منى: مشاريع للقضاء على الزحام ومقاومة الحرائق

منى: مشاريع للقضاء على الزحام ومقاومة الحرائق

[caption id="attachment_55248261" align="aligncenter" width="620"]صورة توضيحية لمشروع الجمرات الجديد (المصدر: شركة ابن لادن) صورة توضيحية لمشروع الجمرات الجديد (المصدر: شركة ابن لادن)[/caption]

يعد جسر الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر منى بتكلفة بلغت أكثر من 4 مليار و 200 مليون ريال وتبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك و يتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة , يبلغ ارتفاع الدور الواحد "12"مترا .

ويشتمل المشروع ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي , كما يشتمل 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ وأنفاق أرضية ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة.

ويعد المشروع من أبرز المشروعات التي حرص خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على تنفيذها لتوفير الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام , كما قضى المشروع على المخاطر التي كانت تحدث بمنطقة الجمرات وتجنب جميع المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد الذي كان يحدث عند رمي الجمرات.

ويشتمل مشروع منطقة الجمرات إضافة إلى الجسر تنفيذ مشروعات جديدة في المنطقة تمثلت في إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات ؛ ثلاثا منها من الناحية الجنوبية وثلاثا من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج.

ويحتوى المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات , فيما أسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول (40) مترا بالشكل البيضاوي في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، مما ساعد في الحد من أحداث التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات.
[caption id="attachment_55248262" align="alignleft" width="300"]المرجم في شكله القديم المرجم في شكله القديم[/caption]
وذكر "د.حبيب زين العابدين" -وكيل وزارة الشؤون البلدية والمشرف العام على مشروعات تطوير المشاعر المقدسة- أنّه بدأ العمل في الجسر في عام 2006م تنفيذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو مكوّن من خمسة طوابق، ويتيح الرمي على خمسة مستويات، ويبلغ طوله (950) متراً وعرضه (80) متراً، وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل (12) طابقاً وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد (12) متراً، ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي، ويوفر المشروع (11) مدخلاً للجمرات و(12) مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافةً إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ، ونظام تبريد متطور للحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات، حيث يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو (29) درجة مئوية، وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام، ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زوّد المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحات المحيطة به، وذلك لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أيّ طارئ، كما أعيد تصميم أحواض الجمرات والشواخص لتكون بطول (40) متراً بالشكل البيضاوي، الأمر الذي أسهم في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر؛ مما ساعد على الحد من التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات، كما تم إعداد جداول للتفويج في منطقة جسر الجمرات على أساس تفويج (100) ألف حاج في الساعة بالدور الأرضي للجسر و(80) ألف حاج في الساعة بالدور الأول و(60) ألف حاج في الساعة بالدور الثاني و(60) ألف حاج في الساعة بالدور الثالث، كما تم في موسم حج العام الماضي توفير عربات كهربائية لنقل الحجاج من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على منحدرات الدور الثاني لمنشأة الجمرات إلى الجمرة الصغرى.



خيام متطورة في منى تقاوم الحريق




لطالما كانت الحرائق مشكلة تؤرق الكثير من المسؤولين عن أمن وحماية الحجيج، خاصة في منى، فجاء مشروع الخيام المطورة المقاومة للحريق التي بدأ العمل فيها بعد دراسات مكثفة ليقع الاختيار على استخدام الخيام المصنعة من الأنسجة الزجاجية المغطاة بالتفلون غير القابلة للاشتعال، والتي لا تتصاعد منها أبخرة سامة أو مؤذية.

تم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، في مساحة 200 مليون متر مربع من مساحة منى بتكلفة إجمالية بلغت اكثر من 206 مليارات ريال، وتصل الطاقة الاستيعابية للخيام إلى نحو مليون وثلاثمائة ألف حاج. وتقوم وزارة الحج من خلال اللجان الموسمية المتخصصة بتوزيع مساحة الخيام المطورة ما بين مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل آخذة في الاعتبار أعداد الحجاج لكل مؤسسة.

ويأتي تصميم الخيام الجديدة وفق نموذج نمطي 8 في 8 مع تجميع كل ثماني خيام في شكل مجموعة نمطية. ليكون ملائما للطابع الإسلامي ومماثلا للشكل التقليدي، حيث جرى تقسيم المساحات إلى مجموعات تحتوي على عدة مخيمات تحدها أسوار وترتبط مع بعضها بعضا بواسطة ممرات متناسبة. وزود المشروع بشبكة متكاملة لمياه إطفاء الحريق في كافة أنحاء منى، بالإضافة إلى المرافق والخدمات والتسهيلات اللازمة، كما أنشئت دورات المياه في وسط كل مخيم وخصصت خيمة عند المدخل لمؤسسة الطوافة وبجوارها وضعت تجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية كما زودت الخيام بكشافات للإنارة الليلية والمكيفات الصحراوية ومقابس للطاقة الكهربائية ورشاشات للمياه تعمل تلقائيا وأجهزة إنذار وطفايات الحريق وخصصت مواقع لجمع النفايات.
[caption id="attachment_55248263" align="alignleft" width="300"]خيام منى المطورة خيام منى المطورة[/caption]
وتضمن المشروع تطوير نظرية أمنية بأربعة مستويات تضمن بمشيئة الله استحالة حدوث الحرائق وتجنب أضرارها الفادحة، وتشتمل النظرية على إقامة مخارج مياه لإطفاء الحريق على جوانب ومسار كل الطرق والشوارع كل 90 مترا بخراطيم بطول 120 مترا مما يسهل لرجال الإطفاء مهمتهم ويعفيهم من استعمال سيارات الانطفاء والأجهزة التابعة، كما تم كذلك تأمين صنبور حريق مزود بخرطوم للإطفاء داخل كل خيمة متصل بالمياه ليمكن استعماله بواسطة عامة الناس, وفوق ذلك تمت إقامة شبكة إطفاء ذاتي بالرشاشات ذات الحساسية الحرارية داخل كل خيمة وكذلك توفير طفايات حريق يدوية داخل كل خيمة.

