رأيان أميركيان متعارضان حول إعدام زوخار

شقيقه الأكبر أقنعه بـ «الجهاد»

التفجير الذي استهدف ماراثون بوسطن السنوي عام 2013

رأيان أميركيان متعارضان حول إعدام زوخار

واشنطن: في عام 2013، خلال ماراثون بوسطن السنوي، تورط في تفجير إرهابي شقيقان مسلمان، شيشانيا الأصل، ومهاجران من دولة قيرغيزستان:

الأول: زوخار (الأصل بالعربية: جوهر) تسارنايف.

الثاني: تامرلين (الأصل بالعربية: تيمور) تسارنايف.

وضعا قنابل في طناجر ضغط محلية الصنع. وتسبب التفجير في قتل 3 أشخاص وجرح مئات.

في وقت لاحق، خلال مطاردتهما، قتل الاثنان شرطيًا. وحسب معلومات مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، اشتبكا مع الشرطة بالرصاص. وقتلت الشرطة تامرلين، بينما هرب شقيقه زوخار.

في النهاية، عثرت الشرطة على زوخار مختبئًا في قارب خلف منزل. أطلقت عليه النار، وأصابته إصابة خفيفة، واعتقلته.

 

زوخار تسارنايف

 

وفي وقت لاحق، أعلن مكتب «إف بي آي» أن الأخ الأكبر، تامرلين، تورط، قبل عامين، في جريمة ذبح ثلاثة رجال، اثنين منهم من اليهود. وكانوا كلهم متورطين في تجارة المخدرات.

أثناء الاستجواب، قال زوخار إنه خطط، مع شقيقه، لتفجير قنابل ماراثون بوسطن بسبب غضبهما من الغزو الأميركي لأفغانستان، والعراق.

خلال محاكمة زوخار، تحدث عن غضب المسلمين من الولايات المتحدة، بسبب هاتين الغزوتين، وبسبب الحرب العالمية على الإرهاب التي قادتها الولايات المتحدة.

حُكم على زوخار بالإعدام. لكن، استأنف محاموه. وقالوا إن القاضي لم يبلغ هيئة المحلفين عن تورط الشقيق الأكبر في جريمة ذبح الرجال الثلاثة. وإن زوخار صار ضحية شقيق أكبر، ومجرم. وكان لا بد أن يطيع أوامره، ويشترك في تفجير ماراثون بوسطن.

في الأسبوع الماضي، وصلت الاستئنافات والطعون المضادة إلى المحكمة العليا، والتي يتوقع أن تصدر حكمها خلال شهور قليلة.

هذان رأيان متعارضان عن هذا الموضوع:

 

في جانب، جينجر أندارس، محامية زوخار.

وفي الجانب الآخر، إريك فيجين، مساعد النائب العام في وزارة العدل.

 

 

المحامية: «الشقيق الجهادي»

حسب الدستور، لا يكون حكم الإعدام قانونيًا إلا إذا عكس حكمًا أخلاقيًا موثوقًا ومبررًا للجريمة. لكن المحكمة المركزية انتهكت هذا المبدأ الأساسي، وذلك بطريقين:

أولاً، رفضت التأكد من أن المحلفين لم يتأثروا بالأخبار والدعايات التي قد تؤثر على حكمهم بالإعدام.

ثانيًا، أهم من النقطة الأولى، استبعدت دليل أن تامرلين، شقيق زوخار الأكبر، قتل ثلاثة أشخاص كعمل جهادي...

يظل هذا الدليل هاما جدا في قضية تخفيض حكم الإعدام على زوخار.

 

جنجر اندارز

 

* خلال محاكمة زوخار، تحدث عن غضب المسلمين من الولايات المتحدة، بسبب أفغانستان والعراق، وبسبب الحرب العالمية على الإرهاب التي قادتها الولايات المتحدة

 

كل حجتنا هي أن زوخار كان أقل ذنبًا، وذلك لأن شقيقه الأكبر والعنيف جدا، تامرلين، لقنه عقيدته. ثم قاده إلى القيام بالتفجيرات. بمعنى آخر، حقيقة أن الشقيق الأكبر ألزم نفسه بالجهاد العنيف لا بد أنها زادت ضغطه على شقيقه الأصغر...

