لم تتوقف الدعوات التي تطالب بحل "الإخوان"، سواء من عناصر الجماعة الذين يرون أن ما يسمى "علانية الدعوة وسرية التنظيم" لم يحقق أهدافه، أو من متعاطفين يطالبونها بالبحث عن وسيلة أخرى يتراجع فيها هذا الشكل لصالح أدوات متعددة، أو من مستقلين، كان آخرهم مستشار الرئيس السوري، أحمد موفق زيدان، الذي قال: "باعتقادي المتواضع، فإن حل التنظيم اليوم، كما فعلت المكونات الأخرى سيخدم البلد، والذي هو رأسمالنا جميعا، ومقصدنا كلنا. إن تنظيما بأدوات تفكير قديمة لا يمكن أن يشق طريقه في عالم السياسة والدعوة، خصوصا أنه غدا يسبح في مواجهة بيئة إقليمية ودولية متخمة بالعواصف التي تريد اقتلاعه".
طالب زيدان "الإخوان" بأن تندمج في المسار السياسي الجديد، وتنتقل من "التنظيم المركزي" إلى "المشروع المتعدد"، عبر إنشاء كيانات تعمل بروح تشاركية، مثلما ذكر طارق الزمر في بحث تم نشره بمركز حريات التابع له، عن طريق أحزاب، وكيانات دعوية وإعلامية، ومنصات تعليمية.
يمكن أن يكون الدافع وراء تلك الدعوات التي خرجت من سوريا، هو ذاك النشاط غير المسبوق للجماعة، والمقلق بكل تأكيد، مثل الأنشطة داخل المساجد، تحت عنوان أنشطة شبابية، والمجالس والائتلافات الجديدة التي تم إنشاؤها، إضافة إلى أخرى حليفة لها، ثم دعمها بسخاء الأشخاص من غير الأعضاء في محاولة لكسب حلفاء ومصادر معلومات عن الحركات والتنظيمات بالداخل السوري. وعملها على إحياء الشبكات القديمة، وذلك باستخدام الروابط الأسرية، وتعبئة الأسر الإخوانية السابقة.
وكان الأساس الذي بنيت عليه دعوة الحل وفق زيدان، هو التضحية بالكيان التنظيمي لجماعة "الإخوان" في سوريا لصالح مشروع الدولة الجديدة والسياسة التي تنتهجها قيادتها، واعتبار أن تمسك الجماعة بشكلها التنظيمي الحالي يضر بمصالح البلاد، ويعزلها عن الوضع السوري الجديد، حيث إن "إصرار الإخوان على البقاء مغردين خارج السرب، مع تصريحات هنا وهناك تلمح إلى عدم رضاهم عما يجري، يزيد من الشقة والفجوة مع الشارع الداعم للحكومة".