* إدراك الكثير من القيادات الغربية لحقيقة التوجهات الروسية والأهداف المبتغاة من ورائها أفضى إلى توترات إضافية في علاقات روسيا الخارجية. * عدم إعجاب بوتين بكرة القدم وحماسته لحضور كل الفاعليات المرتبطة ببطولة كأس العالم ربما تكشف أنها تحركات سياسية. * استضافة روسيا لكأس العالم، ربما تعبر عن نمط التركيب والتعقيد الذي بات يربط بين السياسة والرياضة. * يتوقع الكرملين حضوراً دولياً واسعاً يحول «الحدث الرياضي إلى مناسبة لعقد لقاءات على مستويات رفيعة مع رؤساء الوفود الزائرة». * محاولة إظهار القدرة على تنظيم الأحداث العالمية، والرغبة في إظهار «العظمة الدولية»، تبدو السمة الطاغية على المونديال الروسي. * يتخوف الكثيرون من تعرض المونديال لعمليات إرهابية بسبب الجهاديين الروس العائدين من ساحات المعارك في الشرق الأوسط.
أيام معدودة تفصلنا عن انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا، وهي البطولة رقم 21. وتمثل البطولة الأولى التي تستضيفها دولة تقع بين قارتين وتمتد جغرافيتها لتصل إلى نحو ثلث الأرض المأهولة بالسكان. وتُعد هذه البطولة الحدث الرياضي الأهم والأكثر مشاهدة، وفيما ينشغل العالم بمجريات هذا الحدث ومبارياته، فإن القيادة الروسية، على ما يبدو، تُعنى بما وراءه وتخطط لارتداداته، وإمكانيات توظيفه على مستويات ثلاثة، الأول منها يرتبط بمحاولة إعادة تشكيل الصورة الذهنية عن الرياضة الروسية، سيما بعد قرار اللجنة الأوليمبية الدولية بحظر مشاركة روسيا في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بيونغ تشانغ، بكوريا الجنوبية. ويتعلق المستوى الثاني بالرغبة في تقديم صورة حضارية عن تاريخ وثقافة الدولة الروسية، عبر التركيز على الفاعليات المصاحبة للمونديال. هذا فيما يمثل جوهر الهدف من استضافة البطولة العالمية، على المستوى الثالث، الرغبة في إعادة هيكلة الصورة النمطية عن الدولة الروسية بعدما لحقها الكثير من الأضرار بسبب السياسات والممارسات حيال الكثير من الأقاليم الحيوية ونقاط التماس مع الدول الغربية في شبه جزيرة القرم، والكثير من ساحات الصراع المتوترة في الشرق الأوسط. محاولات استغلال الفاعليات الرياضية لخدمة الأهداف السياسية لم تجعل بعض الصحف الغربية تطلق على «المونديال الروسي» عبارات «مونديال بوتين لا مونديال روسيا»، و«الحدث الرياضي الأكثر تسييساً عبر التاريخ»، وحسب، وإنما أفضى ذلك أيضا إلى توجيه اتهامات واضحة للقيادة الروسية بالعمل على إعادة استنساخ تجربة النظام النازي في ألمانيا، بحسبانه استغل دورة الألعاب الأولمبية في عام 1936، من أجل تحسين صورته الدولية في محاولة لـ«تبييض» الممارسات النازية. إدراك الكثير من القيادات الغربية لحقيقة التوجهات الروسية والأهداف المبتغاة من ورائها أفضى إلى توترات إضافية في علاقات روسيا الخارجية. المثال الأبرز على ذلك ارتبط بمسار العلاقات مع إنجلترا، والتي شهدت حالة من الاهتزاز غير مسبوقة، وربما لم يغب عنها أثر المنافسة بين الدولتين على الفوز بتنظيم مونديال 