الأمير هاري يتفادى تكرار مأساة والدته

الأمير هاري

الأمير هاري يتفادى تكرار مأساة والدته

منذ أن سار خلف نعش والدته الأميرة ديانا وهو في سن الـ12، أدرك الأمير هاري أنّ مكانه ليس في العائلة الملكية البريطانية، التي رأى أنها ظلمت والدته، وحوّلت حياتها إلى جحيم، واعترف أنّه اضطر للاستعانة بعلاج نفسي للخروج من صدمة رحيلها المفاجئ في صيف العام 1997.
سار كل شيء كما كانت العائلة المالكة تخطط، درس هاري وتخرج من الكلية الحربية، وخدم في أفغانستان وكان على وشك أن يخدم في العراق قبل أن تلغى المهمة في اللحظات الأخيرة خوفاً على سلامته.
ظلّ مجرد ظلّ لوالديه، إلى أن قادته علاقته بالممثلة الأميركية ميغان ماركل إلى اتخاذ قرارات مصيرية، حين شعرت ميغان أنها الزوجة المنبوذة من العائلة ومن الصحافة البريطانية. لم يرد هاري لزوجته وولديه مصيراً يشبه مصير والدته ومصيره وشقيقه حين كان عليهما أن يتحملا كماً من الشائعات المؤذية، تنتهي بالسير خلف نعش والدتهما.
تخلى عن ألقابه الملكية في بداية العام 2020، ورحل مع زوجته إلى الولايات المتحدة الأميركية، وكان مقرراً لهذه القصة أن تنتهي هنا، إلا أنها بدأت من هنا.
فقد أثارت ميغان الرأي العام العالمي، حين ظهرت في مقابلة مع أوبرا وينفري في العام 2021 وتحدثت عن العنصرية التي عوملت بها من قبل العائلة المالكة بسبب لون بشرتها، وعن قلق العائلة من أن يكون لون مولودها داكناً. كما كشفت ميغان عن أن العائلة المالكة رفضت تقديم مساعدة نفسيّة لها، بعدما راودتها أفكار الانتحار، وبعد بث المقابلة، تعرّض الزوجان للانتقادات الشديدة، وتوقّفت العائلة المالكة عن التواصل مع الأمير هاري تماماً.
وبعدها بأشهر قليلة، ورغم حصول المقابلة على 17 مليون مشاهدة، قامت وينفري بحذفها من قناتها على «يوتيوب» دون إبداء الأسباب.
ومع نهاية العام الجاري، وبعد أسابيع من موت الملكة إليزابيث، بدأت منصة «نتفليكس» ببث مسلسل وثائقي عن الأمير هاري وميغان كشفا خلاله الكثير من أسرار العائلة المالكة.
ومن ضمن ما كشفه هاري، قوله إنّ العائلة المالكة في بريطانيا تسرب بانتظام قصصاً عن بعضها بعضاً واصفاً ذلك بأنه «لعبة قذرة»، محملا العائلة مسؤولية ما عانته ميغان مع الصحافة.
كما كشف أن شقيقه وليام أراده أن يغادر وزوجته العائلة المالكة، وأنّ والده لم ينصفه.
الوثائقي أثار الكثير من الجدل، إلا أنّ العائلة المالكة لم تعلق عليه، رغم الدعوات إلى تجريد هاري وزوجته مما تبقى من ألقابهما الملكية.
فمن هو الأمير هاري، وكيف تمكن من التخلص من تبعات التربية الصارمة ليثور على العادات والتقاليد ويقرر أن يعيش كواحد من عامة الشعب؟

