سامنثا رافيش: «رؤية 2030 » ستمهّد طريقًا للوعي في إيران

سامنثا رافيش: «رؤية 2030 » ستمهّد طريقًا للوعي في إيران

[caption id="attachment_55257049" align="aligncenter" width="1280"]سامنثا رافيش سامنثا رافيش[/caption]

تحدثت لـ«المجلة» عن انطباعاتها بشأن زيارتها الأخيرة إلى المملكة ومقابلتها مع الأمير محمد بن سلمان



•السعودية دولة ساحرة..وفرصة عظيمة أمام واشنطن للتوسع في تعاونها مع الرياض
•مقتل جندي بحرية أميركي يفتح حوارًا جديدًا بشأن أهمية اليمن
•وزير دفاع ترمب ورئيس الاستخبارات يحظيان بشعبية داخل جهازيهما


واشنطن: مصطفى الدسوقي

شغلت سامنثا رافيش منصب نائبة مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس ديك تشيني، وعملت في البيت الأبيض أكثر من خمس سنوات في منصب ممثل نائب الرئيس للشؤون الآسيوية والشرق أوسطية، بالإضافة لمكافحة الإرهاب ومنع الانتشار النووي. وشاركت في رئاسة اللجنة الوطنية المكلفة من الكونغرس بمراجعة أبحاث وبرامج التنمية في مجتمع الاستخبارات الأميركي، ولا تزال صاحبة رأي بارز في شؤون الأمن العالمي والإنترنت ومستقبل الاستخبارات.
في لقاء مع «المجلة»، تحدثت رافيش عن انطباعاتها عن زيارتها الأخيرة إلى السعودية ومقابلتها مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد. وتحدثت عن رأيها في «رؤية 2030» للمملكة والدول ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية، والدور الذي يمكن أن يؤديه الأميركيون لدعمها. كما تناولت محدودية الخطاب الأميركي العام بشأن الشرق الأوسط، واستعرضت السياسات الصادرة عن إدارة ترمب، وغير ذلك من القضايا الراهنة.
وإلى نص الحوار...

* ما رأيك في «رؤية 2030» بعد أن اجتمعتِ مع واضعيها في الرياض؟


- سافرت إلى السعودية في نهاية شهر أغسطس (آب) ضمن وفد رفيع المستوى من الحزبين. ومع أني قرأت «رؤية 2030» وفهمت إطار العمل، فإني لم أستوعب الأهمية الحقيقية والطبيعة الرائدة لهذه الجهود فعليًا إلا بعد أن أمضيت ساعات في لقاء مع ولي ولي العهد، ووزير الخارجية، ووزراء آخرين معنيين.
الوثيقة ذاتها وثيقة سياسات، وتحتوي، مثل أي وثيقة سياسات، على إشارات عظيمة وكلمات منمقة - ولكن على أرض الواقع وبعد مقابلة هؤلاء الأشخاص وجهًا لوجه، أثناء حديثهم بشأن أسباب تلك الرؤية والحاجة إليها، تتأكد بالفعل ضرورة إجراء تلك التغييرات الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، وذلك لضمان مستقبل السعودية والاستقرار الشامل للمنطقة.

انتهيت للتو من مشروع يبحث في الخرائط والحدود المتغيرة للشرق الأوسط، لذلك درست الخصائص السكانية للمملكة. وأعرف نوع التحديات التي تواجهها المملكة من جهة السكان والاقتصاد والحاجة إلى منح فرصة للجيل القادم. في كل ذلك لا تتحسن الاتجاهات إلا إذا تم تغييرها بوعي. يكمن التفكير في كيفية تغيير دولة – وثقافتها- في صميم «رؤية 2030». إنها مهمة هائلة، ولكن وقتها قد حان. والسعودية الآن في مفترق طرق، فإما أن تشق طريقها نحو جذب أبناء الجيل القادم حتى يرغبوا في البقاء في البلاد وصناعة حياتهم وتكوين عائلات والإضافة إلى البلاد، اقتصاديًا واجتماعيًا أيضًا، وجعل السعودية حرفيًا دولة يتطلع إليها آخرون في المنطقة، وإما أن تزيد التحديات القائمة بالفعل بين القطاعات المختلفة والطبقات الاجتماعية للسكان وتعوق الدولة ونخبتها الحاكمة. لذلك فهي (الرؤية) محاولة عظيمة يجب أن يقف خلفها القيادة والشعب من أجل إنجاحها. والسؤال الآن هو: ماهي الخطوات التي ستتخذها الحكومة السعودية لتنفيذ «الرؤية»؟

