الحوثيون يتذرّعون بـ «كورونا» لإيقاف نزيف خسائرهم أمام التحالف الشرعي

الفيروس يهدد حياة المعتقلين السياسيين في سجون الميليشيا

جندي يمني موالٍ للحوثيين يمسك برشاش في شاحنة صغيرة خلال دورية في العاصمة صنعاء (غيتي)

الحوثيون يتذرّعون بـ «كورونا» لإيقاف نزيف خسائرهم أمام التحالف الشرعي

* متخصصون: ميليشيات الحوثي تلجأ دائماً للمجتمع الدولي لإنقاذ خسائرها أمام الجيش الوطني والتحالف

القاهرة: مع كل أزمة ومع كل خسائر يتكبدونها يخرج علينا قيادات الميليشيات الحوثية ليناشدوا المجتمع الدولي لإجراء هدنة مع التحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث ناشد مؤخرًا القيادي الحوثي، وعضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، التابع لميليشيات الحوثي، محمد علي الحوثي، مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب التي تخوضها الحكومة الشرعية بدعم من السعودية ضدّ جماعة الحوثي المتمردة لاستعادة الشرعية، في الوقت الذي تواصل فيه تلك الميليشيات عملياتها ضدّ المدنيين ومحاولات استهداف تمركزات الجيش الوطني اليمني.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه تحالف دعم الشرعية في اليمن، المشكل من السعودية والإمارات، وقف إطلاق النار بشكل شامل في اليمن، لمدة أسبوعين قابلة للتمديد، اعتبارا من يوم الخميس 9 أبريل (نيسان).
وأوضحت قيادة القوات المشتركة للتحالف، أن الهدف من وقف إطلاق النار هو تهيئة الظروف لتنفيذ دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، حيث قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، في بيان له إن الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، «والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني».
ويحاول كل فترة ميليشيات الحوثي استغلال الأزمات لإجراء هدنة لتعويض خسائرها وآخرها محاولة استغلال تفشي وباء كورونا حول العالم لطلب إيقاف الحرب في الوقت الذي تتكبد فيه جماعته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في جبهتَي صرواح وقانية.
ويرى متخصصون أنّ جماعة الحوثي تلجأ دائمًا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة لإنقاذها من هزائمها أمام الجيش الوطني والحكومة الشرعية حيث جاء هذا الأمر في الوقت الدي أعد فيه معهد الشرق الأوسط الأميركي تقريرا حول انتشار وباء كورونا، الذي لم يتم توثيقه بعد في اليمن، موضحا خلال التقرير أنّه بمثابة هدية للحوثيين، الذين يبحثون دائمًا عن فرص لإعادة ترتيب أوراقهم وخططهم الاعتدائية ضد التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمعاونة الحكومة الشرعية في اليمن.
وأشار المعهد في التقرير الذي أعده المعهد إلى حوار كان قد أجراه وترجمه موقع «يمن شباب نت» مع وزير الصحة في حكومة ميليشيا الحوثي (غير المعترف بها) طه المتوكل، والذي قال فيه إنهم سيحملون المسؤولية كاملة للأمم المتحدة والتحالف العربي بقيادة المملكة إذا ما ظهرت أي إصابة في البلاد، وهو ما يعد جزءًا من نمط حوثي لاستغلال أي أزمة تؤثر على اليمن لمهاجمة التحالف بقيادة المملكة وصرف الانتباه عن انتهاكات الميليشيات الحوثية.
وأوضح المعهد في تقريره إلى أن الحوثيين قللوا من شأن آثار فيروس كورونا بين حلفائهم في حين بالغوا في ذكر عواقبه في كلّ مكان آخر حيث ذكر التقرير أنّ المعارك الأخيرة في جبهتي صرواح وقانية كبدت ميليشيا الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما تمكن الجيش الوطني من السيطرة على مواقع جديدة وكسر الميليشيا خلال الأيام الأخيرة.
 

مدنيون في محطة وقود مدمرة استولى عليها مقاتلو الحوثي في محافظة الجوف باليمن (غيتي)
 



وبعد كل خسائر تتكبدها ميليشيا الحوثي يطلبون بعدها هدنه من أجل ترتيب أوراقهم، ولكن الحوثيين كعادتهم ينقضون وعودهم التي قطعوها بوقف الهجمات والعمليات العسكرية لمنح الفرصة لمواجهة وباء كورونا الذي ينتشر بنسق متصاعد في الدول المجاورة.
يذكر أن التحالف بقيادة السعودية اعترض خلال الأيام الماضية ودمر طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون صوب مدينتي أبها وخميس مشيط ما يشير إلى إصرار المتمردين على انتهاك كل الاتفاقيات المتعلقة بالهدنة.
وزعم متحدث عسكري باسم ميليشيا الحوثيين في اليمن قبل أيام أن مسلحي الميليشيات أطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف في جازان ونجران وعسير قرب الحدود اليمنية.
وخلال الفترة الماضية، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوة إلى «وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم بهدف حماية من «يواجهون خطر التعرض لخسائر مدمرة بسبب كوفيد-19».
وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف وميليشيا الحوثي إنهم يؤيدون الدعوة بعد أسابيع من المعارك المحتدمة في أعقاب فترة من الهدوء، قبل أن يدعو ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث الأطراف المتحاربة لاجتماع عاجل للاتفاق على هدنة لتأتي بعدها الحكومة المعترف بها لتدين العملية التي نفّذها المتمردون والتي وقعت في مرحلة من التصعيد العسكري في شمال اليمن.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الأرباني قد كتب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نستنكر وندين بشدة الاستهداف الإرهابي الفاشل الذي نفذه مرتزقة إيران والذي يؤكد استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية للميليشيا الحوثية وإصرارها العمل كأداة إيرانية تخريبية».
ويأتي تصعيد الحوثيين خدمة للمصالح الإيرانية التي لا تهدأ حتى في ظل تداعيات الوباء الذي يكتسح جميع الدول ويهدد اليمن الذي لم يسجل أي إصابة بالفيروس إلى حد اللحظة وفق تقرير منظمة الصحة العالمية.
ونشر مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، تقريرا يكشف فيه عن أن سجون ميليشيا الحوثي في صنعاء «عرضة لخطر فيروس كورونا وتهدد حياة المعتقلين السياسيين فيها».
وأعربت المنظمة الاستشارية لدى الأمم المتحدة في ملف اليمن بتقريرها، عن قلقها البالغ إزاء المخاطر المحتملة لتفشي فيروس «كورونا» بين السجناء والمحتجزين السياسيين في اليمن.
ودعا الفريق الحقوقي بالمنظمة، جميع أطراف النزاع إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين والسجناء السياسيين المعتقلين في مرافق الاحتجاز السياسية والأمنية والعسكرية الرسمية والسرية، لمنع وتخفيف انتشار الفيروس: «بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي»، بحسب التقرير.
وحذر الفريق الحقوقي لدى المنظمة، من أن الوضع الهش للسجناء والمحتجزين يجعلهم عرضة لخطر كبير في حال تفشي الفيروس، بسبب «ظروف الاعتقال المروعة».
وشدد على أن النزاع المستمر في اليمن أثر بشكل بالغ على توافر الخدمات الطبية، وجعل النظام الصحي على «شفا الانهيار».
وحتى اللحظة، لم يعلن عن تسجيل أي إصابة في اليمن بالفيروس، ومن المعروف أن البنية التحتية والمرافق الصحية في اليمن قد تعرضت لانهيار غير مسبوق بسبب الحرب مما يشكل خطرا حقيقيا على اليمنيين في حال انتشار الوباء.

font change