اسم المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير نايف بن عبد العزيز بمحاصرة الإرهاب وإجهاض محاولات العبث بأمن الوطن واستقراره وسلامته فكانت الضربات الاستباقية الاجهاضية علامة فارقة في التعامل الأمني مع قضايا الارهاب ما جعل العالم يشيد بالتجربة السعودية في مواجهة آفة العصر المسماة بالإرهاب.

[caption id="attachment_55236219" align="alignleft" width="275"]الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز[/caption]

ورغم هذا الحزم، وهذا الانضباط الأمني، وهذه الشدة التي كانت في موضعها من دون غلو أو تعسف أو قسوة، يتجلى الجانب الإنساني، والروح الأبوية، والرفق واللين في شخصية سمو الأمير نايف فيأمر القائمين على شأن الوزارة الداخلية بتشكيل لجان النصح والإرشاد لمحاورة الشباب المغرر بهم أو الذين ضللتهم أفكار الفئة المنحرفة، والتوجيه بضرورة اقناع هؤلاء بالفكر ومقارعة الحجة بالحجة، والرأي بالرأي وفقاً لما جاء به الدين الحنيف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوضيح الحقائق لدى شباب تنقصهم الخبرة والدراية.
كما اهتم سموه ـ يرحمه الله ـ بمتابعة أسر وعائلات هؤلاء وكذلك الذين اعتقلتهم السلطات الأمريكية خارج الحدود وأودعتهم معتقل جوانتانامو، أي أن المواطن السعودي داخل المملكة وخارجها كان في عقل وقلب الأمير نايف بن عبد العزيز، فالمواطن هو المواطن والخوف عليه وحمايته ضرورة عند الراحل العظيم لذلك كان يحرص على ترسيخ مبادئ العدل عند تثبيت الأمن وتطبيق القانون، وأن يعود المخطئ إلى الجادة، وأن يكون العقاب على قدر الجرم دون تهاون أو غلو أو تعسف فالهدف فقط هو تطبيق القانون وتثبيت قيم العدالة الإسلامية التي جاءت بها الشريعة السمحاء من فوق سبع سماوات.

في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الأمير نايف بن عبد العزيز لم يعاقب مواطن أو مقيم على جريمة لم يرتكبها، وندر أن قيدت جريمة أو قضية ضد مجهول، أو حل عقاب على شخص بسبب جريمة ارتكبها شخص آخر، ولم تكن سجون المملكة يوما أداة للتعذيب أو أماكن للقهر والحرمان بقدر ما هي دور للإصلاح والتهذيب والتدريب والتأهيل، لم تكن الحدود يوماً منافذ للتهريب وإيذاء دول الجوار، بل كانت ثغورا للمرور الآمن والتعاون البناء، ولم يكن ترسيم الحدود وسيلة للتوسع والجور بل كانت وستظل عنواناً للتآخي والتواد مع الأشقاء من دول الجوار لذلك جاء ترسيم حدود المملكة مع أشقائها عبر التفاهم والاحترام ومن دون نزاعات أو مهاترات أو أطماع.

هذه هي أخلاقيات المغفور له بإذن الله تعالى الأمير نايف بن عبد العزيز طيلة سنوات عمره التي قضاها في خدمة دينه ومليكه ووطنه ومن خلال المواقع التي تقلدها في العمل العام، وعزاؤنا أن هذه هي أخلاقيات كل حكام المملكة وأولي أمرنا، هذه السياسة وهذا النهج أرسى دعائمه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ـ طيب الله ثراه ـ وهو النهج الذي التزم به ابناؤه البررة من بعده فأصبحت هذه الأخلاقيات وهذا النهج هي القاعدة في الحكم وإدارة شئون المملكة، وعزاؤنا أيضا أن وزارة الداخلية تسير على هذا النهج القويم ولن تحيد عنه أبداً فهي مدرسة ممتدة التأثير، وثابتة المناهج، باعتبارها جزءا من منظومة الدولة السعودية القائمة على العدل والمساواة وسياسة الباب المفتوح، والتواصل الدائم بين أولي الأمر والرعية.
تلك هي سياسة المملكة التي تستمد أحكامها من الشريعة الإسلامية السمحاء، والقيم العربية الاصيلة والتي يقودها ويرعاها ويروي تربتها، ويرفع من مكانتها، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله وأطال الله في عمره ـ
رحم الله سمو الأمير نايف بن عبد العزيز وألهم الوطن الصبر والسلوان.

[caption id="attachment_55236218" align="aligncenter" width="620"]رحم الله نايف رحم الله نايف[/caption]
font change