في عام 2023، قُدرت تكلفة الهجمات السيبرانية عالميا، من خروقات للبيانات والاستيلاء على الحسابات وغيرها من الهجمات، بنحو 8 تريليونات دولار. ومن المتوقع أن ترتفع التكلفة إلى 9,5 تريليونات دولار في السنة الجارية، وفقًا لما ذكرته شركة الأبحاث "سايبرسيكيوريتي فنتشورز". ومن المرجح أن يؤدي تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى دفع هذه التكلفة إلى مستويات أعلى، حيث تشير التوقعات إلى زيادة بنسبة 11 في المئة، إلى 10,5 تريليونات دولار في عام 2025.
وكشفت دراسة استقصائية أجرتها "ستاتيستا" مع قادة الصناعة أن الهجمات السيبرانية هي واحدة من أكبر التهديدات التي تواجه الأعمال والشركات. ووفقًا للاستطلاع الذي استمر من عام 2018 إلى عام 2023، صنف 34 في المئة من المشاركين الحوادث السيبرانية على أنها مصدر قلقهم الأكبر. كذلك، تؤثر التهديدات السيبرانية مثل خروقات البيانات وسرقة الهوية والمعاملات الاحتيالية بشكل مباشر على الأفراد، مما يؤدي إلى خسائر مالية وانتهاكات للخصوصية وعواقب طويلة الأمد.
وتأخذ التوقعات المستقبلية لتكلفة الهجمات السيبرانية في الاعتبار التطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتعلم الآلي، واتجاهات الصناعة والأحداث العالمية المحتملة. إذ يقوم كل من المهاجمين والمدافعين بتطوير أدوات وتقنيات جديدة باستمرار، مما يؤثر على تكلفة كل من الهجمات وفاعلياتها، والجهود الرامية إلى التخفيف من حدتها. في الوقت نفسه، يمكن أن تؤثر الأوضاع الجيوسياسية والظروف الاقتصادية على وتيرة الهجمات السيبرانية وطبيعتها، مما يجعل تقدير تكلفة هذه الهجمات أكثر تعقيدًا.
وفي حين تمثل خروقات البيانات جانبًا مهمًا من التهديدات السيبرانية، إلا أن نطاق الهجمات يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير. على الصعيد العالمي، احتفظت منطقة الشرق الأوسط بمكانتها باعتبارها ثاني أكثر المناطق تضرراً، حيث بلغ متوسط تكلفة اختراق البيانات هناك 8,07 ملايين دولار، بزيادة نسبتها 8,2 في المئة عن عام 2022.