السجادة الحمراء فوق هضبة الظهران

السجادة الحمراء فوق هضبة الظهران

[caption id="attachment_55258046" align="aligncenter" width="2003"]بعض صناع الأفلام على السجادة الحمراء بعض صناع الأفلام على السجادة الحمراء[/caption]

اختتام مهرجان أفلام السعودية وتوزيع الجوائز
•مهرجان السينما السعودية الرابع يجمع صناع الأفلام



الظهران: ميرزا الخويلدي

بكل المواصفات، أصبح للسعوديين مهرجان للسينما، يكشف عن صناعة ناضجة للفن السابع، وقاعدة عريضة من الجمهور، وبنية تحتية راسخة من صناع الأفلام؛ تمثيلاً، وتصويراً، وإنتاجاً.
على هضبة الظهران في المنطقة الشرقية، وبجوار أول بئر نفطية رفد العالم بالطاقة، وفي خيمة «إثراء» التابعة لمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، إحدى مبادرات «أرامكو السعودية»، وبدعم من وزارة الثقافة والإعلام، اختتمت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان أفلام السعودية مساء السبت الأول من أبريل (نيسان)، بعد خمسة أيام من الفعاليات.
التجربة السينمائية السعودية
فرشت السجادة الحمراء بطول مائة متر، ومشى فوقها نحو ألفين من صناع الأفلام، تلاحقهم عدسات المصورين، وتشعل «فلاشات» التصوير مساء الاحتفال، من حيث الشكل كان حفل الافتتاح باذخاً وثرياً ولا يقل عن أي مهرجان إقليمي أو حتى عربي للأفلام السينمائية، أما من حيث المضمون، فقد أظهر المهرجان أن التجربة السينمائية السعودية تنضج كل يوم، وهي تمتلك رؤية فنية وذائقة جمالية وحسّا عاليا بالإنسان، ولديها معنى فلسفي. تنضج بأدواتها الفنية، كما تنضج بالوعي العميق الذي يمتلكه روادها. لم تعد مجرد أعمال ترفيهية، على أهمية الترفيه وصناعة السعادة، ولم تعد مجرد تعبيرٍ عن همومٍ مجتمعية، وليست مجرد مشاريع أكاديمية لاختبار القدرة على تحريك الكاميرا وصناعة المحتوى.
مدير المهرجان الشاعر أحمد الملا، أطلق على هذه الدورة وصف «في لمح البصر»، مشيراً إلى توالي الجهد الشبابي السعودي من قبل صناع الأفلام على مدى عام كامل هو الفاصل بين الدورة الثالثة والدورة الأخيرة، قال الملا: «المهرجان لم يتوقف منذ اختتام دورته الثالثة العام الفائت، فقد استمر العمل على أهداف المهرجان التي يأتي ضمنها التسويق للأفلام السعودية في المحافل الدولية».



صناعة راسخة




رفعت الدورة مستوى الحسّ والإنتاج السينمائي المحلي إلى مستوى مُتقدم، حيث شهدت المشاركات المسجلة هذا العام ازديادا ملحوظا، من 112 فيلما و72 سيناريو العام الفائت إلى أكثر من 136 فيلما و116 سيناريو هذا العام، علماً بأن جميع هذه المشاركات أنتجت خلال 2016، وتم قبول 58 فيلماً و89 سيناريو، ويقول أحمد الملا عن ذلك: «نعم تم رفع معايير القبول كما وعدنا صنّاع الأفلام في ختام المهرجان العام الماضي، ثقة منا بأنهم يطلبون الأجود والأجمل، وابتكرنا جوائز مُغايرة ذهبت إلى مُختلف عناصر الفلم، وانتخبنا لجنة استشارية من بينهم كتقليد كل دورة وشكلنا لجان تحكيمية نتمنى لها التوفيق».
يذكر أن عدد الأفلام المشاركة في الدورة الأولى (2008) بلغ 58 فيلماً. وفي الدورة الثانية (فبراير/شباط 2015) 66 فيلما، و34 سيناريو، وحصلت ثلاثة أعمال لشابات سعوديات على الجوائز، وفي الدورة الثالثة (2016)، تم تسجيل 112 فيلماً و75 سيناريو.