- اسمه الأمير هنري تشارلز ألبرت ديفيد المعروف باسم الأمير هاري.
- ولد في 15 سبتمبر (أيلول) 1984، وهو ثاني أبناء الملك تشارلز الثالث من زوجته الأولى الأميرة ديانا.
- يعتبر الخامس في ترتيب العرش البريطاني بعد شقيقه الأكبر الأمير ويليام وأبناء أخيه: الأمير جورج، والأميرة شارلوت، والأمير لويس.
- أرادت ديانا لهاري وشقيقه الأكبر، الأمير وليام، أن يتمتعا بمجموعة أوسع من الخبرات وفهم أفضل للحياة العادية من الأطفال الملكيين السابقين. فأخذتهما إلى أماكن كثيرة مثل عالم والت ديزني وماكدونالدز وعيادات الإيدز وملاجئ المشردين.
- بدأ هاري مرافقة والديه في زيارات رسمية في سن مبكرة؛ كانت جولته الخارجية الأولى مع والديه إلى إيطاليا عام 1985.
- انفصل والدا هاري في عام 1996. كان الانفصال مؤلماً للطفل وشقيقه، وفي العام التالي توفيت والدته في حادث سيارة في باريس.
- كان هاري وويليام يقيمان مع والدهما في بالمورال في ذلك الوقت. في جنازة والدته، رافق هاري، الذي كان عمره آنذاك 12 عامًا، والده وشقيقه، وجده وعمه، تشارلز سبنسر، إيرل سبنسر التاسع، في السير خلف الجنازة من قصر كنسينغتون إلى وستمنستر.
- أقر الأمير بعد عشرين عامًا بأنه طلب المشورة النفسية الخاصة بحالات الحزن.
- تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية التي يتخرج منها جميع ضباط القوات البرية البريطانية.
- تم إرساله في منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2007 إلى ولاية هلمند جنوبي أفغانستان تحت غطاء من السرية في مهمة تستغرق 14 أسبوعًا وذلك بعد اتفاق غير معتاد تم التوصل إليه بين وسائل الإعلام والجيش البريطاني وذلك خوفاً على سلامته.
- كان هاري يرابط برفقة زملائه بمدرسة تحفيظ قرآن سابقة، وكان من مهامه استدعاء غارات جوية وتحديد أهدافها والخروج في دوريات راجلة.
- كان سيخدم بالعراق ولكن ألغي قرار السماح له بالذهاب إلى العراق في آخر لحظة خوفًا على سلامته.
- أصبح عندها أول عضو من الأسرة المالكة البريطانية يرسل إلى منطقة قتالية منذ أكثر من ربع قرن.
- في سن الـ21، أصبح هاري مستشارًا للدولة وبدأ واجباته بهذه الصفة. في 6 يناير (كانون الثاني) 2009، منحت الملكة هاري ووليام منزلهما الملكي.
- في أبريل (نيسان) 2018، اختير هاري كواحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم من قبل مجلة «التايم».
- ارتبط هاري بتشيلسي ديفي التي تحمل الجنسية الزيمبابوية حيث يعمل والدها رئيساً لإدارة مزرعة في زيمبابوي، وقد انفصل الاثنان في عام 2009، لأن تشيلسي كانت تشعر «بالحنين إلى الوطن، ولم تحب جو لندن» وقرر الاثنان في النهاية أن يصبحا صديقين.
- قام هاري بإطلاق ألعاب انفيكتاس في عام 2014، ولا يزال راعي المؤسسة الخاصة بها.
- يقوم هاري برعاية العديد من المنظمات الأخرى، بما في ذلك منظمة هالو ترست، وماراثون لندن الخيري، ومؤسسة المشي مع الجرحى.
- في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 أعلن عن علاقته بالممثلة السابقة ميغان ماركل حيث أقاما حفل الخطوبة في نفس اليوم وأنهما ينويان الزواج في العام القادم 2018.
- أُقيمت مراسم الزفاف في 19 مايو (أيار) 2018 في كنيسة سان جورج في قصر ويندسور وقاما بدعوة 600 شخص لزفافهما.
- منحته جدته الملكة إليزابيث الثانية، قبل ساعات من حفل الزفاف، ألقاب دوق ساسكس وإيرل دمبارتون وبارون كيلكيل، وكلها من ألقاب النبلاء في المملكة المتحدة.
- في يوم 6 مايو 2019. أنجب هاري وميغان نجلهما الأول ارتشي ماونتباتن ويندسور.
- علاقة هاري بالصحافة تشوبها الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً أنه كان يحمل الصحافيين مسؤولية مقتل والدته.
- في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، أُعلن أن هاري رفع دعوى قضائية ضد صحيفة «ذا صن» و«ديلي ميرور» فيما يتعلق باختراق هاتفه المزعوم.
- في 8 يناير 2020، أعلن هاري وزوجته ميغان، أنهما يعتزمان التنازل عن دورهما كـ«عضوين رفيعي المستوى» في العائلة المالكة.
وذكر الأمير هاري وزوجته في بيان، أنهما «سيعملان ليصبحا مستقلين ماديا». وورد في بيان للزوجين أنهما سيوزعان وقتهما بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وسيواصلان القيام بواجباتهما تجاه الملكة ومسؤوليات الرعاية التي اضطلعا بها.
- في 13 يناير 2020، وافقت الملكة على رغبة هاري وميغان في حياة أكثر استقلالية، وقررت أن ينتقلا إلى العمل بدوام جزئي إلى كندا. وبحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، قالت ملكة بريطانيا «أجرت عائلتي اليوم مناقشات بناءة حول مستقبل حفيدي وأسرته».
- أجرت أوبرا وينفري مقابلة مع هاري وزوجته في برنامج تلفزيوني خاص لشبكة «سي بي إس»، بُثت بتاريخ 7 مارس (آذار) من عام 2021. أثارت المقابلة ضجة كبيرة خصوصاً عندما أعلنت ميغان عن أنها عوملت بعنصرية من قبل العائلة المالكة بسبب لون بشرتها.
- تباينت الآراء حول وثائقي «نتفليكس» بين من رأى أن الأمير الشاب يفضح أسرته إكراما لزوجته وطمعا في الشهرة والمال، وبين من رأى فيه مثالا للشاب الثائر الذي يتخلى عن الألقاب والمناصب والمال إكراماً لحبيبته.

 

font change