لكن، بسبب استبعاد المحكمة المركزية لهذه الأدلة، تشوهت مرحلة تحديد العقوبة. وتمكن محامو الحكومة من تقديم تقرير مضلل للغاية عن النقطة الرئيسية عن أهمية النفوذ، والقيادة، والتقاليد العائلية والثقافية.

جادل محامو الحكومة بأن الشقيق الكبير كان مجرد «متسلط». لكن، أكدت الأدلة أن هذا لم يكن صحيحا، وذلك من ناحيتين:

أولاً، قال محامو الحكومة أن الجهادي تامرلين أرسل إلى شقيقه الأصغر «بضع مقالات متطرفة»، لكن يوجد ما هو أكثر من ذلك.

ثانيًا، قال محامو الحكومة أن تامرلين لم يشارك في «الجهاد العنيف» حتى انضم إليه شقيقه الأصغر. لكن، لم يكن هذا صحيحا.

لهذا، لا يمكن أن تؤدي إجراءات النطق بالحكم إلى حكم دستوري، وموثوق به، إذا لم يُسمح للدفاع بتقديم حجته الأساسية لتخفيف الحكم، ولدحض حجج محامي الحكومة.

النقطة الأساسية هنا هي أهمية، وقانونية، توفير كل المعلومات أمام المحلفين، حتى يقدروا على استخلاص أحكامهم وفق كل المعلومات، لا وفق معلومات ناقصة...

هكذا، أعتقد أن المحكمة المركزية ارتكبت خطأ قانونيًا بقولها إن الأدلة المشار إليها تفتقر إلى أي قيمة إثباتية.

وأعتقد أن الاستنتاج الأقوى من هذه الادلة هو أن تمرلين قام بدور هام في قتل الرجال الثلاثة، وأثر ذلك على أفعاله اللاحقة، بما فيها إقناع شقيقة الأصغر بالاشتراك في تفجيرات ماراثون بوسطن.

نحن نعرف ذلك من مصدرين:

الأول، توداشيف (أحد المشاركين في قتل الرجال الثلاثة) قال ذلك.

ثانيا، زوخار نفسه، قال إن شقيقه الأكبر قال إنه اشترك في قتل الرجال الثلاثة، كجزء من «الجهاد»...

 

إريك فيجين: «زوخار إرهابي»

بعد أن شاهدت هيئة المحلفين شريط فيديو فظيعا، يظهر فيه زوخار وهو يضع قنبلة خلف مجموعة من الأطفال الأبرياء الذين كانوا يشاهدون ماراثون بوسطن، حكمت، بالإجماع، بإعدام زوخار.

ايريك فاينغن

 

هكذا، حدث ما حدث، وهو شيئ طبيعي، ومتوقع...

لكن، قررت محكمة الاستئناف أن هذا الحكم من جانب المحكمة المركزية غير قانوني.

لكن، نحن نرى الآتي:

أولا، كان ينبغي ترك هذا الحكم قائما. بدلاً من ذلك، كشفت محكمة الاستئناف عن دور ثانوي من قبل الشقيق الأكبر تامرلين، ما كان سيؤثر على حكم المحكمة المركزية.

ثانيًا، اغتصبت محكمة الاستئناف السلطة التقديرية للمحكمة المركزية من خلال إصرارها على أنه يتعين على هيئة المحلفين الاستماع إلى اتهامات، وشائعات غير موثوقة بها، ضد شقيق زوخار من قبل رجل ميت وكذاب (توداشيف، الذي شارك في قتل الرجال الثلاثة)...

نحن لن نعرف أبدًا كيف، ولماذا، قُتل ثلاثة تجار مخدرات في عام 2011.

لهذا، لا تقدر نظريات محامية زوخار على إدراج هذه الجريمة المنفصلة في موضوع مشاركة زوخار في تفجير ماراثون بوسطن، في عام 2013.

حتى إذا أشارت محكمة الاستئناف إلى خطأً واحد في مئات المعلومات عن هذه القضية، نحن نرى أن هذا خطأ غير ضار...

لقد استمعت المحكمة المركزية ذات الخبرة، مع هيئة محلفين محايدة، إلى أدلة دامغة حول أفعال زوخار، ودوافعه. وبعد ذلك، أصدرت حكماً سليماً ضد إرهابي متحمس قام عن عمد بقتل أبرياء، منهم صبي يبلغ من العمر ثماني سنوات. وذلك باسم الجهاد...

 

font change