كان القادة الأوروبيون، ومن بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يعتقدون أنهم توصّلوا إلى تفاهم مع ترمب في ختام مكالمة هاتفية جرت بينهم يوم الأربعاء 13 أغسطس/آب. فقد أبدى ترمب حينها موافقته على أن تبدأ أي عملية لإنهاء الحرب في أوكرانيا بوقف إطلاق النار عند خطوط التماس الحالية. كما أكد اتفاقه مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين على عدم الدخول في أي مفاوضات بشأن تغيير الحدود قبل تحقيق هذا الوقف.
وأفادت مصادر حكومية أوروبية لوسائل إعلام أميركية بأن ترمب وافق مبدئيا على ثلاثة مبادئ إضافية:
(1) أن تتولى أوكرانيا، لا الولايات المتحدة، التفاوض مع موسكو بشأن أي تغييرات حدودية.
(2) أن تلتزم الولايات المتحدة بدعم شكل من أشكال الضمانات الأمنية لأوكرانيا ضمن اتفاق السلام النهائي.
(3) في حال رفض بوتين وقف إطلاق النار، ستنضم الولايات المتحدة إلى الدول الأوروبية في فرض عقوبات أشد على الاقتصاد الروسي.
برّر البيت الأبيض في البداية دعوة بوتين بوصفها خطوة جريئة تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. غير أن عددا من المعلقين الأميركيين والأوروبيين حذروا فورا من احتمال أن يقبل ترمب بالشروط الروسية للسلام، مما قد يُضعف موقف زيلينسكي، تماما كما أضعف رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين موقف تشيكوسلوفاكيا في عام 1938 أمام تهديدات أدولف هتلر. وفي واشنطن، تراجع البيت الأبيض عن مواقفه، وأكدت المتحدثة باسم ترمب، كارولين ليفيت، يوم 12 أغسطس، أن الاجتماع سيكون فرصة للرئيس الأميركي للاستماع إلى وجهة نظر بوتين، لا للتفاوض معه. لكن ترمب، الذي يرى في نفسه متفوقا في إبرام الصفقات مقارنة بسائر القادة، أعلن بداية أن هدف قمة ألاسكا هو التمهيد لاجتماع ثلاثي يضم بوتين وزيلينسكي. وبحلول 16 أغسطس، ارتفعت سقوف طموحاته، إذ صرّح لقناة "فوكس نيوز" أثناء رحلته إلى ألاسكا بأنه لن يشعر بالرضا ما لم ينجح في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.