إيرينا بوكوفا .. أول امرأة تتولى منصب المدير العام لليونسكو

إيرينا بوكوفا .. أول امرأة تتولى منصب المدير العام لليونسكو

[caption id="attachment_55245410" align="aligncenter" width="623"]المدير العام لليونسكو إيرينا بوكوفا المدير العام لليونسكو إيرينا بوكوفا [/caption]


أقيمت ندوة "التنوع الثقافي من أجل التنمية المستدامة والحوار بين الحضارات" يوم الأثنين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية الذي تحتفل به اليونسكو يوم 21 مايو (أيار) من كل عام.
وعُقد اجتماع الندوة بحضور السيد على عبد الخالق القرني، المدير العام لمكتب التربية لدول الخليج العربي،و الدكتورة سميرة الموسى، المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى اليونسكو، ورئيسة مجموعة بلدان الخليج العربية في اليونسكو وعدد كبير من السفراء والمندوبين المعتمدين لدى اليونسكو، ونخبة من الاعلاميين ، فضلاً عن جمهور غفير.



[blockquote]قالت المدير العام لليونسكو ايرينا بوكوفا في كلمتها الافتتاحية "ان اليونيسكو اهتمت بالمحافظة على التنوع الثقافي في العالم منذ "إعلان اليونيسكو" عام 2001 ،مؤكدة انعكاس هذا الاهتمام على التزام البلدان الخليجية والعربية بالعمل مع المنظمة الدولية لتحقيق اهدافها المرجوه".
[/blockquote]


وفي هذه المناسبة، ذكّر السيد على عبد الخالق القرني بمسؤولية اليونسكو في ما يتعلق بإنشاء تاريخ العالم ورصد اتجاهات المجتمعات في سعيها إلى تحقيق مزيد من الحوار والتلاحم الاجتماعي والتنمية.
وأكدت الدكتورة سميرة الموسى المبادئ التي تؤمن بها بلادها وهي المبادئ المستندة إلى التعايش المتآلف الذي يوفر إطاراً لموجات الهجرة منذ العصور القديمة. كما أنها شددت على المُثل الراسخة لليونسكو التي لا غنى عنها والمتمثلة في "تحقيق الإنصاف لجميع الشعوب والحضارات" على اعتبار أنها المصدر الذي يوفر الثقة في البلدان والمجتمعات في ما يخص بناء التعاون والسلام على الصعيد العالمي.
وقد انصب التركيز في المناقشات بالندوة على التجارب الناجحة لشبكات الشباب في سلطنة عُمان وفي ما بين بلدان الخليج العربية في ما يخص التواصل مع حركات الشباب عبر شتى القارات، وذلك من أجل تعزيز معارفهم المتعلقة بتنوع الثقافات وأساليب الحياة. وإضافة إلى ذلك، أبرز المشاركون في هذه الندوة أوجه التقدم الكبير التي شهدتها بلدان الخليج العربية في ما يخص المساهمة في الحوار بين الحضارات، كما ذكّروا بمساهمة مبادرات اليونسكو، مثل منح جائزة اليونسكوـ الشارقة للثقافة العربية والاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وهي من المبادرات التي تعمل على زيادة التوعية وتعزيز المعرفة بالثقافات العربية.



أهدف الـيونسكو




ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أو ما يعرف اختصاراً بالـيونسكو (UNESCO)، هي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست عام 1945،وهدف المنظمة الرئيسي هو المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.
وتتبع اليونسكو 191 دولة يوجد مقرها الرئيسي في باريس، ولليونسكو أيضاً أكثر من 50 مكتباً وعدة معاهد تدريسية حول العالم، للمنظمة خمسة برامج أساسية هي التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والإعلام. تدعم اليونسكو العديد من المشاريع كمحو الأمية والتدريب التقني وبرامج تأهيل وتدريب المعلمين، وبرامج العلوم العالمية، والمشاريع الثقافية والتاريخية، واتفاقيات التعاون العالمي للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الإنسان.
وفي كل سنة تحاول المنظمة النهوض بحرية التعبير وحرية الإعلام باعتبار أنهما من مبادئ حقوق الإنسان الأساسية عن طريق اليوم العالمي لحرية الإعلام في الثالث من مايو من كل سنة، يقام هذا الحدث للاحتفال والتركيز على أهمية حرية الإعلام كمبدأ أساسي لأي مجتمع سليم حر ديمقراطي.



إيرينا بوكوفا.. سيرة ومسيرة




وتتولى البلغاريّة إيرينا بوكوفا منصب المدير العام لليونسكو منذ 15 نوفمبر( تشرين الثاني)2009، بعد فوزها في الانتخابات التي أجريت عام 2009، حيث حصلت على 31 صوتاً متقدمةً بذلك على المرشح العربي المصري فاروق حسني بفارق 3 أصوات،وهي أول امرأة تُنتخب لتولي رئاسة هذه المنظمة.

إيرينا بوكوفا، من مواليد 12 يوليو 1952 (تموز) في صوفيا –بلغاريا- ، وكانت من الطلبة المحظوظين أثناء الحقبة الاشتراكية حيث كان والدها رئيس تحرير صحيفة الحزب الشيوعي، وبعد إنهائها الدراسة الثانوية التحقت وتخرجت من معهد العلاقات الدولية في موسكو ومن جامعة ميريلاند (واشنطن) ومن كلية "جون كندي "للدراسات الحكومية "جامعة هارفرد" والتحقت منذ عام 1977 بوزارة الشؤون الخارجية حيث كُلفت بقضايا حقوق الإنسان. ثم عُيّنت مسؤولة عن الشؤون السياسية والقانونية في البعثة الدائمة لبلغاريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وكانت من بين أعضاء الوفد البلغاري الذي شارك في مؤتمرات الأمم المتحدة المعنية بالمرأة وتحقيق المساواة المنعقدة في كوبنهاغن (1980) ونيروبي (1985) وبيجين (1995). وانتخبت نائبة للحزب الاشتراكي في البرلمان البلغاري (1990-1991 و2001-2005) حيث شاركت في صياغة الدستور البلغاري الجديد الذي ساهم إلى حد كبير في انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي. وأنشأت أول حلقة تدارس للجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوروبا بشأن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وتتقن إيرينا بوكوفا عدة لغات (البلغارية والروسية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية)، وقد شغلت مناصب وزيرة الشؤون الخارجية ومنسقة رئيسية للعلاقات بين بلغاريا والاتحاد الأوروبي (1995-1997)، ثم سفيرة لبلغاريا (2005-2009) في فرنسا وموناكو واليونسكو. وقامت خلال مسيرتها المهنية بتمثيل بلغاريا في الأمم المتحدة. وبذلت بوكوفا، بحكم مهامها كوزيرة دولة للتكامل الأوروبي ووزيرة الشؤون الخارجية، جهوداً حثيثة لتحقيق التكامل الأوروبي. وواظبت على العمل كعضو فعال في العديد من شبكات الخبراء الدوليين وكناشطة في المجتمع المدني ولا سيما كرئيسة وعضو مؤسس "لمنتدى السياسات الأوروبية"، من أجل التغلب على الانشقاقات في أوروبا وتعزيز القيم القائمة على الحوار وكرامة الإنسان وحقوقه.
font change