من وجهة نظري كباحثة تتابع شؤون السعودية وبعلم كامل بأني أجنبية، فإن أحد أكبر التحديات أمام «2030» وجود تيار بين السعوديين لا يرغب في التغيير. يرون أن الأمور جيدة كما هي، جيدة دون انفتاح أكبر للاقتصاد أو للمجتمع. لذا أعتقد أن جزءًا من مفتاح النجاح هو أن يجد قطاع أكبر من السكان مستقبلهم في «رؤية 2030» وأن يكونوا راغبين في تقديم آرائهم ودعمهم لها، مما يجعل من يقفون ضد الرؤية يظهرون كأشخاص يريدون عرقلة طريق السعودية ومنعها من الوصول إلى المستقبل الذي تستحقه.

إذا استطاعت السعودية النجاح في تحقيق «رؤية 2030»، من الصعب تصور وجود خصم أقوى منها أمام النموذج الإيراني. ليس هذا فقط، فسوف تكون أيضًا عاملا قويًا لفتح عيون الشعب الإيراني. هل يمكن أن تتصور الأحاديث التي سوف تدور في جميع أنحاء إيران إذا استطاعت السعودية إحراز عدد من «الأهداف» من «قائمة أهداف الرؤية»، في مجالات الفرص والتعليم والانفتاح والحداثة والتحرير الاقتصادي وجميع تلك الأمور. سوف يقول كثيرون في المجتمع الإيراني: « استطاعت السعودية تحقيق ما لم نستطيع تحقيقه بسبب قيادتنا» يجب أن تصل أنباء كل نجاح حقيقي يستطيع السعوديون إحرازه لتعزيز «رؤية 2030» إلى داخل إيران.

* أمضيتم عدة ساعات في اجتماع مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد.. فما انطباعك عن اللقاء ؟


- كانت أول مرة أقابل فيها ولي ولي العهد في أغسطس (آب) الماضي. لم أكن أعرف أو أتوقع سوى ما قرأته في الإعلام، وانطباعات الآخرين. ذكَّرَني ولي ولي العهد كثيرًا بعدد من القادة الشباب الديناميكيين من دول شابة اجتمعت بهم من قبل، وذلك مثير للاهتمام وفيه بعض المفارقة، نظرًا لأن السعودية ذاتها دولة شابة نسبيًا ولكنها أيضًا منطقة قديمة راسخة. التزامه الواضح هو أن «رؤية 2030» يجب أن تكون طريقًا للمستقبل إذا أُريد لبلاده النجاح والبقاء دولة ديناميكية عاملة في هذه المنطقة غير المستقرة. كان واضحًا أن ولي ولي العهد ملتزم بقوة بإحراز النجاح. الأمر الثاني اللافت كان معرفته الواسعة بمجموعة كبيرة من القضايا الجيوسياسية. استمر الاجتماع لمدة ساعتين، وتطرق إلى التحديات والفرص الداخلية في السعودية؛ من التوزيع السكاني إلى التحديات الاقتصادية إلى التحديات المجتمعية. كان يملك معرفة بالحقائق والأرقام والإحصائيات. ولكنه تحدث أيضًا لفترة طويلة عن السياسة الخارجية. تحدثنا طويلا بشأن إيران والتهديدات، وبشأن مناطق جديدة محتملة للشراكة مع دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط. وتحدثنا طويلا أيضًا عما يرى أن روسيا تسعى إليه في المنطقة، وعن الصين وقاعدتها الجديدة في جيبوتي. لم يكن شخصًا ماهرًا في أمر واحد فقط، ليقتصر في حديثه مع الأميركيين على قضية واحدة. إنه قائد يعرف جيدًا أن السعودية تعني بالفعل أكثر من كونها دولة خليجية. وهو يفهم ويستطيع أن يوصّل أهميتها إلى المنطقة وما وراءها. ظهر ذلك جليًا عندما تحدث عن سياسة القوى العظمى والقضايا العالمية الشائعة مثل الانتشار النووي والإرهاب.

