بين الروايتين المتناقضتين لكل من إسرائيل و"حزب الله" عما حصل فجر الأحد، يلف الغموض مسار الأحداث في المنطقة في المرحلة المقبلة، بين الحرب التي لا يريدها أحد وبين التسوية التي لا يستطيع أحد فرضها:
المعركة السياسية لم تعد ممكنة من الأنفاق حتى لو كانت هذه الأنفاق قد تحولت إلى ضرورة عسكرية، لكنها ضرورة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن استعصاءات السياسة ومحدوديتها متى ما تركّزت في الأنفاق:
جولة جديدة من مفاوضات هدنة غزة بالتزامن مع وساطة أميركية بين تل أبيب وبيروت، وزيارة محمود عباس أنقرة بعد موسكو، في وقت تنشر أميركا أصولا عسكرية "نوعية" لردع إيران ووكلائها والدفاع عن إسرائيل:
سنوات مديدة من التوتر والانقسام داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان على وقع الانقسام الفلسطيني في غزة ورام الله وصراع النفوذ بين الفصائل وبين الأحياء، كأن الحرب الآن تبدّل المشهد نسبيا، لكن إلى متى؟
بعد مرور نحو أسبوع على اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية لا تزال المنطقة تنتظر رد "حزب الله" وإيران، المتزامن أو المتفرق، على هذين الاغتيالين. فهل بدأت جولة الردود الجديدة بقصف "عين الأسد"... وأصفهان؟
يبدو أن عمليتي اغتيال إسماعيل هنية في طهران بعد فؤاد شكر في بيروت، ستعطيان دفعة سياسية قوية لنتنياهو الذي يبحث عن صورة نصر بعد أشهر على حرب غزة. كيف سترد طهران؟ وما رد "حماس" و"حزب الله"؟
مع دخول الحرب شهرها العاشر يتبدى أكثر فأكثر أن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ليست معزولة كليا عن حروب المنطقة السابقة عليها، وبالتالي يصعب تصور حلّ لهذه الحرب خارج بناء تصور جديد للمنطقة ككل.