
طهران: فيروزه رمضان زاده
* هناك مجال للمشاركة النسائية والشبابية في السينما... لكن ذلك لا ينفي وجود قيود عامة تشمل كل الفئات ولا تقتصر على المرأة.
* أحب أن أعرض أعمالي على الشعب. ولا أميل إلى المثالية والتخطيط المسبق في الرسم.

يعتبر أذرخش فراهاني، الذي ينحدر من عائلة فنية، رساماً وعازفاً ومؤلف كلمات أغاني ومغنياً إيرانياً. ولد أذرخش في مدينة طهران ودخل عالم التمثيل في السينما الإيرانية وهو يبلغ من العمر 34 عاما حيث أدى دورا في فيلم «مالاريا» لبرويز شهبازي. تم ترشيح فراهاني في تجربته السينمائية الأولى لجائزة كريستال سيمرغ لأفضل ممثل دور ثانوي في الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان فجر السينمائي في إيران.
«مالاريا» هو عنوان الفيلم الإيراني البولندي من إخراج وإنتاج مسعود ردايي وتم عرضه في 2016.
ويتحدث أذرخش الذي أدى في هذا الفيلم دور عازف الشوارع عن تجربته في الفيلم وكيفية لقائه مع برويز شهبازي ودوره في الفيلم: «كان السيد برويز شهبازي المخرج الإيراني الشهير يبحث عن ممثل للقيام بدور المؤلف الموسيقي وهكذا حصل اللقاء الذي لم يكن بالمناسبة الأول بيننا بل كنا التقينا منذ عشر سنوات. ولقد اتصل شهبازي بي هاتفيا وطلب لقائي فذهبت وتم اختياري. لقد دعمني شهبازي كثيرا وأنا أدين له بالكثير لأن قدراتي التمثيلية برزت وأثارت استحسان الجميع. وأنا أدين له بذلك. بالإجمال ظللنا نصور الفيلم شهرين».
تم عرض الفيلم في الدورة الثالثة والسبعين لمهرجان فجر السينمائي وفي مسابقة الآفاق (أفق ها).
وتم ترشيح أذرخش فراهاني لجائزة كريستال سيمرغ في مهرجان فجر السينمائي لعام 2017 وحصل فراهاني في العام نفسه على جائزة كريستال سيمرغ من رابطة المنتقدين والكتاب السينمائيين الإيرانيين.
وحول الجوائز العالمية التي حصل عليها فيلم «مالاريا» أضاف فراهاني: «لقد حاز الفيلم 11 جائزة عالمية من مهرجانات الفئة (أ) و(ب). وحصل فيلم «مالاريا» على جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج في مهرجانات كثيرة منها مهرجان وارسو الدولي للأفلام (2017) ومهرجان دكا السينمائي الدولي ومهرجان زيوريخ السينمائي في سويسرا ومهرجان إسطنبول السينمائي الدولي (2017) ومهرجان نورنبرغ الألماني (2017). وحصلت ساغر قناعت بطلة الفيلم على جائزة مهرجاني نورنبرغ وإسطنبول السينمائيين لأفضل ممثلة في 2017.
وأشار فراهاني إلى التدهور الاقتصادي للسينما الإيرانية في القطاع الخاص، مضيفا: «يتأثر قطاع السينما بالظروف الاقتصادية للبلاد بشكل عام باستثناء الجزء الذي يتمتع بدعم حكومي. على أي حال فإن القطاع الخاص في السينما الإيرانية يتأثر من الوضع الاقتصادي العام في البلاد والذي يشهد تدهورا في الفترة الراهنة. هناك مجال للمشاركة النسائية والشبابية في السينما ولكن ذلك لا ينفي وجود قيود عامة تشمل كل الفئات ولا تقتصر على المرأة».
ولا يمانع أذرخش فراهاني بأن يقوم بالتمثيل في أدوار أخرى ولكنه يقول: «لم أحصل على عروض جيدة للتمثيل وأقوم بالتأليف الموسيقي والرسم بشكل مستقل وفردي ومن دون الحاجة إلى المشاركة الجماعية. إذا حصلت على عروض جيدة سأمثل في أفلام أخرى ولكنني لن أترك الرسم والموسيقي».
أحب أذرخش الرسم ومن ثم الموسيقى منذ الطفولة، ويقول: «بدأت أميل بالفن من خلال الرسم في طفولتي ومن ثم اتجهت إلى العمل الموسيقي في المراهقة والشباب حيث تعاونت مع الصحف المعروفة الإيرانية كرسام كاريكاتير ولكنني أركز حاليا على الرسم والموسيقى».
يتحدث أذرخش وهو المشرف والعازف والمؤلف الموسيقي والمغني في مجموعة «كوج نشين» (الرحالة) الموسيقية عن أنشطته في قطاع الموسيقى. ويضيف: «قمت بإصدار أكثر من 25 أغنية منذ أن كنت في الثانية والعشرين من عمري وأجرت مجموعتي الموسيقية (كوج نشين) حفلات ومشاريع موسيقية كثيرة. الموسيقى هي الفن الذي أخذ وقتي كله منذ سنوات طويلة وأنا أركز حاليا عليه. ولن أترك الموسيقى من أجل السينما لأن الموسيقى شيء أهم بكثير من السينما بالنسبة إلي وأنا أعمل في هذا المجال لسنوات كثيرة. أعزف على الغيتار والبيس وأقوم بالتلحين وتسجيل الأغاني وتوزيعها وأكتب كلمات الأغاني».

