مدحت خليل: أزمة سد النهضة ستنتهي بالقوة السياسية والاقتصادية

رجل الأعمال والاقتصادي المصري قال في حوار لـ«المجلة»: يجب على القادة الأفارقة إصلاح البيئة التشريعية بالقارة لطمأنة المستثمرين

مدحت خليل: أزمة سد النهضة ستنتهي بالقوة السياسية والاقتصادية

- الرئيس المصري نجح في وضع مصر في موقف مالي واقتصادي وسياسي قوي... ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهد وإلى فريق اقتصادي قوي لوضع مصر في موقف استثماري يليق بها
- القارة السمراء بها ثروات كبيرة... ومصر تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لوضعها في الموقف الاستثماري الذي يليق بها
- التدخل الأجنبي في أفريقيا أبرز التحديات التي تواجهها القارة السمراء... ويجب تفعيل الدور الأفريقي ليصبح في قوة التجمع الأوروبي

القاهرة: أكد رجل الأعمال المصري والاقتصادي، مدحت خليل، أن مصر بها فرص استثمارية خرافية، مشيرا إلى أن ما ينقصنا هو أمور بسيطة كفريق اقتصادي قوي يروج للفرص الاستثمارية بمصر بجانب وضوح أكثر في السياسة الاستثمارية مؤكدا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نجح في وضع مصر في موقف مالي واقتصادي وسياسي قوي فور توليه الحكم في 2014، مشيرا إلى أننا نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لوضع مصر في الموقف الاستثماري الذي يليق بها.
وأضاف الاقتصادي المصري الكبير خلال حواره لـ«المجلة» أن القارة السمراء بها ثروات طبيعية هائلة، مؤكدا أنه يجب تفعيل دور التجمع الأفريقي بقوة ليصبح في قوة التجمع الأوروبي، مؤكدا أن هناك بعض قادة أفريقيا لا يلتزمون بقرارات الاتحاد الأفريقي وهو ما يؤثر بالسلب على التجمع الأفريقي، مؤكدا أن معدلات الخطر بالقارة الأفريقية عالية جدا وتحتاج إلى بيئة تشريعية واضحة لضمان حقوق المستثمرين بشكل أكبر، مؤكدا أن أبرز التحديثات التي تواجه الاستثمار في أفريقيا هو التدخل الأجنبي في شؤونها.
وأشار الاقتصادي المصري إلى أن مشكلة سد النهضة ستحل بالقوة السياسية والاقتصادية، مؤكدا أنها مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى مصر مثمنا توجهات الدولة المصرية نحو التحول الرقمي والشمول المالي.
«المجلة» التقت رجل الأعمال محمد خليل، وكان هذا الحوار...

 

مدحت خليل يتحدث لـ المجلة


 
* بدايةً، بعد الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها مصر خلال السنوات الأخيرة، هل أصبحت مصر من أهم دول المنطقة العربية جذبا للاستثمار الأجنبي؟
- مصر دائما بها فرص كبيرة جدا نتيجة السوق وعدد السكان ومعدل النمو بها ومما لا شك فيه أن بها فرصا استثمارية هائلة ولكن ينقصنا بعض الأمور كاستكمال البنية التشريعية، فما زالت هناك بعض المشكلات المتعلقة بهذا الأمر وهو أمر مهم جدا لطمأنة المستثمرين بجانب أننا نحتاج إلى سياسة استثمارية واضحة يكون فيها دور القطاع الخاص واضحا جدا لأن تلك الأمور تهم المستثمر الأجنبي بمعني أن تكون الخريطة والسياسة الاستثمارية والتوجه الاقتصادي للدولة المصرية واضحين بمعنى أن تكون المجالات التي سيتم دخول القطاع الخاص بها معروفة وواضحة لدي كافة المستثمرين المحليين والأجانب وهو أمر جيد يصب في صالح الاقتصاد.
 
* هناك تخلخلات واضطرابات بالدول المحيطة بمصر، إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الأمور السياسية على المشهد الاقتصادي المصري والعربي؟
- تؤثر إلى حد كبير، ولكن بالنسبة لمصر سيكون تأثيرها ضئيلا، نظرا لما تم إنجازه خلال السنوات الـ4 الماضية من مشروعات قومية وبنية تحتيه قوية جدا وبرنامج إصلاح اقتصادي قوي قاد مصر من مرحلة التخبط إلى مرحلة الاستقرار وما يحدث بالمنطقة يمثل نقلة كبيرة بالنسبة لمصر فاستقرار المنطقة كليبيا وسوريا والسودان يمثل فرصا واعدة لمصر من خلال العمل وبناء تلك الدول بعض مراحل الفوضي التي مرت بها لإعادة هذه البلاد إلى ما كانت عليه.
 
* وهل تتوقع أن تزداد الأمور سوءاً خاصة بعد تحرشات تركيا بدول المتوسط أم أن رجال المال والأعمال بالوطن العربي يمكن أن يكون لهم تأثير ورأي آخر؟
- أنا لست متخوفا من الصراع السياسي كما يضخمه البعض فأعتقد أن مصر قامت خلال الفترة الماضية بزيادة قدرات الجيش المصري وهو ما ترتب عليه وصوله إلى مراكز متقدمة عالميا وأصبح من أقوى 10 جيوش على مستوى العالم كما أن وضعنا السياسي الخارجي قوي جدا وعلاقتنا بالدول الخارجية لها ثقل دولي وهو أمر من دون شك يطمئننا جميعا خاصة رجال المال والأعمال بالمنطقة.
 
