إعادة فتح سفارة الرياض لدى العراق محل اهتمام أمني وحكومي

إعادة فتح سفارة الرياض لدى العراق محل اهتمام أمني وحكومي

[caption id="attachment_55252845" align="aligncenter" width="620"]الناطق بأسم الداخلية العراقية العميد سعد معن الناطق بأسم الداخلية العراقية العميد سعد معن [/caption]

قال العميد سعد معن إن الوفد العراقي ركز مناقشاته مع مسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى على ملف محاربة «داعش» والمجاميع الإرهابية، وتوحيد الرؤى بين البلدين الحليفين. وأكد معن، الذي يشغل أيضا منصب الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد، في حواره، أن عملية تحرير الموصل والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش بدأت جزئيا، وأن «ساعة الصفر» لعملية تطهير كامل العراق من التنظيم الإرهابي باتت «قريبة».
وبشأن الاستعدادات الأمنية لإعادة تشغيل السفارة السعودية لدى العراق بعد غياب ربع قرن، قال المتحدث باسم الداخلية إن إعادة فتح السفارة هي بالتأكيد محل اهتمام أمني وحكومي، وستزيد من التعاون في مكافحة الإرهاب وضبط المنافذ الحدودية بين الدولتين، وأنه «من دون أدنى شك سوف تكون سفارة الرياض وبعثتها الدبلوماسية في مأمن مائة في المائة».

وتحدث العميد ركن سعد معن كذلك عن حالة النائب السابق أحمد العلواني في محبسه، ورد على الادعاءات التي وجهها المتهم المحكوم عليه بالإعدام وأنصاره وعشيرته في الأنبار للقضاء والأمن العراقي، وسجل ثقته في أحكام القضاء، مؤكدا أن القضية مكتملة الأركان لا لبس فيها.
وجهات النظر هذه وغيرها نقرأها في نص الحوار التالي:

• ما سبب زيارتك إلى لندن الآن.. وهل لها علاقة بقضية التحالف الدولي ضد الإرهاب؟

- زيارتي إلى العاصمة البريطانية تندرج ضمن عملي كناطق رسمي لوزارة الداخلية العراقية، وباسم قيادة عمليات بغداد. وهذه الزيارة جاءت بناء عل‍ى دعوة بريطانية لفريق من المختصين بوزارة الداخلية ورئاسة الوزراء لدفع التعاون في مجال الاتصالات العامة، وتبادل الخبرات والآراء حول دور القوات الأمنية في إعطاء المساحات الحقيقية لوسائل الإعلام المختلفة.

والتقى الوفد العراقي أيضا في لندن بمسؤولين أمنيين بريطانيين رفيعي المستوى، وركز مناقشاته معهم على ملف محاربة «داعش» والمجاميع الإرهابية، وتوحيد الرؤى بين البلدين الحليفين، وكانت هناك إفادة كبيرة من خلال استماعهم إلى التجربة العراقية في هذا المجال، وأخذنا الخبرات الموجودة في بريطانيا.
وتأتي تلكم اللقاءات في إطار الجهود والتوصيات التي انبثقت عن مؤتمر التحالف الدولي للاتصال الذي انطلق في أكتوبر الماضي من الشقيقة الكويت، وشاركت فيه وفود من دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ولبنان ومصر وتركيا والعراق وفرنسا وبريطانيا وأميركا. وهدف المؤتمر إلى توحيد الجهود الدولية المشتركة لوضع رؤية إيجابية تناقض آيديولوجية تنظيم داعش القائمة على الكراهية والعنف، وتطوير الخطط الأمنية للقضاء على آلية التنظيمات الإرهابية الإعلامية.

