في عصر السماوات المفتوحة ووسط ضوضاء وسائل التواصل الاجتماعي وتسارع وتيرة مقاطع الفيديو المثيرة، يظل اللجوء إلى الكتب والقراءة وسيلة نادرة للحصول على المتعة والفائدة مع الكثير من الهدوء واللجوء إلى عالم الخيال والأفكار. لا شك أن كل قارئ بحاجة إلى من يشاركه تلك الحالة، سواء كان لتبادل الآراء حول ما يقرأ أو النقاش حول ما تطرحه من الأفكار والرؤى المختلفة، وربما الانتقال إلى ترشيحات كتب أخرى والسعي إلى توسيع المدارك وفهم ما يدور بشكل أكثر ثراء. لعل من حسن الحظ أن عددا من هؤلاء القراء استطاع أخيرا أن يفرض حضوره ويثبت وجوده في الفضاء الإلكتروني وينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وسعى بعد ذلك إلى أن يجمع حوله محبي القراءة والمهتمين بشغف المعرفة والغوص بين صفحات الكتب، فكانت أندية القراءة الالكترونية، التي لفتت الأنظار حول العالم، وأصبح لها تأثيرها ومريدوها في عالم اليوم.
صيدلية الكتب
ربما كان نادي "صيدلية الكتب" من أوائل الصفحات والأندية التي أنشئت على الفضاء الإكتروني. أسسته انطلاقا من الأردن ناديا ياسين طعمة في صيف 2020 أثناء جائحة كوفيد10 كصفحة على "إنستاغرام"، واسم الصفحة يضم مهنة مؤسستها وشغفها. بعد أقل من عام، تبنت الصفحة مبادرة "كتابنا أولى بقراءاتنا" في "دعوة لمطالعة الأقلام العربية على تنوعها، مع انتشار الكتب المترجمة، وغياب إعلام ثقافي جاد يشير الى أقلام قد تبدو مجهولة للكثيرين"، كما تقول ياسين طعمة. شيد في ظلال المبادرة "ملتقى صيدلية الكتب الشهري" في يوليو/ تموز 2021 مستهلا اول لقاء له على "زوم" من فلسطين في حضور الكاتب الفلسطيني عباد يحيى لنقاش روايته "رام الله" الحديثة الصدور حينذاك.