لا يوجد تعريف موحد لـ"الترمبية"، ودونالد ترمب نفسه ليس مفكرا بقدر ما هو رجل يحب الارتجال في اتخاذ القرارات والإجراءات، بناءً على أحكامه السريعة الفردية. ومع ذلك، فإن "الترمبية" حركة، بل إنها حركة تحولت الآن إلى حزب سياسي في الصميم. ولا تخلو هذه الحركة، الموالية بشدة لشخص ترمب، من مفكرين يهدفون إلى استغلال الفرصة التي سيمنحها لهم الرجل، في حال فوزه في نوفمبر/تشرين الثاني، لإعادة صياغة أميركا لتشبه المجتمع الذي كانته قبل خمسين عاما.
ما يريده هؤلاء هو التأكيد من جديد على مفهوم الأسرة التقليدية المكونة من زوج وزوجة وأطفال. إلى جانب هذا التصور التقليدي للعائلة، والذي يروج له المسيحيون الإنجيليون، يهدف المفكرون الترمبيون إلى تعزيز الاقتصاد الأميركي الصناعي حيث يعود التصنيع الخاص والعمليات الصناعية إلى الولايات المتحدة من الخارج، وخاصة من الصين. ويعتقدون أن هذا من شأنه أن يزيد عدد الوظائف والأجور. وفي الوقت نفسه، يعتزم ترمب والحزب الجمهوري على إبطاء الهجرة بشكل كبير، وهو ما يعكس المخاوف بين الطبقة المتوسطة الأميركية المتقلصة، ويريدون إخراج العمال المهاجرين من الاقتصاد جزئيا، إذ يعتقدون أن تخفيض نسبة هؤلاء العمال سوف يرفع أجور المواطنين الأميركيين.
وفي السياسة الخارجية، يؤكد هؤلاء الاستراتيجيون على "السلام من خلال القوة" وامتلاك قوة عسكرية واقتصادية كبيرة قادرة على ردع الأعداء المحتملين. وفي ذلك قال ريتشارد غولدبرغ، عضو مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض خلال إدارة ترمب الأخيرة، لشبكة "فوكس نيوز" في شهر يوليو/تموز الماضي، إنه لا ينبغي للمراقبين أن يخلطوا في فهمهم لخطاب دونالد ترمب الشعبوي بين هذا الخطاب والانعزالية أو عدم الرغبة في استخدام القوة، مذكرا بمصير الجنرال قاسم سليماني عندما أرادت إيران أن تختبر ترمب.
أساسيات سياسة ترمب الخارجية
في التجمعات الانتخابية، كان ترمب ومستشاروه القدامى يعتبرون الصين التهديد الأكبر للأمن القومي الأميركي. وصرح روبرت أوبراين، آخر مستشاري ترمب للأمن القومي من إدارته السابقة، في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي إس نيوز" في يونيو/حزيران، صرح بأن الأولوية القصوى للأمن القومي هي منع الصين من غزو تايوان، وهو ما أكد عليه أيضا غولدبرغ حين ذكر، في حديثه إلى شبكة "فوكس نيوز"، أن إدارة ترمب ستعزز وتحدّث الجيش الأميركي، بدمج التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والأسلحة الفضائية، "لضمان قدرتنا على التغلب على الحزب الشيوعي الصيني" وتقييد نفوذ الصين العالمي.