• بعد إعلان السعودية إعادة فتح سفارتها لدى العراق وتسلم المملكة المقر الخاص بالسفارة في المجمع الدبلوماسي بالمنطقة الخضراء، إضافة إلى مقر آخر يتعلق بسكن الموظفين.. ما هي الاستعدادات الأمنية لإعادة تشغيل السفارة بعد غياب ربع قرن؟ وهل إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين ستزيد من التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب وضبط المنافذ الحدودية بين الدولتين؟

- عملية إعادة فتح السفارة السعودية لدى العراق هي بالتأكيد محل اهتمام أمني وحكومي. ومن دون أدنى شك سوف تكون سفارة الرياض في مأمن مائة في المائة مثل بقية السفارات الأجنبية على أرض العراق الذي أصبح اليوم مركزا لتوحيد الجهود الدولية والتحالف ضد الإرهاب. لذلك هذا الانفتاح مع السعودية مهم لأمن المنطقة وسوف يكون لها مردود إيجابي ليس لصالح البلدين الشقيقين والمنطقة فحسب بل للعالم أجمع.


[caption id="attachment_55252846" align="alignleft" width="295"]العميد سعد معن يتصفح مجلة «المجلة» العميد سعد معن يتصفح مجلة «المجلة»[/caption]


• يعسكر حاليا عدة آلاف من ضباط وأفراد الشرطة بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها «داعش» شمال العراق استعدادا لتحريرها.. ما هو حجم القوات، ومتى باعتقادك ستبدأ معركة التحرير الحقيقية للمناطق المحتلة في الموصل وصلاح الدين؟

- عدد القوات الآن يصل إلى نحو 7000 شرطي يمثلون كل الأطياف في العراق، وعملية تحرير الموصل بدأت جزئيا، لكن هناك بالتأكيد ساعة صفر «قريبة» لعملية التطهير الشاملة. وتم بالفعل تحرير سنجار من «داعش»، وقمنا باستئناف العمل في مراكز أمنية في منطقة «تل الشعير» التابعة لشرطة القيارة جنوب الموصل ومراكز الشرطة في الشمال التابعة لقطاع سنجار غرب الموصل.
أما في ما يخص محافظة صلاح الدين فتم تطهير الضلوعية والقرى المحيطة بها وسامراء، وكل هذه المناطق حتى بيجي بيد القوات الأمنية العراقية. ولكن ما زالت تكريت ومناطق أخرى محدودة تقع تحت سيطرة الإرهابيين.

• إذن ما هو حجم الاستفادة من ضربات قوات التحالف ضد أهداف «داعش» بالموصل وصلاح الدين، وهل ستعجل تلك الضربات بـ«ساعة الصفر» التي تتحدث عنها؟

- بالتأكيد هناك أكثر من عامل يشير إلى اقتراب «ساعة الصفر»، من بينها الضربات الجوية المستمرة سواء من التحالف الدولي أو من قبل القوات الجوية للطيران العراقي، وهذه الضربات أصابت أهدافا مميتة لهم، وكثير من القيادات الإرهابية في الموصل تم قتلهم. والآن أصبح لدى تنظيم داعش تخوف كبير جدا من تجمعهم وأثناء تنقلهم، وتراجع في حجم الاشتباك. واستمرار عمليات القصف من شأنه إضعاف البنية التحتية للتنظيم الإرهابي، وبالتأكيد الأيام المقبلة ستشهد التحرير الشامل.

• استمرار تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين هل يشير من وجهة نظرك إلى وجود تعاون بين «البعث» و«داعش»؟

- حقيقة هناك مؤشرات على وجود «البعث» ضمن هذه المنظومة الإرهابية بلا شك. والمبدأ الذي يستند إليه هؤلاء هو أن «عدو عدوي صديقي»، رغم أن هناك ابتعادا في الآيديولوجية والأفكار بين الطرفين، لكن الالتقاء في العداوة يمكن أن يؤدي إلى التعاون.