ولم يغب عن الحسبان ما قد ينتج عن العواصف الممطرة حيث صممت الخيام بحيث لا تتسرب مياه الأمطار إلى داخلها على أن تستخدم الممرات فيما بين الخيام لتجميع المياه ودفعها للطرق أو الشوارع المجاورة, وسيتم إنشاء مشروع لتصريف السيول في منى الأعوام القادمة. وأنشئ أكثر من 60 ألف قاعدة خرسانية لتثبيت الخيام الجديدة بها لمقاومة أعتى العواصف. لقد أصبحت المدينة البيضاء إيقونة حضارية ذات ملامح تنموية من خلال المشاريع التي اخترقتها, وما منشأة الجمرات التي قضت على التدافع وطوت صفحات من التكدس ومشروع القطار إلا شواهد حية على عبقرية هذه المشاريع التي اختصرت الكثير من الجهد والعناء والتعب, وتخطو لجعل مكة المكرمة مدينة حضارية تستوعب مليوني حاج في أيام محددة.



قطار المشاعر المقدسة




وهو المشروع الذي تقوم بتنفيذه وزارة الشؤون البلدية والقروية بتكلفة أكثر من ستة مليارات ريال .
وتمت الاستفادة من مرحلة المشروع الأولى خلال موسم حج 1432هـ بنسبة 35 % من طاقته الاستيعابية , فيما تم خلال موسم 1433هـ الاستفادة من كامل طاقته الاستيعابية 100% في نقل الحجاج بين المشاعر المقدسة .
وبانطلاق قطار المشاعر تدخل خدمات الحج مرحلة جديدة بآليات ورؤية مستقبلية متطورة حيث يربط المشاعر من عرفات ومزدلفة نزولا عند الجمرات في منى في حركة ترددية آلية بدون سائق.

و ينقل القطار ضيوف الرحمن عبر الأودية وسفوح الجبال في طبيعة جغرافية صعبة وهو يسير على سكةٍ طولها عشرين كيلو مترا تنقسم إلى مسارين مرتفعين عن الأرض بحيث تخلو الشوارع من دخول 35 ألف مركبة وحافلة إلى المشاعر ويخف الضغط على حركة المرور، مما سينعكس على حركة السير في طرقات وسيخفف من الازدحام والاختناقات المرورية والاستفادة من المنطقة الخالية لسيارات الطوارئ والخدمات.
ويقف القطار في المشاعر في (9 ) محطات تتيح للحجاج الركوب والانتقال للمشعر الآخر، حيث يوجد في كل مشعر ثلاث محطات اختياريه يبلغ طول الواحدة منها 300 متر ، يتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة ، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية ، كما تضم تلك المحطات ساحات للانتظار بقدرة استيعابية تقدر بـ" 3000" حاج.
[caption id="attachment_55248264" align="alignleft" width="300"]قطار المشاعر المقدسة قطار المشاعر المقدسة[/caption]
وزودت المحطات بجميع وسائل السلامة وخدمات التبريد عن طريق ملطفات الجو ، بالإضافة إلى ساحة انتظار أسفل المحطة يتم تفويج الحجاج عن طريقها تباعا.
وجاء تصميم القطار بطريقة مرنة تكفل معالجة الازدحام ، حيث يتكون جسم القطار من عشرين قاطرة ،كل منها تسحب 12 عربة بطول 300 متر ، وكل عربة تحتوي على خمسة أبواب ، كما تم تصميم محطات القطار لتكون مرتفعة أيضاً عن الأرض وتخدم بسلالم عادية ومتحركة ومصاعد بشكل يساعد على تفويج الحجاج على دفعات.

وسيسهم قطار المشاعر في الاستغناء عن دخول 30 ألف سيارة إلى شبكة الطرق الداخلية , مما يخفف الضغط على شبكة الطرق ويسهم في حل مشكلات ازدحام السيارات في المشاعر المقدسة ومنطقة الحرم المكي الشريف .

ويدخل قطار المشاعر منظومة نقل الحجاج بشكل سريع ومتقدم ، ضمن خطة تفويج دقيق ومنظم ، بطاقة استيعابية كبيرة ما بين عرفات ومزدلفة ومنى ، معززا آليات الحركة والتفويج والحركة بين المشاعر .

وحددت سرعة القطار بـ / 120 / كيلومترا في الساعة ، وبالتالي يصل زمن التقاطر ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق ، ويمكن أن تقل إلى دقيقة ونصف الدقيقة ، ويتوقف ذلك على سرعة حركة الركاب في الركوب والنزول من العربات.
font change