قراءة في نتائج وتوصيات القمة العربية الأوروبية

أهم ما ميز القمة هو الحوار بين الدول المشاركة

قراءة في نتائج وتوصيات القمة العربية الأوروبية

* مساعد وزير الخارجية المصري السابق لـ«المجلة»: القمة نقلة نوعية بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي... والتحدي الأكبر أمام الدول الأوروبية في القمة كان الأمن العربي
* عضو بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري طالب بلجنة منبثقة عن القمة للإشراف على تنفيذ توصياتها

القاهرة: اختتمت القمة العربية الأوروبية أعمالها في مدينة شرم الشيخ المصرية بحضور ممثلي 50 دولة عربية وأوروبية تحت عنوان «الاستثمار في الاستقرار» على مدى يومي 24 و25 فبراير (شباط) المنصرف، ويرى عدد من الخبراء أن القمة نجحت في تأسيس آلية جديدة للعمل المشترك بين الجانب العربي والأوروبي، مما يساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة خاصة أن أبرز ملفات القمة هما «مكافحة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب».
واختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعمال القمة العربية الأوروبية بوصفها بالتاريخية، حيث شهدت على مدار يومين متتاليين، نقاشات مثمرة، وتواصلاً مباشرا بناءً، على مستوى مؤسسي رفيع، هو الأول من نوعه في تاريخ العلاقات العربية الأوروبية.
وأعرب الرئيس المصري عن ثقته في أن هذا التواصل خلال القمة قد ساهم وبشكل كبير في توضيح الرؤى والتوجهات بشأن كثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك لكافة الدول العربية والأوروبية مشيرا إلى أنه كان من الضروري، أن تتم بشأنها عملية مكاشفة صريحة على هذا المستوى الرفيع، بما يعطي دفعة قوية للعلاقات العربية الأوروبية، ويتيح لكافة الدول المشاركة في بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تجاه هذه القضايا، وأن يكون ذلك أولوية قصوى لكافة الدول والشعوب العربية والأوروبية في ضوء تعاظم التحديات وتشابكها من جهة، والمزايا والإمكانيات والفرص لتعزيز التعاون ومواجهة هذه التحديات بشكل جماعي من جهة أخرى.
وأضاف الرئيس المصري خلال كلمته بختام القمة العربية الأوروبية التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية يومي 24 و25 فبراير (شباط) الجاري أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية أكبر بكثير مما يفرقهما، مضيفًا أن ما تم التوافق عليه خلال لقاءات القمة فاق توقعات الكثيرين، بشأن ما يمكن أن يتم التوصل إليه، خلال حدث على هذا المستوى، يُعقد للمرة الأولى على الإطلاق، وهو ما يُعتبر على رأس القيم المضافة لاجتماعات القمة العربية - الأوروبية الأولى.
من جهتها، تقول الدكتورة نهى بكر أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في العاصمة المصرية (القاهرة) إن استضافة مصر القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ دليل على عودتها للريادة في الشرق الأوسط مؤكدا أن هناك اتفاقا دوليا خلال القمة على مصطلح الهجرة غير الشرعية ولكن لا يوجد اتفاق على تعريف واحد للإرهاب.
وأضافت أستاذة العلوم السياسية في تصريحاتها لـ«المجلة» أن أهم ما ميز القمة العربية الأوروبية هو الحوار المشترك بين الدول المشاركة، مشيرة إلى أن ملف غاز شرق المتوسط وتأمين الطاقة كانا من الملفات التي تم الاهتمام بها على نطاق واسع خلال القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، مؤكدا أن مصر استطاعت أن تثبت صحة موقفها في التعامل مع قضايا المنطقة والشأن الداخلي للدول.
من جانبه، أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأوروبية كشفت أهم القضايا والنقاط التي تمت مناقشتها خلال القمة، مؤكدا أن الجلسات المغلقة بالقمة العربية الأوروبية كانت مهمة نظرا لقيام رؤساء الدول المشاركة بشرح وجهة نظر بلادهم في القضايا المطروحة.
وأضاف مساعد وزير الخارجية المصري السابق لـ«المجلة» أن القمة العربية الأوروبية حدث تاريخي ويمثل نقلة نوعية بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي خاصة أنه تمت مناقشة ملفات هامة على مائدة الحوار أبرزها مكافحة الإرهاب وقضايا الهجرة غير الشرعية واللاجئين والقضية الفلسطينية وحل الدولتين.



وكشف هريدي أن من أهداف القمة توحيد الموقف العربي الأوروبي تجاة قضايا المنطقة مثل سوريا وليبيا واليمن وإيران، مشيرا إلى أن أوروبا والولايات المتحدة عندما يتحدثان عن الإرهاب تنحصر وجهة نظرهما حول «داعش» و«القاعدة»، مؤكدا أن التحدي الأكبر أمام الدول الأوروبية في القمة هو الأمن العربي بالدول التي تعاني من عدم الاستقرار.
وأوضحت النائبة داليا يوسف عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري أن القمة العربية الأوروبية كانت قمة استثنائية وناقشت قضايا المنطقة بالكامل مطالبة بلجنة منبثقة من القمة العربية الأوروبية للإشراف على تنفيذ توصيات القمة.
وكشفت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري لـ«المجلة» عن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية مع أوروبا، مؤكدة أنه يساوي حجم تبادل أوروبا مع روسيا والصين وأن القمة ساهمت بشكل كبير في تقارب وجهات النظر بين الشعوب العربية والأوروبية.
من جانبه، أشار السفير أحمد حجاج مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن عنوان القمة العربية الأوروبية التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية وهو «الاستقرار في الاستثمار» لم يأت من فراغ، مؤكدا أنه كان أحد أهم أهداف القمة.
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق في تصريحاته لـ«المجلة» أيضا إلى أن عدم استقرار الدول يعرقل كل أوجه الحياة اليومية من تعليم واقتصاد وغيرهما، مؤكد أن الإرهاب ليس قاصرا على الشرق الأوسط وبعض الإرهابيين خرجوا من أوروبا إلى ليبيا وسوريا.
ولفت حجاج إلى أن حضور ممثلي البرلمان الأوروبي القمة العربية الأوروبية رسالة مهمة في مجال حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن القمة ستساهم بشكل كبير في تعاون أوروبا مع العرب بقضية الهجرة غير الشرعية وهو ما يصب في صالح الدول الأوروبية.
واختتمت القمة العربية الأوروبية أعمالها بتأكيد القادة والزعماء العرب والأوروبيين على تعزيز التعاون الإقليمي والذي يعد مفتاح التعاطي مع التحديات المشتركة التي تواجهها دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية.
وتعد القمة العربية الأوروبية قمة تاريخية لكونها الأولى من نوعها في مصر، حيث انطلقت هذه القمة لاستعادة الحوار العربي الأوروبي إزاء القضايا التي تواجه العالم بأسره، حيث يعتبر انعقادها في مصر تقديرا لدورها المركزي في المنطقة وكحلقة وصل ونقطة التقاء للحضارة العربية والأوروبية كما يؤكد استعادتها لمكانتها الدولية.
وجاء انعقاد القمة لاستعادة الحوار العربي الأوروبي ودعم التعاون الاستراتيجي والسياسي والمؤسسي بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، خاصة في ظل قضايا تؤرق السلام والاستقرار على الجانبين، تحت شعار «الاستثمار في الاستقرار» بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية وكان من أبرز المشاركين بالقمة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، وفيدريكا موغريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد، وعدد كبير من القادة والزعماء العرب والأوروبيين.
 

font change