[caption id="attachment_55258034" align="alignright" width="278"]السجادة الحمراء السجادة الحمراء[/caption]

المشرف على هذا المهرجان سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، تحدث عن وصول التجربة السينمائية السعودية إلى مستوى متقدم من النضج الفني، مشيراً إلى أن المهرجان تمكن في دورته الرابعة انتقاء الأعمال التي تدخل في مسابقته، ورفع معايير القبول، مما يساهم في رفع مستوى المنافسة بين الأعمال. مشيراً إلى أن عدد صناع الأفلام (مخرجين وممثلين وكتاباً وفنيين) وصل إلى 2040 ممن سجلوا في المهرجان، وأن الأفلام التي تم ترشيحها للعرض أو للمنافسة على جوائز المهرجان بلغت 59 فيلماً، 38 منها في تعرض لأول مرة، كما بلغ عدد صفحات النصوص الـ89 المرشحة للمنافسة في مسابقة السيناريو 2067 صفحة، 77 منها سيناريو قصير و12 سيناريو طويلا.
يذكر أن صناعة الأفلام السعودية بدأت بمجموعة من الشباب المتحمس الذين أصرَّوا على تقديم موهبتهم رغم التحديات والعوائق، وأهمها عدم وجود دور سينما في السعودية، أو شركات إنتاج مختصة في هذا المجال، فابتدأوا بإنتاج أفلام قصيرة بإمكانات متواضعة وقاموا بعرضها على مواقع الإنترنت بصورة مجانية، كانت تلك الأفلام مدفوعة بحماسة الشباب الذي يحاول أن يروي قصته الخاصة، ويشارك العالم همومه وأفكاره وما وصل إليه من تأملات وتطلعات لوطنه وللإنسانية جمعاء.



جماهير الفنّ السابع




شهد المهرجان إقبالاً ملحوظاً على شُباك التذاكر التي سرعان ما نفذت بعد عرضها بساعات، وقد شكّل الحدث ما أطلق عليه بعض الزوّار عرساً سينمائياً يزف نجومه على السجادة الحمراء التي استقبلت صنّاع الأفلام المشاركين في المهرجان وضيوفه في خيمة إثراء بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، مشيدين الزوار بحفل الافتتاح أعربوا عن سعادتهم بتنظيمه الذي ظهر بحلة تليق بمنظمه وشركائه: الشريك الرسمي مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، والشريك التنظيمي وكالة نون فن، والشريك الأكاديمي جامعة عفّت، و«نقوش شرقية»، وسونكس استوديوز، والناقل الرسمي للمهرجان شركة السعودية الخليجية للطيران.


سوق الإنتاج




[caption id="attachment_55258036" align="aligncenter" width="2048"]لشاعر أحمد الملا مدير مهرجان أفلام السعودية لشاعر أحمد الملا مدير مهرجان أفلام السعودية[/caption]

حفل الافتتاح شهد حضوراً جماهيرياً يفوق الوصف، حيث نفدت تذاكر الدخول، ونصبت شاشات عملاقة في الساحة المفتوحة تمكن المئات الذين لم تستوعبهم الخيمة العملاقة التي احتضنت المهرجان من متابعة حفل وفيلم الافتتاح.
وعلى ضفاف المهرجان أقيمت فعالية «سوق الإنتاج» التي أسس لها المهرجان في دورته الثالثة العام الماضي، ورأت النور في هذا المهرجان، وهي مبادرات قامت بها شركات ومؤسسات الإنتاج الفني في المملكة، عمدت من خلالها لاستقبال زوار المهرجان وصناع الأفلام، للقيام بعرض الأعمال الفنية والتسويق لها.
مدير المهرجان أحمد الملا صرّح بأن «مظلة سوق الإنتاج جمعتنا مع أصحاب الهم المشترك من المؤسسات التي خصصت جزءا من أعمالها للخدمة المجتمعية».


شراكة مع إثراء




أقيمت الدورة الأولى لمهرجان الأفلام السعودية في عام 2008، وقبيل إطلاق الدورة الثانية في فبراير 2015، بعامين وتحديداً في عام 2013 قامت جمعية الثقافة والفنون بالدمام الجهة المنظمة للمهرجان، بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بمبادرة شجاعة غرست أول شتلة في بستان صناعة الأفلام السعودية، وذلك بإعادة إطلاق «مهرجان الأفلام السعودية» بحلة جديدة ومستوى متقدم من الأداء والإنتاج، ومثّل المهرجان ملتقى سنويا يتطلع إليه كل المهتمين بالفنّ السابع، ويوفر مساحة للتنافس بين المبدعين، بالإضافة إلى الاطلاع على ما يقدمه الآخرون من أعمال، إذ كان المبدعون في السابق يعملون بمنأى عن بعضهم البعض ولا يلتقون إلا في مهرجانات خارج المملكة، كما قدّم مهرجان الأفلام السعودية ورشاً ودورات في مجال الكتابة والإنتاج والإخراج، وكوّن بيئة لتبادل الأفكار بين المبدعين في صناعة الأفلام.
وسجلت التجارب السينمائية السعودية حضورها في مهرجان «أيام الأفلام السعودية» الذي أقيم العام الماضي في عاصمة السينما العالمية «هوليوود»، واحتضنته استوديوهات «باراماونت» الشهيرة في مدينة لوس أنجليس الأميركية، في الثالث والرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، وتم خلال هذا المهرجان عرض عدد من الأفلام السعودية التي لاقت استحسان الحضور.