* الاقتصاد المصري يتميز بمرونة تجاوز بها التحديات الاقتصادية كما فعل في الأزمة المالية العالمية لعام 2008... هل هذا كافٍ لطمأنة المستثمرين الأجانب للاستثمار في مصر أم نحتاج إلى عوامل أخرى؟
- كما قلت لك إننا نحتاج إلى سياسة استثمارية واضحة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نجح في وضع مصر في موقف مالي واقتصادي وسياسي قوي فور توليه الحكم في 2014، ولكننا نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لوضع مصر في الموقف الاستثماري الذي يليق بها وأعتقد أن التغييرات التي طرأت على التعديلات الوزارية الأخيرة بمصر تعتبر البداية لوضع مصر على خريطة الاستثمار الدولي بجانب زيادة معدلات النمو التي تحققت خلال السنوات الأخيرة ولكن ما يجب أخذه في الاعتبار وتوخي الحذر منه هو تكليف رئيس الوزراء بملف الاستثمار وهو أمر يحتاج إلى وزير مختص وليس رئيس وزراء يتابع عمل كل الوزارات.
 
* مصر وأوروبا أدركتا أخيرا أهمية أفريقيا بعد 30 يونيو (حزيران)... من وجهة نظرك ما هي التحديات التي تواجه تطور الاقتصاد في أفريقيا؟
- أولا التدخل الأجنبي هو أول تحد يواجه الاقتصاد في أفريقيا فكل دول العالم تتسابق للسيطرة على ثروات القارة السمراء وهنا يأتي دور الاتحاد الأفريقي والكوميسا ومجلس أعمال أغادير والقادة الأفارقة فيجب عليهم أن يفعلوا دور الاتحاد الأفريقي على غرار الاتحاد الأوروبي وأن يكون له دور قوي ولكن للأسف بعض قيادات أفريقيا إن لم يكونوا تجمعا أفريقيا على غرار التجمع الأوروبي، فسيزداد التدخل الخارجي في أفريقيا ولن ينهض أبداً الاقتصاد في القارة السمراء ولكن على مجال المستثمرين هناك أعمال كثيرة لمستثمرين مصريين وعرب في أفريقيا من الذين أدركوا حجم وأهمية الاستثمار في أفريقيا ولكنه غير كافٍ والأمل للنهوض بالسوق الأفريقي في تجمع أفريقي قوي مثل أوروبا.
 
* ولماذا يتخوف بعض رجال المال من الاستثمار في السوق الأفريقية؟
- من وجهة نظري بسبب وجود بيئة تشريعية تضمن للمستثمرين الأجانب استثماراتهم في السوق الأفريقية فمعدل مخاطر الاستثمار في أفريقيا عال جدا ويجب أن تحكمه بيئة تشريعية وتجمع أفريقي قوي، حيث إن أغلب دول أفريقيا تحتاج إلى تشريعات وقوانين استثمار قوية تضمن حقوق المستثمرين بجانب حقوق الأجانب فيها، فضلا عن أنه لا يوجد حل للنزاعات الشخصية في أفريقيا.
 
* المستثمرون في مصر يتمتعون بعائدات مرتفعة، إلى جانب الدعم المقدم من قطاع مالي قوي والنظرة الإيجابية للنمو الاقتصادي، فضلا عن دعمهم من قبل قيادة قوية ملتزمة بالإصلاح والتحول الاقتصادي... كيف ترى واقع الاقتصاد المصري خلال العامين المقبلين؟
- لدينا فرص استثمارية خرافية في مصر، ولكن نحتاج إلى فريق عمل اقتصادي يجعلنا ننطلق كالصين وكباقي الدول الصناعية الكبرى، فمصر قامت خلال السنوات الماضية بإنشاء بنية تحتية هائلة من الطرق والكباري والمدن الجديدة ومشروعات قومية كبيرة بجانب مشروعات الغاز والاكتفاء الذاتي لمصر ومشروعات الكهرباء ولكن ينقصنا إلى فريق يسوق لتلك الفرص ويوفر البيئة المناسبة له، فالاقتصاد المصري واعد، وبه فرص استثمارية كبيرة أمام المستثمرين العرب والأجانب، بجانب المستثمرين المصريين بعد الاستقرار السياسي والاقتصادي لمصر، فالإصلاحات الاقتصادية الأخيرة سيكون لها مردود إيجابي على الاقتصاد المصري، وأدت إلى ثقة المستثمرين الأجانب في السوق المصرية والاتجاه إليه خلال الفترة المقبلة، فالثقة في السوق المصرية ما دفع الشركة لضخ استثمارات كبيرة خلال هذه الفترة الحالية، فضلا عن دعم توجهات الدولة المصرية نحو التحول الرقمي والشمول المالي.
 
* من وجهة نظرك كيف نتعامل مع مشكلة سد النهضة من الناحية الاقتصادية؟
- أعتقد أن مشكلة سد النهضة سيتم حلها حتى وإن طالت سواء بالقوة السياسية أو الاقتصادية فهي مشكلة حياة أو موت بالنسبة لمصر من كافة النواحي السياسية والاستثمارية وحتى الاقتصادية وأنا متفائل وأعتقد أنها ستحل قريبا.

font change