2018، وتبعات فوز روسيا عام 2010 بتنظيم المونديال. بيد أن العامل السياسي يشكل في واقع الأمر العنصر الحاكم لطبيعة التوتر الحاصل في علاقات البلدين، حيث لم تنقطع بينهما «حرب التصريحات»، خلال الشهور الأخيرة، بعد أزمة تسميم الجاسوس الروسي المزدوج، سيرغي سكريبال، والتي أسفرت عن إعلان تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، مقاطعة الوزراء البريطانيين وأفراد العائلة المالكة لفاعليات كأس العالم. وترى بعض الأوساط الأوروبية أن التشنج الحاصل في علاقات روسيا مع الدول الغربية إنما يلقي الضوء على دوافع سعي روسيا لتنظيم كأس العالم بحسبانه هدفاً سياسياً لا حدثاً رياضياً، وتشير في هذا الإطار إلى أن سياق فوز روسيا بتنظيم المونديال ارتبط بحالة الانفتاح التي شهدتها تحركات روسيا الخارجية بقيادة ديمتري ميدفيديف، حينما كان يشغل منصب الرئيس، حيث تطورات العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما. وسعت روسيا وقتذاك إلى إظهار الرغبة في أن تغدو عضواً يتمتع بعلاقات مستقرة مع الكثير من الدول الأوروبية، سيما بعدما انضمت إلى منظمة التجارة العالمية، واستضافت اجتماعاً لمجموعة الثماني في مدينة سان بطرسبرغ. فكان التقدم بطلب لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية وكأس العالم مجرد إحدى السبل الإضافية لإظهار إيجابية السياسات الروسية التي تمتد إلى ساحات الرياضة وميادينها. وترتب على ذلك فعليا أن حظيت موسكو باستضافة دورة الألعاب عام 2014 في سوتشي، وتنظيم كأس العالم في عام 2018. وقد خدم ذلك الرئيس فلاديمير بوتين، بعد إعادة انتخابه كرئيس في عام 2012. بيد أنه، على جانب آخر، أفضى إلى تطورات دراماتيكية لاحقة أوضحت أن روسيا أرادت من تحسين العلاقات مع الغرب محض الفوز بأحقية تنظيم البطولتين لتوظيفهما لخدمة أجندة سياسية خاصة، سيما بعدما أقدمت فعليا على ضم شبه جزيرة القرم وأرسلت قواتها إلى شرق أوكرانيا. ثم تصاعدت التوترات الروسية – الأميركية، على نحو غير مسبوق في ظل الاتهامات التي وجُهت لموسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية خلال عام 2016، مما أدى إلى تقويض فرص هيلاري كلينتون وانتخاب دونالد ترمب، وذلك حسب تقديرات أميركية. هذه التطورات دفعت بعض الاتجاهات إلى تشبيه ممارسات الرئيس الروسي بسياسات أدولف هتلر، الذي لم يكن يوما من محبي الرياضة، ولكنه أيد فكرة جوزيف غوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد نظامه النازي، لاستضافة الأولمبياد لأغراض سياسية بهدف خدمة مصالح ألمانيا آنذاك، وقد أقيمت البطولة بالفعل في الفترة من الأول وحتى 16 أغسطس (آب) 1936. وعلى الرغم من أن بوتين أيضا غير معجب بكرة القدم، فإنه يقدم نفسه دائما للجمهور الروسي بحسبانه «بطلا قوميا»، فيستخدم حبه للجودو لتعزيز صورته كزعيم رياضي، وهو يفضل أيضا رياضات أخرى، مثل التزلج، والسباحة، وإطلاق النار، وركوب الخيل عاري الصدر، وأيضا الهوكي الجليدي. عدم إعجاب بوتين بكرة القدم وحماسته لحضور كل الفاعليات