[blockquote]

شخصية المهرجان: سعد خضر




كرّم مهرجان أفلام السعودية في دورته الرابعة الممثل السعودي الفنان سعد خضر، تقديراً لإسهامه الكبير والسابق في تطوير صناعة المحتوى المرئي والمسموع في المملكة العربية والسعودية، واستعرض المهرجان فيلماً وثائقياً يروي مقتطفات من حياة سعد خضر، وتم تسليمه النخلة الذهبية، التي قدّمت له باسم صنّاع الأفلام وكتاب السيناريو المشاركين، كما دشّن المهرجان كتاب «عازف الكمان، بطل الكونغ فو، سعد خضر الفنان الرائد»، الذي يحكي سيرته بالإضافة إلى شهادات الفنانين والمثقفين عنه.

[caption id="attachment_55258030" align="alignleft" width="200"]الممثل السعودي سعد خضر الشخصية المكرمة في المهرجان الممثل السعودي سعد خضر الشخصية المكرمة في المهرجان[/caption]

وتم الإشادة بأسبقية سعد خضر في العمل في مجال الإنتاج، وفي تكريمه في حفل الافتتاح جرى التأكيد بأن «سعد من أوائل المنتجين السعوديين، وقد شرع في عمله الإنتاجي في الزمن الذي لم تكن فكرة الإنتاج ومهامه قد تبلورت فيه بعد في السعودية».
ولد سعد خضر في 3 يوليو (تموز) 1946، وعمل عازفاً في فرقة الجيش السعودي، وفي الإذاعة والتلفزيون بدأ عمله الإعلامي، وهو أول من قدم فيلما سينمائيا سعوديا عام 1980 بعنوان: «موعد مع المجهول»، قدّم أكثر من 34 مسلسلا درامياً منذ عام 1970 حتى العام 2009 حيث قدم مسلسل «هوامير الصحراء»، وأشهر أدواره تمثيل شخصية كافور الإخشيدي في مسلسل «أبو الطيب المتنبي» 2002، كما قدم عدداً من الأفلام السينمائية جمعته بنخبة من نجوم الشاشة الكبيرة أمثال جميل راتب وفاروق الفيشاوي والمخرج نيازي مصطفى وغيرهم.[/blockquote]


حفل توزيع الجوائز أقيم في خيمة إثراء بالظهران
«مبنى 20» و«300 كم» يحصدان 6 جوائز



أقيم حفل توزيع الجوائز في اختتام فعاليات مهرجان أفلام السعودية بخيمة إثراء في مدينة الظهران، وجاء حفل الختام بعد خمسة أيام من فعاليات المهرجان التي شملت إطلاق كتابين: «سعد خضر.. الرائد المتعدد» عن سيرة الشخصية المكرمة في المهرجان وكتاب «ساموراي السينما اليابانية.. أكيرا كوروساوا» للناقدة السينمائية هناء العمير، وعرض 58 فيلماً، والورش التدريبية التي قدّمت 1700 ساعة تدريبية، بالإضافة إلى فعالية سوق الإنتاج وعروض أفلام طلاب المدارس.