[caption id="attachment_55257051" align="aligncenter" width="1000"]خادم الحرمين مستقبلاً وفد الكونجرس أغسطس الماضي. خادم الحرمين مستقبلاً وفد الكونجرس أغسطس الماضي.[/caption]

* السعودية وحلفاؤها العرب يعانون ويلات الصراع المحتدم في اليمن، فكيف يراه الأميركيون؟


- بالنسبة لليمن، لا يعرف معظم الأميركيين شيئًا عن تلك الدولة، أو تاريخها أو الحوثيين والتدخل الإيراني. عندما يفكر معظم الأميركيين بشأن الشرق الأوسط، يتعلق الأمر بالعراق أو إسرائيل أو إيران، والآن سوريا. ولكن فيما يتعلق باليمن، بالفعل يعتقد أغلب الأميركيين أنها مشكلة شخص آخر ويجب أن تظل مشكلة شخص آخر. وأعتقد أن تلك العقلية، شئنا أم أبينا، هي السائدة في الوقت الحالي. تم انتخاب الرئيس ترمب على أساس أن أميركا لن تتدخل في مزيد من الصراعات المعقدة التي لا نفهمها ولا نملك مسارًا واضحًا لحلها، ويجب أن تكون من نصيب شخص آخر. يظل من غير المعلوم إذا كانت تلك العقلية ستكتسب وعيًا أو تشهد تطورًا. ولكن من المؤكد أن مقتل جندي البحرية الأميركية في اليمن أثار النقاش. وأصبحت عناوين الصفحات الأولى فجأة تحمل اسم اليمن. وأنا متأكدة من أن كثيرًا من الصحف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، من أوهايو إلى لويزيانا إلى أوريغون، كان عليها نشر خريطة توضح موقع اليمن. وسوف يثير قلق كثير من الناس أن أول مرة يسمعون فيها عن اليمن كانت في خبر عن مقتل جندي البحرية الأميركية.

الشعب الأميركي سئم، وكذلك الإدارة التي انتخبها لتوه، من التعقيدات الموجودة في الشرق الأوسط. واليوم مثال نموذجي على ذلك. فهو يعاني من الفوضى والعنف وتتغير فيه باستمرار التحالفات الداخلية وليس لديه مسار واضح نحو مستقبل أكثر سلامًا. ودور أميركا غير محدد بوضوح. من السهل على الأميركيين أن يعرفوا أن السعودية تواجه قوة خارجية تثير الأوضاع ضدها في بلد مجاور لها. سيكون أكثر منطقية لدى الأميركيين أن أي دولة لن ترغب في وجود مجموعة مسلحة قوية يدعمها الإيرانيون على حدودها، والتي قد تستخدم الأرض كقاعدة انطلاق لعملياتها التوسعية في المنطقة. ولكن مرة أخرى ربط ذلك الأمر بمصالح أميركية حيوية ليس واضحًا لدى كثير من الناس وسوف يتطلب الأمر مساعدة من واضعي السياسات الأميركيين لتوعية ناخبيهم بشأن منطقة أخرى تثير المشاكل في الشرق الأوسط. وهكذا لا بد وأن يتم بذل جهد تثقيفي كبير لتوضيح سبب أهمية ذلك للمصالح الأميركية، ويجب أن تدعم ذلك حقائق صلبة وأن يتم توضيح مدى أهمية الاستقرار في اليمن من أجل استقرار المنطقة والسعودية، وأن ذلك ضروري لأجل مصالح أميركا في المنطقة. وحتى بعد ذلك، لن يكون مضمونًا في النهاية أن تؤدي تلك العملية إلى إقرار مزيد من الأشخاص في الإدارة بأن يقولوا: «لقد فهمنا، نحتاج إلى تدخل أميركي أكبر في اليمن».
يعرف وزير الخارجية الجديد ريكس تيلرسون اليمن على نحو جيد. وكانت لديه حقيبة أوراق خاصة باليمن في شركة إكسون. ولا أعرف موقفه بشأن اليمن وأهميته للمنطقة والولايات المتحدة من جهة الاستقرار الإقليمي، ولكني أفترض أن لديه رأيًا مهمًا في كيفية نظر الحكومة الأميركية لهذه القضية.

