رحلات غسان سلامة المكوكية لإنقاذ الدولة الليبية

تنقل بين القاهرة وتونس وطرابلس وأشاد بمحاولات توحيد المؤسسة العسكرية

غسان سلامة مع أبو الغيط.

رحلات غسان سلامة المكوكية لإنقاذ الدولة الليبية

* أثبتت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها طرابلس مؤخراً ضرورة التعامل مع ظاهرة انتشار الميليشيات وأهمية بناء وتوحيد المؤسسات الأمنية الوطنية الليبية.
* تواصلت الخلافات بين الميليشيات المسيطرة على طرابلس، وتعرض عدد من قادتها للقتل في ظروف غامضة.

القاهرة: يقوم المبعوث الدولي إلى ليبيا، الدكتور غسان سلامة، برحلات مكوكية لإنقاذ الدولة الليبية، حيث تنقل خلال الأيام القليلة الماضية بين القاهرة وتونس وطرابلس، وأشاد بالمحاولات الجارية في مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا.

وفي القاهرة ساد تفاهم واتفاق في وجهات النظر بين وزير الخارجية المصري سامح شكري والدكتور سلامة، وذلك خلال لقاء جمع بينهما في الخارجية المصرية مؤخرا، حيث جرى بحث مُستجدات الأوضاع الليبية وسُبل دفع الحل السياسي لتسوية الأزمة، فضلاً عن التعامل مع التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية المُرتبطة بها.

وفي طرابلس بحث الدكتور سلامة ونائبته ستيفاني وليامز، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، مستجدات الوضع السياسي في ليبيا. كما قدم الدكتور سلامة تهنئته لوزير الداخلية الليبي المفوض، فتحي باشاغا بمناسبة توليه مهام الوزارة مؤخراً، كما التقى مع قيادات ليبية أخرى، لوضع رؤية لإنقاذ ليبيا، عقب مشاورات مع الأطراف المعنية في الداخل والخارج

إلى ذلك، قال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن لقاء شكري بالمبعوث الأممي، الذي جرى قبل يومين، جاء في إطار اللقاءات الدورية التي تجمعهما لتناول الأزمة الليبية؛ بما يعكس مدى حرص مصر على دعم جهود تسوية الأزمة ورفع المعاناة عن الشعب الليبي الشقيق من جانب، وكذا اهتمام الأمم المتحدة بالتشاور والتنسيق الدوري مع القاهرة في هذا الشأن من جانب آخر، وهو الأمر الذي حرص سلامة على الإعراب عنه خلال اللقاء.

وأوضح حافظ أن المبعوث الأممي استهل اللقاء بإحاطة الوزير شكري بالجهود الأممية المبذولة للتعامل مع التحديات الراهنة على المشهد الليبي؛ وعلى رأسها النجاح في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين المجموعات المُسلحة في طرابلس، مُستعرضاً رؤيته حول سُبل التعامل مع تلك التحديات في ليبيا.
هذا وقد أشاد سلامة بالجهود المصرية الخاصة برعاية مسار توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مُعرباً عن أمله في أن يؤدي ذلك المسار إلى تشجيع العمل على توحيد وإعادة بناء بقية مؤسسات الدولة الليبية الأخرى

ومن جانبه، رحب شكري بالجهود الأممية، مُؤكداً على ثوابت مصر تجاه الأزمة الليبية، كما استعرض الجهود المصرية المبذولة لدفع مسار تسوية الأزمة، وأكد على مواصلة القاهرة جهودها فيما يتعلق برعاية مسار توحيد المؤسسة العسكرية الليبية؛ حيث أثبتت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها طرابلس مؤخراً ضرورة التعامل مع ظاهرة انتشار الميليشيات وأهمية بناء وتوحيد المؤسسات الأمنية الوطنية الليبية لتحقيق الاستقرار المنشود.

 

وزير الخارجية المصري لدى استقباله لسلامة.



واختتم المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية تصريحاته بأن اللقاء تضمن تبادل الرؤى حول سُبل دفع المسار السياسي في ليبيا، حيث اتفق الطرفان على ضرورة التنفيذ الكامل للمبادرة الأممية بكافة عناصرها. كما تم تناول مُستجدات الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، واستعراض جهود الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالوضع في ليبيا، والتأكيد على أهمية تنسيق تلك الجهود نحو دعم المسار الأممي لتسوية الأزمة، مع الالتزام بمبدأ الملكية الوطنية لليبيين أنفسهم.