المرتبطة ببطولة كأس العالم ربما تكشف أنها تحركات سياسية تستهدف إعادة تشكيل الصورة الذهنية عن وريثة الإمبراطورية السوفياتية، وكأن استضافة كأس العالم تمثل لحظة تتويج في خطة طويلة المدى لإعادة تغيير الانطباعات عن روسيا على الساحة الدولية، فضلا عن توظيف الحدث لخدمة الأجندة المحلية للرئيس الروسي. وعلى الرغم من أن بعض التقديرات تذهب إلى أنه من غير المعتاد أن تأخذ الرياضة أهمية سياسية قوية في ظل الأنظمة القمعية التي لا يوجد بها سوى عدد قليل من المنافذ المتاحة للتعبير عن الرأي، فإنه في ظل المناخ الروسي المسيطَر، يمكن أن تشكل كرة القدم أداة ومؤشرا على عكس ذلك، انطلاقا من أن «زئبق كرة القدم» قد يمثل وسيلة مناسبة لمعرفة «درجة الحرارة السياسية» في بلد ما. ومع ذلك لا يعد الرئيس الروسي استثناء بالنسبة للكثير من القادة السياسيين الذين عمدوا إلى استغلال الأحداث الرياضية لخدمة طموحهم السياسي ومشروعاتهم الخاصة، فثمة الكثير من الزعماء السياسيين الذين استغلوا الرياضة لدعم مواقفهم الداخلية وتحسين صورتهم الخارجية، أولهم، على سبيل المثال، الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني، الذي أسس الحزب الفاشي، وأعطى كل اهتمامه في ثلاثينات القرن الماضي لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في إيطاليا عام 1934. وبالفعل لعبت الضغوط والأموال دورا رئيسيا في قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA» منح النهائيات إلى إيطاليا على حساب دول أخرى، وحتى في النهائيات التي تردد عليها موسوليني بكثرة حيث شاهد كل مباريات منتخب إيطاليا، لعب التحكيم غير العادل دورا عظيما في فوز إيطاليا بالكأس. كذلك الأمر بالنسبة لتركيا، فكثيرا ما ينخرط الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في الشأن الرياضي، بحسبانه لاعب كرة قدم سابقا، وهو دائم السعي لتعزيز شعبيته لدى جمهور كبير من عاشقي كرة القدم، وفي هذا السياق يقول تانيل بورا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أنقرة: «إن كافة الأحزاب السياسية تستخدم كرة القدم لتعزيز شعبيتها». ويضيف: «يفعل حزب العدالة والتنمية الحاكم ذلك بشكل أكثر نشاطاً»، وهو يعمل على استضافة بطولة أوروبا 2024 لأجل تعزيز شعبيته، سيما لدى عاشقي كرة القدم.
كأس العالم... صراع بين الرياضة والسياسة
استضافة روسيا لكأس العالم، ربما تعبر عن نمط التركيب والتعقيد الذي بات يربط بين السياسة والرياضة، وأن الأخيرة غدت تمثل، من وجهة نظر البعض، إحدى سبل دعم الشرعية الداخلية للساسة، وتعزيز الحضور الإقليمي والدولي، قد يفسر ذلك كون روسيا تمثل إحدى دول «مجموعة البريكس»، التي تستضيف بطولة كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، بعد جنوب أفريقيا والبرازيل. الصراع على تنظيم كأس العالم بات حدثا يحمل دلالات سياسية أكثر مما يعبر عن أحداث وفعاليات رياضية، فقد حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر «تويتر»، من عدم «مساندة» واشنطن للدول التي لن تصوت