* أجريتم مؤخرًا بعض الأبحاث عن مستقبل الحدود القومية في الشرق الأوسط. أرجو أن تعطينا فكرة عن بعض النقاط الأساسية..
- كانت الطبيعة العامة للأبحاث تصور كيف ستبدو الحدود إذا تمكن أطراف معينون في المنطقة من إعادة ترسيم «سايكس بيكو». إذا استطعت تصور أهداف ورغبات هذه الأطراف سواء من الدول أو من غير الدول، يمكن أن تصل إلى فكرة أفضل عن نقاط الأمل المستقبلية المحتملة، بالإضافة إلى المناطق التي تحتاج إلى حماية أفضل. على سبيل المثال، إذا أعطيت إيران خريطة خالية للمنطقة، فكيف سترسم حدودها؟ ماذا ستقول عن أسباب تلك الحدود التي تمت توسعتها؟ ماذا سوف يفعل تنظيم داعش إذا تمكن من ذلك؟ تصورنا أن إيران إذا تمكنت من رسم حدودها سوف ترسم إمبراطورية فارسية كاملة. وسوف تقول: «إنها ملكنا من الناحية التاريخية. نحن قوة توسعية. وأوضحنا في وثائقنا التأسيسية في عام 1979 أننا قوة ثورية وأننا نعتزم استعادة أراضينا المفقودة». كذلك درسنا كيف يتم استخدام الوكلاء الإيرانيين لتنفيذ هذه الخطة. من الواضح أن الحوثيين، على سبيل المثال، جزء من تلك الشبكة. في المقابل من وجهة نظرنا، لم تكن السعودية مطلقًا قوة توسعية. وهي تختلف كثيرًا جدًا عن إيران في هذا الصدد. ولكننا فكرنا فيما قد تحتاج المملكة إليه لحماية حدودها عندما توجد دول معادية أخرى تريد التعدي عليها. هناك سبب منطقي للدفاع الاستراتيجي: من أجل حماية حدودك تحتاج إلى تأمين المناطق الخارجية المحيطة بموقعك الحالي، ولكن هذا يختلف تمامًا عن سلوك القوى التوسعية.

* يبدو أن هناك تقلبات سياسية كبيرة في الولايات المتحدة في ظل وجود معارضة قوية للرئيس ترمب يبديها قطاع كبير من الشعب. فما هو التأثير المرجح أن يتسبب فيه الاستقطاب الداخلي على حساب تنفيذ سياسة خارجية أميركية متماسكة؟


- فيما يتعلق بقدرة الإدارة الجديدة على تنفيذ أجندتها السياسية الخارجية في ظل انقسام الناخبين الأميركيين، أعتقد أن أغلب مشاعر الغضب بين من يعارضون ترمب تركز على قضايا أميركية داخلية. على سبيل المثال، سوف تشغل معركة المحكمة العليا جزءًا كبيرًا من «مساحة العراك». وبعيدًا عن المحكمة العليا توجد إصلاحات مصرفية ومالية، ومشروع الرعاية الصحية (أوباما كير)، والقوانين الخاصة بالبيئة والهجرة، وما إلى ذلك. وبالتالي سوف تتراجع قضايا السياسات الخارجية الأكثر تعقيدًا لتحتل المقاعد الخلفية، إلا إذا وقع عائق كبير. وإجابة على سؤالك لا أعتقد أن الاستقطاب الداخلي سوف يقيد يدي ترمب عن ارتباطاته الخارجية بدرجة كبيرة. وأعتقد أنه سيكون قويًا فيما يتعلق بقناعاته عما يرغب في فعله وسوف ينجح فيه. كما أنه يحظى في هذا الشأن بمديري أجهزة جدد موهوبين وواثقين ويحظون بشعبية.