وحول عروضه الفردية والجماعية يقول أذرخش: «أقمت عددا من الحفلات والعروض في خارج إيران مما يبلغ أكثر من 11 أو 12 حفلة موسيقية في باريس وبروكسل ودوسلدورف وبرلين وسان فرانسيسكو ولوس أنجليس. أجريت أكبر عدد من الحفلات في مدينة طهران. أقمت عددا محدودا من الحفلات الفردية أيضا. أصدرنا ألبوما واحدا باسم (آلبوم آخر/ الألبوم الأخير) ونشرنا عددا من الأغاني السينغل على الإنترنت إضافة إلى تأليف موسيقى فيلم (مالاريا) الذي حقق نجاحا كبيرا».
يتقن أذرخش العزف على الغيتار الكلاسيكي والغيتار الكهربائي وغيتار أجوستيك وغيتار البيس. وأضاف أذرخش بشأن أسلوبه في العزف قائلا: «نعتمد أسلوب الروك والجاز والهيب هوب والموسيقى التجريبية. أستمتع بالموسيقى التجريبية. يتألف ألبومنا الموسيقي من أساليب موسيقية متنوعة. كما أننا لا نعتمد على أسلوب موسيقي واحد في أغاني سينغل وفي الحفلات. كما قمت بتلحين أغاني الأفلام والرسوم المتحركة والمسرحيات والإعلانات... تعلمت العزف على الغيتار الكلاسيكي على يد أستاذي كيوان ميرهادي زاده. تعلمت العزف على الغيتار الكهربائي على يد صديقي وهو ميلاد زنده نام، ولكنني كما ذكرت سابقا ركزت على الموسيقى التجريبية والإبداع سواء في الموسيقى أو في الرسم».
لقد درس أذرخش فراهاني الرسم في كلية الفنون التشكيلية في طهران. وعرضت آثاره المؤلفة من رسوم بالماركر على الورق المقوى في بعض المعارض الأوروبية والأميركية.
[caption id="attachment_55267820" align="alignright" width="758"]

ويستخدم فراهاني في رسومه الألوان الزاهية حيث يمزج فيها بين الحيوانات وجسد الإنسان وهو مولع برسم العيون المفتوحة والغريبة. يقول فراهاني حول تجربته في الرسم: «استأنفت الرسم في 2016 بعد أن توقفت عن الرسم لـ10 سنوات وأقمت معارض فردية في بروكسل (مرتين) وطهران وبرلين وسان فرانسيسكو ودوسلدورف. كما شاركت بمعارض جماعية في بعض مدن العالم. تم اختياري في مهرجانين اثنين لتقديم أعمال ومشاريع بصرية. لقد أنجزت كافة هذه الأعمال تلقائيا من دون الاستعانة بأستاذ».
وبشأن سؤال حول نسبة الإقبال على معارض رسومه يقول: «كانت نسبة الإقبال جيدة سواء في إيران أو خارجها وأنا سعيد بذلك لأنني أدرك أن أعمالي الفنية لا تنحصر في إطار بلد واحد أو شعب واحد أو لغة واحدة حيث يستطيع المتلقي من كافة الجنسيات ومن كافة الأطياف سواء المثقفين أو العمال من كل بلدان العالم التواصل مع رسوماتي. وهذا يسعدني جدا... أنحاز في رسوماتي إلى الشعب والمجتمع ولا أميل إلى فئة واحدة. أخاطب عامة الشعب وليس الأثرياء الذين لديهم قدرة مالية لشراء أعمالي الفنية مثل الذين يجمعون المقتنيات والذين يقيمون المزادات. أنا أعمل لعامة الشعب ولكنني أبيع أعمالي الفنية لكسب لقمة العيش. هناك أشخاص يقومون بشراء أعمالي وأنا أشكرهم كثيرا ولكن هذا ليس هدفي الرئيسي. هدفي هو خدمة الشعب وكما قلت سابقا فإنني لم أتلق تعليم الرسم على يد الأستاذ ولا يساعدني أحد في الرسم».
ويقول فراهاني إن الدراسة في كلية الفنون ليست كافية للحصول على التجربة «لا أعتبر أن الدراسة في كلية الفنون كافية ومفيدة أبدا. على سبيل المثال أنا دخلت إلى الجامعة وحصلت على البكالوريوس في فرع الرسم ولكنني أعتبر أن الدراسة الجامعية لا تؤهل الطلبة لأن يكونوا بارعين في الرسم والتصوير والفنون التشكيلية وأنا أميل إلى النزعة التجريبية... وأما بشأن الرسم فعندما أبدأ الرسم فلا أفكر بشيء خاص وفجأة أنطلق من دون أن أرسم في ذهني فكرة خاصة حول موضوع الرسم. كما قلت سابقا إن ما يهمني هو المتلقي الذي ينتمي إلى عامة الشعب. أحب أن أعرض أعمالي على الشعب. لا أميل إلى المثالية والتخطيط المسبق في الرسم».
وحول خططه المستقبلية يقول أذرخش: «لا يمكن التخطيط بدقة في الأعمال الفنية. لذا لا أعلم بالأفكار التي ستأتيني بالمستقبل ولكنني الآن وأنا أحاورك أقوم بالرسم».