الراديو وإذاعة "طامي"

الراديو وإذاعة "طامي"

[caption id="attachment_55236010" align="aligncenter" width="580" caption="عبدالله طامي أول صاحب إذاعة خاصة في السعودية"]عبدالله طامي أول صاحب إذاعة خاصة في السعودية[/caption]



(الراديو في خمسة تواريخ:
1- 1896 غوغليلمو ماركوني وضع أول براءة اختراعٍ للتلغراف بلا سلك في بريطانيا.
2- 1917 أعلن عن الثورة الروسية للعالم عبر التلغراف بلا سلك.
3- 1922 إنشاء أول محطةٍ خاصةٍ "راديولا" لصاحبها إميل جيراردو.
4- 1935 اكتشاف تعديل التردد FM من قبل أودين أرمسترونغ.
5- 1940 نداء الجنرال شارل ديغول من البي بي سي "لا يجوز أن تنطفئ شعلة المقاومة ولن تنطفيء") المصدر: الميديا: فرانسيس بال.

في السعودية ثمة قصة يتداولها النجديون عن شخصين سافرا لخارج البلاد ورأيا "صندوقاً خشبياً" يتكلم ويصدر الأصوات فانبهرا لما رأيا وعندما قفلا لبلدتهم أخذ أحدهم يحدّث أهل بلدته عن هذه العجيبة من العجائب فسخروا منه فطلب منهم الانتظار حتى يأتي صاحبه فلما جاء ورأى استخفاف أهل القرية بكلام صاحبه واتهامهم له في عقله انحاز لهم وكذب صاحبه وعندما عاتبه قال له ما معناه أنت الملوم لأنك تحدّثهم بما لا يمكن لهم استعيابه.

بعكس هذين الشخصين كان في السعودية مطلع الستينيات شخص يقال له عبدالله بن سليمان العويد المشهور بـ "طامي" أطلق بجهوده الذاتية إذاعة كانت تبث على المنطقة الوسطى وكان بثها يصل أحياناً لأطراف العراق والأردن عرفت هذه الإذاعة باسم "إذاعة طامي".

أجرى محمد بن فهد البهلال لقاء مع "طامي" في عام 1419 هـ أي 1998 م تقريباً وأشار إليه في مقالته المنشورة بجريدة الرياض 26/10/2005، غير أنّ أوفى ما قرأته عن هذا الشخص المبدع هو ما كتبه الزميل بدر الخريّف في الشرق الأوسط 4/9/2009.

كان طامي يملأ بثه الإذاعي بأخبار الصحف العامة التي كانت تصدر حينذاك، وبعض الأغاني العربية والمحلية وبعض المباريات بمعنى أنّه يصنع ما تفعله كثيرٌ من الإذاعات اليوم، وإن أضاف إليها حينها إعلانات عن بعض الماعز والأبقار المفقود وأسعار الخضار.

لقد فعل الراديو في مرحلةٍ لاحقةٍ لاكتشافه ما فعلته كل وسائل الإعلام القديمة والحديثة ألا وهو الاستعانة بالصحافيين.. فحسب لويس مرلان في مطلع الخمسينيات فقد "جيء بالصحافيين إلى المذياع".

تظلّ وسائل الإعلام مهمة ومؤثرة غير أنّ قوّتها ومدى تأثيرها يأتي دائماً من العقول التي تديرها والصحافيين المحترفين الذين يملأون موادّها ويسيّرون دفتها في الرؤية العامة كما في التفاصيل اليومية، وفي ظلّ تفشي وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي جاءت بعد ثورة الإنترنت والعبث الفكري الذي انتشر جرّاء ذلك فإنّ المشهد يظلّ دائماً بحاجةٍ لمثقفين راسخين وباحثين جادّين لنشر الوعي والمحافظة على مستوى راقٍ من الحوار والجدل المثري.
font change