[/caption]
حظيت بالمشاركة في الاجتماع الرفيع المستوى للشباب الذي عقد في الأمم المتحدة في يوليو الماضي. الاجتماع ناقش بشكل اساسي قضية البطالة وأعلن أرقام مخيفة جداً: هناك اكثر من 152 مليون شاب يعيشون مع عوائلهم على اقل من 1.25 دولار يوميا. نسبة البطالة بين الشباب في العالم ارتفعت الى 13 في المائة، وهي في ازدياد. بالتأكيد، البطالة بين الشباب مشكلة عالمية مستعصية، وبالرغم من حساسيتها إلا أنه لا يوجد تحرك فعلي نحو حلها.
بطالة الشباب هي انعكاس واضح للفشل في ايجاد حلول مستدامة للمشاكل الدولية المستعصية. التوجه الخيري والعاطفي والانساني في حل المشاكل الدولية المستعصية اثبت فشله، وهو غير قادر على ايجاد أي حل مستدام او واقعي.
بطالة الشباب، والمشاكل الدولية الاخرى، سيقضي عليها العمل التجاري وليس الخيري. الفقر المستعصي سيواجه بالعقول الاقتصادية وليس القلوب الرحيمة.
وبذلك، فإن أي حل لمشكلة معقدة ومتداخلة على المستوى الدولي يجب أن يأتي متوازيا مع متطلبات السوق ويكون ذا مردود اقتصادي وربح مادي.
في حال تمسك المجتمع الدولي بالعمل الخيري كوسيلة لمجابهة المشاكل المستعصية، فإن ذلك سيبوء بالفشل.
سبب الفشل يعود بشكل رئيس الى افتقار العمل الخيري الى مصادر الدخل المستدامة أو الربح. العمل الخيري لا يوفر ربحا للعاملين او مردودا ماليا للمؤسسة، وبذلك يكون من الصعب جدا ضمان استمرارية العمل.
على عكس ذلك، العمل الاقتصادي الموجه للقضايا الاجتماعية قادر على هيكلة العمل بشكل مؤسساتي ومستدام. جوهريا، الدخل والربح ليس المطلب النهائي، لكنه بطبيعة الحال محفز لتحسين جودة العمل واستمراريته.
[caption id="attachment_55229447" align="alignleft" width="255" caption="صرخة طفل.. أبي يحتاج عملا"]
[/caption]
مثال على ذلك هو بنك جارمين للفقراء ومنظمة كيڤا، واللذان يوفران دعما ومساعدة للاعمال الصغيرة مع هامش ربح يساعدها على القيام بأعمالها وتطوير الجودة.
ليس من العيب أن يتم حل المشاكل الدولية المستعصية بأساليب اقتصادية وربحية. النظام الدولي بفروعه السياسية والمالية كافة لم يترك مجالا للتغيير الفعلي الا عن طريق السوق - وهو الأسلوب الأمثل.
على سبيل المثال، ذكر تقرير الأمم المتحدة أن مشاكل الشباب الاجتماعية في أمريكا الجنوبية تكبد النمو الاقتصادي 2 في المائة سنويا. في حال تم مناقشة الموضوع كقضية اقتصادية، فإن حلها سيكون ممكنا بشكل اكبر من كونها قضية اجتماعية.
كذلك، ان توظيف العاطلين عن العمل لن يتم في ظل مؤسسة خيرية او عمل انساني، لكنه سيتم بشكل فعال عن طريق سوق العمل.
انسانيتنا غير قادرة على مواجهة السوق. لمواجهة المشاكل المستعصية، يجب إبعاد العواطف والتوجه بشكل جدي نحو العمل الاقتصادي. قد يعتقد البعض بأن ذلك غير اخلاقي، لكنه الوسيلة الامثل لحل المشاكل بشكل مستدام.
قضايا الشباب والفقر ليس مكانها بالأمم المتحدة، مكانها اجتماع على مستوى قمة للشركات.
بشكل اقتصادي بحت، المخاطرة بعدم حل المشاكل الدولية هو تهديد بشكل اساسي على استمرارية السوق العالمية - وعليهم هم حلها.
