العدد الجديد من «المجلة» حاليا في الاسواق[/caption]
لقد أصبحت «داعش» مفاجأة الألفية الجديدة بلا منازع، بأسلوبها المختلف ومنهجها المثير في العمل، فالتنظيمات الأصولية المسلحة والجماعات التي تؤمن بالتغيير العنيف والتي نشأت في نهايات القرن الماضي اصطبغت بطبيعة العمل السري الذي تتقنه الجماعات المسلحة، وتنأى بنفسها عن أي ظهور إعلامي أو حضور اجتماعي، كما أن شروط الانتساب عادة ما تتطلب فحصا فكريا وأمنيا، وعادة ما يجري الانخراط في العمل السري عبر تكنيك «الشبكات» والمعارف أكثر من الانتساب المباشر أو من خلال الإنترنت كما تفعل «داعش» الجديدة، وما أحدثته من تحولات هائلة يعيشها «وحش» الإرهاب اليوم.
في هذا العدد من «المجلة» يكتب الباحث في "الجماعات الاصولية" يوسف الديني ملفا موسعا حول قصة تنظيم «داعش» (من مهد المخابرات.. إلى لحد تقويض الدولة)، حيث تتبع الكاتب جذور التنظيم، ومراحل تشكله وتحوله، وعلاقته بتنظيم القاعدة، والنهج الجديد الذي بثه في التنظيمات الجهادية المسلحة، والذي انتهى أخيرا إلى أن يصعد أبو بكر البغدادي على منبر جامع الموصل طالبا البيعة من عموم المسلمين باعتباره خليفة لهم.
وفي قضية أخرى يكتب الصحافي المصري بشير عبد الفتاح حول الانتخابات الرئاسية التركية، وصراع الهوية بين الجذور العثمانية والشخصية الحداثية لتركيا، فبإعلان محمد علي شاهين، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، رسميا في اجتماع عقد بالعاصمة أنقرة، مطلع شهر يوليو (تموز)، ترشيح زعيمه رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع إجراؤها يومي 10 و24 أغسطس (آب) المقبل بالاقتراع السري العام المباشر للمرة الأولى، واعتماد لجنة الانتخابات التركية في 11 يوليو لترشح إردوغان، وأكمل الدين إحسان أوغلي، مرشح المعارضة اليسارية والقومية، وصلاح ديمرطاش، مرشح حزب السلام والديمقراطية الكردي، تكون خارطة السباق الرئاسي التركي المرتقب قد تحددت ملامحها، ويحلل الكاتب في مقاله فرص وحظوظ المرشحين المتسابقين على رئاسة دولة باتت تحتل قوة متصاعدة في ملفات الشرق والغرب.
ومن رفح وسيناء مصر، يكتب الباحث في الشؤون العربية الاسرائيلية سعيد عكاشة عن صراع البرغماتية الفلسطينية بين خالد مشغل ومحمد دحلان، فمشاهد الدمار ورائحة الموت التي تفوح من غزة منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحركة حماس لم تمنع فرسي الرهان في الحلبة الفلسطينية عن مواصلة الصراع بينهما حول من سيكون الرقم الأهم في معادلة الداخل الفلسطيني في السنوات المقبلة. محمد دحلان بعد فترة من الكمون عاد بقوة ليدلي بتصريحات حول الأوضاع الفلسطينية عامة، وحول عدوه اللدود أبو مازن وحركة حماس، محملا كليهما مسؤولية ما جرى للفلسطينيين. أما فرس الرهان الآخر خالد مشعل الذي ربما يأمل بإنهاء وجود فتح ومنافسه محمد دحلان أكثر من تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، فقد استغل الحرب الأخيرة في غزة ليؤكد أنه العنوان الصائب الذي يجب أن تتجه إليه الآمال الفلسطينية عبر الإصرار على المقاومة والادعاء بحتمية انتصارها على كل دعاة التسوية السلمية مع إسرائيل.
وفي موضوع آخر يتناول الصحافي الكويتي زيد العنزي أحوال المعارضة الكويتية، متتبعا الدعم القادم من قطر لها، وطبيعة التغلغل الإخواني داخلها الذي يريد أن يجرها لأهداف «الربيع العربي» في المنطقة.
إضافة إلى العديد من الملفات والتقارير التي تتناول الأحداث الدولية والإقليمية الراهنة، وعدد من الترجمات لأهم المقالات في الصحف الغربية، والكتب الصادرة حديثا.
ندعوك عزيزي القارئ لقراءة هذه الموضوعات وغيرها الكثير على موقعنا majalla.com ونرحب دائما بآرائك، وتعليقاتك.