يحظى وزير الدفاع ماتيس بتقارير تحفل بالإطراء في وزارة الدفاع، ويتحمس الجيش للتعرف على ما يريد فعله في قضايا معينة مهمة بالنسبة لهم. أما عناصر وكالة «سي آي إيه» فإنهم يشعرون بالراحة بعد اختيار مديرهم المعين حديثا مايك بومبيو. وبدوره، تتجه كل المؤشرات إليه في تعيين إدارته العليا لتضم كوادر من المتخصصين المحنكين الذين سيسعد بهم بقية العاملين. وبعد عدة أعوام من إضعاف معنويات العاملين في الوكالة، أصبحوا متحمسين للقيادة الجديدة. في وزارة الأمن الداخلي، يعد الجنرال جون كيلي «نجمًا ذا شعبية». وهذه الوزارة تستند كثيرًا إلى القضايا العالمية، لذلك فإن وجود شخص في خبرة ومكانة كيلي سيقدم إضافة كبيرة. وأعتقد أن وزير الخارجية الذي تم اعتماد تعيينه مؤخرًا سيكون مهمًا للغاية لتحسين عمل وزارة الخارجية. فهو رجل قاد شركة إكسون التي تفوق وزارة الخارجية حجمًا وميزانية. ويعلم تعقيدات العالم وكيفية إبرام اتفاقيات. فلنفكر بالأمر: لقد خاض من قبل مفاوضات بشأن كل شيء بدءًا من حقوق الحفر إلى الطرق التجارية إلى التمويل الدولي. وقد تعامل مع مسائل متعلقة بالجغرافيا السياسية وأصبح يعرفها جيدًا. وقد تقدم الرجل أيضًا إلى موقع الصدارة في الشرق الأوسط عندما قامت إيران بالقرصنة على شركة أرامكو السعودية. يتفهم تيلرسون الحرب الاقتصادية التي تتم عبر الفضاء الإلكتروني، والمقصود بها الاستخدام العدواني لتكنولوجيا الإنترنت لمهاجمة اقتصاد دولة ما من أجل إضعافها عسكريًا. وأعتقد أن وزير الخارجية وغيره من مديري الأجهزة الأخرى وحتى البيت الأبيض يشعرون بقلق بالغ بشأن الحرب الاقتصادية عبر الإنترنت، ويسعون إلى إقامة شراكات جديدة للمساعدة على إيقاف هذا التهديد والقضاء عليه.

* عودة سريعة إلى «رؤية 2030»، تدعو الخطة ضمنيًا إلى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة بعيدًا عن المجال الحكومي. فما الفرص التي ترونها لتدشين صور جديدة من التعاون بين البلدين؟


- أولا، يجب أن يدرك المزيد من الأشخاص في الولايات المتحدة أن بلادهم سوف تستفيد من النجاح في تنفيذ «رؤية 2030»؛ إذ نحتاج إلى أن تكون السعودية دولة مستقرة تحرز تقدمًا مستمرًا على مدار القرن الحادي والعشرين، لأنها إذا كانت دولة راكدة تبدو رجعية – وهي الصورة المحتمل أن تظهر إذا فشلت «رؤية 2030» – فستكون ضعيفة وهشة، وهذا ليس في صالح الولايات المتحدة. يجب أن تدرس الولايات المتحدة مسألة تقديم المساعدة إلى السعودية لتنفيذ «رؤية 2030»، وذلك لخبرتها في عدة مجالات. نعم هناك إمكانيات اقتصادية سوف تؤدي دورًا مهمًا في «أرامكو». ولكن كذلك فيما يتعلق بمساعدة المملكة على إنشاء اقتصاد أكثر فاعلية وكفاءة يستطيع أن يُمول رواد الأعمال لإقامة الشركات الناشئة، نحن نملك بعضًا من أفضل الخبرات في هذا المجال. يعد هذا النوع من ثقافة الشركات الناشئة وسيلة لإشعال حماس الجيل الشاب بشأن المستقبل. إذا كانت لديك فكرة جيدة، فهذا هو السبيل للحصول على تمويل لها، لتحويل فكرتك إلى واقع وإلى مشروع ناجح. إنها فرصة عظيمة أمام الولايات المتحدة للتوسع في تعاونها مع الحكومة السعودية، وأيضًا أمام مواطنيها.
السعودية دولة ساحرة للغاية. ولا يعرف شيئًا عنها سوى عدد محدود جدًا من الشعب الأميركي؛ إذ لا يعرفون كيف تبدو، وما تاريخها وجغرافيتها وشعبها. من الغريب نقص هذه المعرفة العميقة والشخصية في أميركا تجاه السعودية، رغم عمق العلاقات بين حكومتي البلدين. ولكني أعتقد أنه من الضروري أن يجد السعوديون طريقة لتعزيز التعاون الشعبي مع الأميركيين، وخاصة في الوقت الراهن، حيث وجد عدد كبير من الأميركيين، الذين لم يدلوا بأصواتهم من قبل، من يعبر عنهم، وتم تمكينهم مؤخرًا.
font change