لصالح ملف الولايات المتحدة المشترك مع كندا والمكسيك لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2026. وأكد ترمب دعمه لجهود استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026. محذرا الدول التي تدعم الملف المغربي، المنافس الوحيد، من تداعيات سياسية. وقال ترمب في تغريدة: «لقد قدمت الولايات المتحدة مشروعا قويا مع كندا والمكسيك بخصوص كأس العالم لعام 2026». وأضاف: «سيكون من العار أن تقوم الدول التي نساندها في جميع الظروف بمقاطعة الملف الأميركي. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا؟». في مقابل ذلك، يبدو أن السمة الغالبة على تنظيم بطولات كأس العالم هي غلبة المشاحنات السياسية على المنافسات الرياضية، فلم تكن مسابقات كأس العالم بمنأى عن الأحداث السياسية العالمية كونها أكبر التجمعات الرياضية، فمنذ الدورة الأولى والتي أقيمت في الأروغواي في عام 1930. قاطعت إنجلترا الدورة كون الفكرة يجب إن تنطلق منها. هذا فيما استغل كأس العالم في روما في عام 1934، إبان الحكم الفاشي من قبل موسوليني، وذلك للقيام بحملة دعائية للفاشية. فدخلت السياسة لأول مرة في كأس العالم. وقد خيم على كأس العالم في فرنسا عام 1938، رائحة الحرب العالمية الثانية وظهرت علامات التوتر في كل مكان وخاصة عندما وقعت النمسا في قبضة ألمانيا النازية، وقد قاطعت هذه الدورة الأرجنتين بحسبانها كانت ترغب في تنظيمها. وفي عام 1950 نظمت البرازيل البطولة وقامت اللجنة المنظمة باستبعاد ألمانيا الغربية بسبب الحرب العالمية الثانية، كما كان للسياسة الشيوعية دور في عدم اشتراك روسيا والمجر. وفي عام 1970 لم تشارك الكثير من الدول العربية والآسيوية في المنافسات المؤهلة للبطولة احتجاجا على إشراك إسرائيل في المجموعة الآسيوية، وفي كأس العالم 1994 بأميركا، عادت السياسة للتدخل في عالم الرياضة حيث أجمع المجتمع الدولي على حرمان يوغوسلافيا من الاشتراك في التصفيات الأولمبية لكأس العالم 1994 بسبب الحرب هناك. ويأتي مونديال روسيا بدوره على خلفية توترات روسية – غربية دفعت الكثيرين إلى الدعوة لمقاطعة المشاركة في «النسخة» التي تستضيفها روسيا. ولا يقتصر التداخل بين الماضي والحاضر في العلاقات المعقدة بين موسكو والغرب على مضامين السياسة وتوتراتها الراهنة، وإنما يتعلق بالتاريخ وامتداداته وارتداداته، فأغلب العائلة المالكة في بريطانيا British royal family ترفض حضور مباريات كأس العالم، ليس انطلاقا من محض سياسات روسيا الراهنة، وإنما لكون اليوم التالي لنهائي كأس العالم على استاد لوزنيكي في موسكو يمثل أيضا الذكرى السنوية المائة لقتل الحكومة البلشفية للعائلة الملكية في البلاد. ففي ليلة السادس عشر من يوليو (تموز) عام 1918، اعتقل القيصر نيقولا الثاني وأولاده الخمسة على أيدي أفراد من الجيش البلشفي وتم سجنهم ثم قتلهم وحرق جثثهم. ربما يفسر ذلك طبيعة الاقتراح الذي تقدم به النائب، ستيفن كينوك، لرئيسة الوزراء البريطانية حين حثها على أن تطلب من الفيفا تأجيل كأس العالم.
