محلل سياسي: الدعوة لمقاطعة الانتخابات تُبيّن مدى اليأس لدى قسم كبير من اللبنانيين

نبيل بو منصف

محلل سياسي: الدعوة لمقاطعة الانتخابات تُبيّن مدى اليأس لدى قسم كبير من اللبنانيين

بيروت: قبل نحو شهر ونصف من الانتخابات النيابية في لبنان، باتت تعلو الأصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات بهدف نزع شرعية حزب الله. وللاطلاع أكثر حول هذه الانتخابات أجرت «المجلة» لقاء مع الكاتب السياسي نبيل بو منصف.

 

* هل تؤيد مقاطعة الانتخابات من أجل نزع الشرعية عن حزب الله؟

- لا أوافق على هذه النظرية حرفياً، ولكن أبررها لأن هذا يدل على التمزق عند نسبة كبيرة من الشعب اللبناني الذي يرى أن الواقع لا يمكن تغييره حتّى من خلال الانتخابات، لذا فإن أصحاب هذه النظرية يُريدون أن تكون المقاطعة هي التعبير عن موقفهم.

وهذا يُبين مدى اليأس لدى قسم كبير من الشعب اللبناني، وسبق للبنان أن شهد تجربة في مقاطعة انتخابات 1992 وأنا لا أشيطنها أبداً، وإنما كانت من تموجات التجارب اللبنانية المريرة التي كان لها صدى بوجه الوصاية السورية بشكل كبير، ونزعت إلى حد كبير شرعية مجلس النواب الذي عينه السوريون.

هذه الفئة من الناس لا تُريد إعطاء شرعية لمجلس نواب مُسيطر عليه من قبل حزب الله، مع الإشارة إلى أن المشكلة تبرز في نظرية تُفيد بأن المقاطعة من شأنها ترك الساحة لحزب الله، وهذه من سلبيات المقاطعة.

 

* كيف ترسم مشهد مجلس النواب القادم؟

- هناك عدد كبير من النواب بات وصولهم شبه محسوم، وهذه من السلبيات الهائلة لقانون الانتخابات الحالي. فهذا القانون خطير جداً، فقد استفادت منه بعض المجموعات المهمشة ولكن في الحصيلة على المستوى الوطني العام فإن هذا القانون يعطي مناعة كبيرة للقوى التقليدية وكذلك يُعطي قوة للعصبية الطائفية، إذ إنه لا يأخذك لدولة مدنية حقيقية، كما أنه يحل إقطاعا مكان إقطاع آخر.

ولكن هناك نحو 40 في المائة من مقاعد مجلس النواب غير محسومة النتائج، وهذا ما نراهن عليه، بحيث يأتي بعض التغيير في المجلس النيابي الجديد، أي كتلة تكسر الثنائي الشيعي مع حلفائه بحيث لا تسمح لهم بالسيطرة على البلد لحدود خطيرة، تصل إلى ثلثي مجلس النواب، والطموح الأكبر أن تجتمع القوى المعارضة والتغييرية في جبهة، إذا لم تكن قبل الانتخابات، فبعدها من أجل تشكيل كتلة في مواجهتهم.

 

* برأيك، ما الأسباب والمعوقات التي منعت قوى المعارضة من التوحد في الانتخابات؟

- هذا الأمر محبط جداً، فالفريق الأول نجح بتوحيد نفسه أكثر من خلال عصا كبيرة تضبطه ممثلة في محور إقليمي يجمعهم، في حين أن الطرف الآخر لم يتمكن من ضبط أنفسهم دون معونة خارجية، أي إنهم لم يتمكنوا من إنتاج «14 آذار»جديدة، وهذه نقطة الخطر في المشهد الانتخابي.

 

* هل سيتمكن حزب الله من تعويض الخسارة المتوقعة لحليفه المسيحي، أي التيار الوطي الحر؟

- كلا، لن يتمكن من التعويض وإنما يمكنه الحد من خسائر التيار حيث يمتلك قواعد، ومن خلال تحالفات يحاول إقامتها، مثل تحالف التيار الوطني الحر وحركة أمل، فهذا الضغط الهائل يريد من خلاله التعويض على خسارة التيار.

كما أن حزب الله لن يتمكن من النجاح على الساحة السنية، مثلما يحاول التسويق إعلامياً، فهو يقوم بدعاية انتخابية ونفسية خطيرة. إضافة إلى ذلك، فإن قاعدة الحريري متماسكة وكبيرة ولن تتأثر بهذه الحماية الانتخابية.

 

* هل نحن أمام مؤتمر تأسيسي أو عقد اجتماعي جديد؟

 - لن يكون في لبنان مؤتمر تأسيسي بظل حزب بهذه القوة مسلح لا يقتنع بتسوية سياسية مع شركائه، فالمؤتمر التأسيسي اليوم يعني الاستسلام للقوة القاهرة الحاكمة في لبنان، ولا يمكن وضع طرف مع هذه القوة مقابل طرف لا يملكها، فقبل وضع استراتيجية دفاعية تؤدي لتسليم سلاح حزب الله لا يمكن الحديث عن مؤتمر تأسيسي.

font change

مقالات ذات صلة