• لا تمانع قيادة عمليات بغداد والداخلية العراقية في قبول تسليح الميليشيات الشيعية الموجهة من مرجعيات ومشاركة القوات الأمنية في مكافحة إرهاب داعش، في الوقت الذي ترفض فيه تسليح عشائر الأنبار.. أرجو توضيح ذلك؟

- حقيقة، تعاملنا مع الحشد الشعبي هو ليس تعاملا ميليشياويا، فنحن نلبي نداء مرجعيات دينية، والعناصر المسلحة تأتي إلينا فرادى، وهي تعمل تحت إمرة القوات الأمنية العراقية.. وقسم من الحشد الشعبي من السنة والأكراد والمسيحيين الموجودين في تلكم المناطق، وليس ذلك محصورا بطائفة معينة، بل هو حشد عراقي وطني.
أما موضوع التسليح فهو تحت أنظار القوات الأمنية العراقية، وبالتأكيد هذا الموضوع مؤقت لإزالة حالة الاحتلال، ومن ثم ستتم إعادة النظر في كل هذه الأمور. ورفض التسليح يأتي في بعض الأحيان خوفا من أن تستخدم هذه الأسلحة في أغراض أخرى، أو أن تستولي عليها المجاميع الإرهابية وتستخدمها لصالحها.

• أكدت عائلة أحمد العلواني لـ«الشرق الأوسط» تعرض النائب السابق في البرلمان العراقي والمحكوم بالإعدام، للتعذيب الجسدي والنفسي في محبسه وفقدانه أكثر من نصف وزنه. وشكك أنصاره في استخدام حامية النائب المناهض لسياسة رئيس الوزراء العراقي السابق العنف ضد القوات الأمنية التي اعتقلته نهاية عام 2013 في عملية أودت بحياة خمسة من حراسه وشقيقه. وأبلغ محامي المعارض السياسي العلواني المتهم بالقتل العمد لجنديين بأن موكله بريء من التهم المنسوبة إليه، معتبرا ما جرى ضده هو عملية كيدية وسياسية بامتياز. إذن، صف لنا حالة النائب السابق العلواني.. وما ردكم على الادعاءات التي وجهها المتهم وأنصاره وعشيرته في الأنبار للأمن والقضاء؟

- أود بداية أن أسجل ثقتي الكاملة في القضاء العراقي العادل الشفاف مائة في المائة، وبصفتي متحدثا باسم جهة تنفيذية تحترم أحكام القضاء أؤكد لكم أن ما حدث للنائب العراقي السابق أحمد العلواني هو «جريمة مشهورة» واضحة مكتملة الأركان لا تحتاج لتأويل. والقانون العراقي صريح، فأثناء عملية إلقاء القبض على الجاني فوجئت القوة الأمنية بفتح نيران كثيفة من مختلف الأسلحة من قبل أحمد العلواني ومن معه وحماياتهم الشخصية، مما أدى إلى استشهاد وجرح أفراد من القوة المكلفة بالواجب. وبالتالي هذه القضية لا يمكن أن يكون فيها لبس، ناهيك عن الأمور والاهتمامات الأخرى التي أدت إلى قرار إلقاء القبض عليه.
وفي ما يخص معاملته بمحبسه فأدعوك لزيارة السجون وأماكن الحجز في العراق، لترى أن عملية تطبيق توصيات حقوق الإنسان الدولية الإقليمية موجودة بصورة كبيرة جدا. وفي اعتقادي إن كان هناك تدهور في الحالة الصحية للعلواني فهو ناتج عن حالته النفسية والمعنوية بعد إلقاء القبض عليه، أو ربما لشعوره بالندم على ما اقترفه في حق نفسه والوطن وعلى كثير من الأمور التي قام بها في السابق.


[blockquote]ولد العميد شرطة سعد معن إبراهيم الموسوي عام 1972 لأم سنية وأب شيعي، ووالده كان محاميا وقتل على يد مجاميع إرهابية عام 2008.وعمل الناطق الرسمي لوزارة الداخلية والمتحدث باسم قيادة عمليات بغداد ضابطا للمرور والشرطة المحلية. ويحمل درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، ودبلوم علوم الأمن، وبكالوريوس في الإعلام، وماجستير من جامعة بغداد حول «المراقبة الإعلامية والتحول الديمقراطي في العراق». وحصل على الدكتوراه من جامعة بغداد. لديه مؤلفات وبحوث في الإعلام الأمني وحقوق الإنسان، وبصدد إصدار دراسة عن غسل الجماعات المتطرفة للأدمغة ودفعها للعمليات الانتحارية.[/blockquote]
font change