في كلمته، قال سلطان البازعي المشرف العام على المهرجان إن التنسيقات وصلت إلى مرحلة متقدمة بخصوص عرض مجموعة من الأفلام السعودية في عدة عواصم عالمية، بدءاً بباريس وواشنطن في الصيف المقبل، بدعم من وزارة الخارجية وسفارات المملكة في دول العالم. وأضاف: «وجّه وزير الثقافة والإعلام بأن تقوم جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالتعاون مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بعرض مجموعة من أفلامها في المراكز الثقافية التابعة للوزارة وفي فروع الجمعية في جميع مناطق المملكة خلال هذا العام. ويسرني أن أعلن أن المهرجان سيتحوّل إلى مؤسسة باسم أفلام السعودية وستكون مؤسسة استثمارية لصندوق الفنون السعودي تعمل على تطوير الفيلم السعودي والتدريب والتوزيع والإنتاج على أسس اقتصادية».
وقد اختتم الحفل بإعلان لجان التحكيم لجوائز المسابقة، تقدمتهم لجنة تحكيم مسابقة السيناريو غير المنفذ: الدكتور محمد البشيّر (رئيساً)، وحسن حداد، ومنال العويبيل. ثم لجنة تحكيم مسابقة أفلام الطلبة: هند الفهاد (رئيساً)، والدكتور الفنان خالد أمين، وفاطمة مشربك؛ ولجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية: عوض الهمزاني (رئيساً) وحسام الحلوة ونجوم الغانم؛ ولجنة تحكيم الأفلام الروائية: أحمد ماطر (رئيساً) وعبد المجيد الكناني ومحمد راشد بوعلي.


[caption id="attachment_55258044" align="alignleft" width="673"]لوحة انجلوفيك لمسيرة السينما السعودية (خاصة بالمجلة) لوحة انجلوفيك لمسيرة السينما السعودية (خاصة بالمجلة)[/caption]


جوائز المهرجان:




جائزة أفضل ملصق: فيلم «المغادرون» لعبد العزيز الشلاحي
جائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية: فيلم «أنسنة المدن» لفيصل العتيبي
جوائز مسابقة السيناريو غير المنفذ:
تنويه بالتميز لسيناريو «عندما تحتضر الحور» لعلي الدواء
تنويه بالتميز سيناريو «ولد سدرة» لضياء يوسف
جائزة أفضل سيناريو أول: سيناريو «لسان آدم» لحسن الحجيلي
جائزة أفضل سيناريو ثانٍ: سيناريو «لون الروح» لفهد الإسطاء
جائزة أفضل سيناريو ثالث: سيناريو «سالم العبد» لعلي ربيع



جوائز مسابقة أفلام الطلبة:




جائزة أفضل تحرير: فيلم «صرصور» لفهد الجودي
جائزة أفضل فيلم وثائقي: فيلم «باص» لنور الأمير ونورة المولد
جائزة أفضل ممثل: خالد الصقر عن فيلم «300 كم»
جائزة أفضل إخراج: فيلم «300 كم» لمحمد الهليل
الجائزة الكبرى: فيلم «300 كم» لمحمد الهليل

جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية:




جائزة أفضل تصوير: فيلم «مبنى 20» لعبد العزيز الفريح
جائزة أفضل تحرير: فيلم «جليد» لعبد الرحمن صندقجي
جائزة أفضل إخراج: «مبنى 20» لعبد العزيز الفريح
جائزة لجنة التحكيم: فيلم «جليد» لعبد الرحمن صندقجي
الجائزة الكبرى: فيلم «مبنى 20» لعبد العزيز الفريح

جوائز مسابقة الأفلام الروائية:



تنويه بمشاركات مميزة:
تنويه بالتميز لفيلم «الصندوق السحري» لرائد الشيخ
تنويه بالتميز للممثلة سارة طيبة عن فيلم «كيكة زينة»
تنويه بالتميز للمونتير تركي المحسن عن فيلم «وسطي»
جائزة أفضل سيناريو منفذ: فيلم «فضيلة أن تكون لا أحد» لبدر الحمود
جائزة أفضل ممثل: محمد القس عن فيلم «المغادرون»
جائزة أفضل تصوير: فيلم «لا أستطيع تقبيل وجهي» لعلي السمين
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: فيلم «لسان» لمحمد السلمان
الجائزة الكبرى: فيلم «المغادرون» لعبد العزيز الشلاحي

[caption id="attachment_55258037" align="alignright" width="212"]الفيلم الوثائقي #مبنى20 يشارك في المسابقة الرسمية #مهرجان_أفلام_السعودية الفيلم الوثائقي #مبنى20 يشارك في المسابقة الرسمية #مهرجان_أفلام_السعودية[/caption]

[caption id="attachment_55258038" align="aligncenter" width="2048"]حفل اختتام مهرجان أفلام السعودية وتوزيع الجوائز (المجلة) حفل اختتام مهرجان أفلام السعودية وتوزيع الجوائز (المجلة)[/caption]
[caption id="attachment_55258040" align="alignright" width="2048"]جانب من جمهور المهرجان جانب من جمهور المهرجان[/caption]



font change