وفى نفس السياق اتفق أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مع غسان سلامة الممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا، على أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق الصخيرات كما تم استعراض آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا والجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لحلحلة الأزمة الليبية واستكمال المسار السياسي الذي يرعاه المبعوث الأممي، خاصة من أجل تجاوز الصعاب التي تقف أمام إتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، السفير محمود عفيفي، أن أبو الغيط جدد الإشادة بهذه المناسبة بالجهود التي يضطلع بها سلامة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الميليشيات المتناحرة في العاصمة طرابلس ووضع وإنفاذ الترتيبات الأمنية التي تهدف إلي تثبيت الأمن والاستقرار في المدينة؛ كما أعاد أبو الغيط التأكيد على أهمية التوصل إلى حل جذري وشامل ودائم للتهديد الذي تمثله الميليشيات والتشكيلات المسلحة كشرط أساسي لإنجاح المسار السياسي وتهيئة الأجواء السياسية والأمنية المطلوبة لإنهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.

وأضاف المتحدث الرسمي أن أبو الغيط شدد على التزام الجامعة بمواصلة جهودها من أجل مرافقة الأشقاء الليبيين للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة على أساس خطة العمل التي يرعاها المبعوث الأممي، كما اتفق أبو الغيط وسلامة على أهمية تكثيف التعاون والتنسيق بين الجامعة والأمم المتحدة في كل ما من شأنه أن يساهم في بناء الثقة وتحقيق التوافق الليبي-الليبي المنشود حول الخطوات المنتظرة لاستكمال وإنجاح العملية السياسية في البلاد.

وفي طرابلس استقبل باشاغا كلا من سلامة ونائبته ستيفاني ويليامز، بمقر وزارة الداخلية، وجرى استعراض نتائج زيارته الأخيرة التي قام بها لعدد من دول العالم وخاصة فيما يهم الشأن الليبي. وأكد رئيس البعثة الأممية حرص البعثة على ضرورة إرساء دعائم الأمن والاستقرار في كافة ربوع ليبيا. بينما عبر وزير الداخلية المفوض، باشاغا، عن سعادته بلقاء سلامة لبحث ومناقشة عدد من المواضيع التي تهم الشأن الليبي وخاصة الأمنية منها. وأكد دعم وزارة الداخلية لكافة الجهود الإقليمية والدولية، ونشر ثقافة التسامح بين أبناء الوطن الواحد وتعزيز مفاهيم المصالحة الحقيقية وعودة النازحين بالداخل والخارج إلى ديارهم.

على صعيد متصل أعلنت القيادات العسكرية التي تسيطر على شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر، أنها قامت بتخريج دفعة جديدة من منتسبي مركز التدريب العسكري بمدينة المرج، المتخصص في الهندسة العسكرية، في إطار إعادة بناء المؤسسة العسكرية.
 

السراج مع سلامة



ويجري ذلك بينما يأمل الدكتور سلامة في نجاح جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، التي ترعاها القاهرة منذ نحو سنة. وفي لقاء سلامة مع السراج، في طرابلس، تناول الاجتماع مستجدات الوضع السياسي وخطوات تنفيذ الترتيبات الأمنية وفقا لما أعلنه المجلس الرئاسي، والتي بدأ تنفيذها في العاصمة طرابلس. كما استعرض سلامة نتائج جولته الأوروبية ومناقشة الخطوات لدفع العملية السياسية في البلاد. وقالت مصادر ليبية إن سلامة أعرب عن أمله في استمرار وقف إطلاق النار في طرابلس.

وعلى الصعيد الميداني تواصلت الخلافات بين الميليشيات المسيطرة على طرابلس، وتعرض عدد من قادتها للقتل في ظروف غامضة. وقالت مصادر أمنية إن القيادي في ميليشيا تابعة اسميا لوزارة الداخلية يدعى خيري حنكورة، لقي مصرعه بعد تعرضه لإطلاق نار، يوم الاثنين الماضي، من مجهولين أثناء وقوفه أمام فندق راديسون بلو، وسط طرابلس. ووفقا لمصادر أمنية، وقعت مناوشات أخرى بين مسلحين في العاصمة، وسط حالة من الترقب لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع.




 
font change