«لماذا استغرق الإعلان الخليجي والعربي بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية كل هذا الوقت؟ ولماذا الآن؟».
هذا التساؤل ليس تساؤل تطرحه «المجلة» فحسب، لكنه منطلق ومحور هذا العدد.. هو سؤال طرحته الباحثة تالي هلفونت مديرة برنامج الشرق الأوسط بـ«معهد أبحاث السياسة الخارجية» بواشنطن.. إن محاولة التعاطي مع هذا التساؤل من قبل هلفونت وطرح القضية برمتها في هذا العدد هو بيت القصيد السياسي في الشرق الأوسط اليوم، بعد أن أعلنت السعودية قطع مساعداتها عن لبنان الدولة، وإن أبقت عليها لصالح لبنان الشعب.
الغريب في أمر ملف العلاقات اللبنانية الخليجية، هو إمساك الخيط من آخره دون محاولة التعرف على بداياته، وهنا تكمن أهمية التساؤل الذي تقاربه تالي هلفونت وهنا أيضا يكمن السبب الذي يقف وراء هذا الملف عن «حزب الله» أو «دمية إيران» الأثيرة التي تستطيع من خلاله التدخل في كل دول المنطقة تدخلات تتنافى مع الأعراف الدولية وقبلها مع حقوق الأخوة والجوار.
في هذا الملف (سقوط دمية إيران) تحاول «المجلة» تلمس الجذور الأولى للحكاية منذ تصنيف «حزب الله» كمنظمة ارهابية في الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. يحاول ملف هذا العدد أيضا أن يتتبع التشكلات السياسية الأولى، وبدايات تأسيس الحزب الإيراني وأهدافه المعلنة والمستترة في منطقة الخليج العربي. وأخيرا مواقفه المناهضة للسعودية ودول الخليج على المنابر العربية والإقليمية والدولية.
تضمن ملف العدد كذلك مشاركات لعدد من الباحثين والمراقبين، منهم الكاتب السعودي يوسف الديني، الذي رصد صورتين متناقضتين لـ«حزب الله» لم يمض عليهما عقد واحد، يختزلان قصة انهيار ميليشيا نصر الله في الواقع العربي، حيث كانت عواصم عربية من القاهرة وحتى الرباط مليئة بالحشود في المظاهرات العامة التي يرفع أصحابها بمناسبة وبغير مناسبة أعلام «حزب الله»، في إشارة إلى دعم (المقاومة)، لا سيما في 2006 حين بلغت صورة الحزب المقاوم ذروتها حتى تعاطف معها عدد غفير من رموز الإسلام السياسي السني، لينقلب الأمر لاحقًا مع الأزمة السورية إلى صدمة عنيفة جدًا جعلت أسهم الحزب تنحدر بشكل مدوٍ إلى الحد الذي رأينا فيه مظاهرات في قاهرة المعز يقوم المشاركون فيها بدهس صور زعيم الحزب وشاراته.
إضافة إلى ذلك، تقدم «المجلة» مجموعة من المقالات والملفات والتحقيقات والتقارير السياسية والاقتصادية، كما تعرض معالجات متميزة لأبرز وأهم الأحداث والقضايا الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية.
في هذا العدد، ندعوك عزيزي القارئ لمتابعة هذه الموضوعات وغيرها الكثير على موقعنا «majalla.com»، كما نرحب دائمًا بآرائك وتعليقاتك، أو الاتصال بنا إذا رغبت في التواصل معنا.
