تعرّض الرئيس الأميركي دونالد ترمب لانتقادات لاذعة بسبب دعوته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأراضي الأميركية للمرة الأولى منذ عقد، حيث استُقبل الأخير بسجادة حمراء ولافتة ضخمة كُتب عليها "ألاسكا 2025"، إلى جانب مؤتمر صحافي مشترك.
وقد جاءت تلك الخطوة دون أن يحصل ترمب على أي تنازلات تُذكر من الزعيم الروسي، باستثناء تعهد بمواصلة قتل الأوكرانيين والسيطرة على أراضيهم في حال لم تسر القمة وفق رغبته.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الزعيمان يوم الجمعة، تبيّن سريعا أن ترمب لم ينجح حتى في تحقيق الحد الأدنى من مطالبه، والمتمثل في وقف إطلاق نار مؤقت. فعلى الرغم من لهجة بوتين الودية ووصف ترمب له بأنه "شريك رائع"، لم يُبدِ الرئيس الروسي أي استعداد للتراجع عن موقفه الثابت بأن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من الأراضي الروسية وأنه لن يتنازل عنها تحت أي ظرف.
ومع ذلك، حاول ترمب التخفيف من وقع فشل القمة، قائلا: "لم نصل إلى الهدف، لكن لدينا فرصة كبيرة للنجاح"، مؤكدا أن المحادثات كانت "مثمرة للغاية"، وأن "الكثير من النقاط جرى الاتفاق عليها". غير أنه أقر بعدم إحراز أي تقدم بشأن ما وصفه بالقضية "الأهم على الأرجح"، وهي وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وانتهى المؤتمر الصحافي دون منح الصحافيين فرصة لطرح الأسئلة.
وجدد ترمب مقولته القديمة: "لا توجد صفقة حتى تُبرم الصفقة"، مستعرضا فلسفته المهنية كخبير في "فن إبرام الصفقات".