توتر سياسي مسبق... كأس العالم في روسيا
[caption id="attachment_55266640" align="aligncenter" width="940"]

محاولة إظهار «العظمة»... المونديال الروسي
محاولة إظهار القدرة على تنظيم الأحداث العالمية، والرغبة في إظهار «العظمة الدولية»، تبدو السمة الطاغية على المونديال الروسي، وذلك في محاولة للتعاطي مع الصورة النمطية التي حاول الغرب وسم موسكو بها بسبب الممارسات السياسية للقيادة الروسية، على النحو الذي دفع بعض التقديرات الأميركية إلى الإشارة إلى أنه من الجيد أن لا تشارك الولايات المتحدة في كأس العالم طالما تستضيفه روسيا، وذلك عقب عدم التأهل لهذا المونديال. وقد لا ينفصل عن ذلك ارتدادات تعاطي الإعلام الأميركي مع السياسات الروسية، والتي أسهمت في أن ينظر سبعة أشخاص من أصل كل عشرة إلى روسيا بحسبانها تمثل تهديدا للأمن العالمي، كما راجت صورة عن روسيا بحسبانها تستخدم أساليب غير نزيهة لدعم رياضييها في المنافسات الدولية، ويلجأ الكثير منهم إلى المنشطات، وتعاني من مشكلات اقتصادية هيكلية، وتعمل على التدخل في الانتخابات ونظم الحكم الغربية. المحاولات الروسية لتحسين الصورة، قد تنجح فيها موسكو إذا ما استطاعت الاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا التي لم تحقق لها تجربة استضافة المونديال الكثير. وفي هذا الإطار يقول مانويل فيث، محرر موقع «Futbolgrad»: «إن روسيا من خلال كأس العالم ستقول للروس انظروا كم نحن عظماء». ويأمل بوتين في جذب الشباب الذين انفصلوا عن دعم سياسات الدولة. ويقول قسطنطين غوردجييف، الخبير الاقتصادي في كلية ترينيتي في دبلن، إن الشباب الروس من الطبقة العاملة، غالباً ما يتبعون كرة القدم المحلية، في حين يفضل الشباب المتعلم الفرق الأجنبية. ورغم ذلك، ينبغي القول، إن اختيار روسيا لتنظيم كأس العالم في عام 2018 جاء برفقة اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022، وقد وجهت للبلدين اتهامات تتعلق بالتورط في عمليات فساد من أجل استضافة البطولتين. قطر بدورها تبدو دويلة صغيرة وعلى هامش العالم، واستضافة كأس العالم تمثل بالنسبة لها محاولة لاستعراض قدرات مالية أكثر منه انعكاسا لثقل جيو-استراتيجي، فيما الأمر بالنسبة لموسكو مختلف، فطموح الرئيس الروسي لإعادة صوغ أدوار روسيا عالميا، لا يفتقد حماسة الرغبة في النظر إلى هذه المناسبة من منظور كونها تمثل فرصة للخروج من مرحلة انهيار الاتحاد السوفياتي والعمل على تطوير بنيتها التحتية، عبر خطة طموحة نُفذت لإنشاء وتحديث 13 مدينة تضم 16 استاداً. بيد أن ذلك بات، في الوقت نفسه، يمثل ورقة ضاغطة على الحكومة الروسية، حيث إن وسائل التواصل الاجتماعي غدت تكشف عن اتساع حالات الغضب من ضخامة تكلفة إنشاء وتأهيل الملاعب التي ستستضيف مباريات البطولة، في وقت يعتبر فيه نصف الشعب الروسي أنفسهم فقراء. ووفقاً لاستطلاع حديث أجرته مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، فإن المواطنين معنيون بالخبز، وليس وحسب، بالألعاب الرياضية، ووفق بعض التقارير الروسية، فـ«إنه عندما ينتهي الحفل سيبدأ التذمر». ذلك أن معدل الإنفاق على البنية التحتية غير مسبوق، فعلى سبيل المثال، أنفقت روسيا نحو 600 مليار روبل (20 مليار دولار) موزعة بين الميزانية الفيدرالية (50 في المائة)، والقطاع الخاص (35 في المائة) و«الحكومات المحلية» (15 في المائة)، وذلك بما يتجاوز الميزانية الفيدرالية للرعاية الصحية بنسبة 15 - 17 في المائة. يشمل ذلك بناء 7 استادات جديدة، وتحسين 5 ملاعب سابقة، وتوسيع طرق وإعادة تأهيل بعض خطوط السكك الحديدية، وبناء الفنادق. وستمتد هذه الملاعب في 11 مدينة مضيفة مختلفة، وهي موسكو (ملعبان)، وسانت بطرسبرغ، وكالينينغراد، وسوتشي، وروستوف أون دون، وإيكاترينبرغ، وكازان، وسامارا، ونيجني نوفغورود، وفولغوغراد، وسارانسك.
كأس العالم... فرصة وعبء
[caption id="attachment_55266639" align="aligncenter" width="940"]
