أحد الخيوط الأساسية الجديدة في قصة "سوبرمان"، كما قدمها جيمس غان، في الفيلم الأول ضمن إعادة تقديم السلسلة، هو أنه جزء من قبيلة أو عشيرة، هي عشيرة المهاجرين والغرباء. الرجل الخارق، منذ البداية، لم يعد رجلا سريا يتخفى وراء شخصية صحافي يدعى كلارك كنت. الجميع تقريبا يعرف أن الاثنين واحد، ولا سيما من يسمون "الميتاهيومان"، أي الخارقون الآخرون إنما من أصل بشري، على عكس "سوبرمان" وهو بشري من أصل فضائي، وبذلك يمهد غان الطريق للخروج من سردية الازدواجية، التي كانت مركزية، في أفلام "سوبرمان" السابقة، إلى المسائل الأساسية التي يطرحها الفيلم: الحرب، الاحتلال، سطوة التكنولوجيا، وشرورها الخفية، التواصل الاجتماعي وتحكمها بالسرديات وبـ"الحقيقة"، صناعة الأسلحة، فكرة البطل، فكرة "الغريب" Alien، كما يسمى المهاجرون واللاجئون في الولايات المتحدة.
ضد السياسة
هناك بلد متخيل يدعى بورافيا يسيطر عليه ديكتاتور مهووس يدعى فاسيل غوركوس، يتحالف مع شخصية الشرير الكلاسيكية في "سوبرمان"، ليكس لوثر، عبقري التكنولوجيا الأسود، الذي يريد أن يصبح ملكا، فيتحالف مع الديكتاتور البورافي غوركوس لاحتلال جارهانبور، البلد الجار الفقير، والسيطرة على أرضه وثرواته، ويعلن مملكته من هناك. نفهم أن سوبرمان منع جيش بورافيا، حليفة الولايات المتحدة، من الاستيلاء على جارهانبور، مما يثير حفيظة صناع القرار في أميركا، ويطرح السؤال الجوهري، هل سوبرمان أميركي في المقام الأول؟ وهل ارتكب في منعه الغزو البورافي، مخالفة أو خيانة لتوجهات "بلاده"؟ حبيبة "سوبرمان" وزميلة قرينه كلارك كنت، الصحافية لويس لاين، تسأله في مقابلة صحافية وافق أخيرا على إجرائها معها، تحديدا هذا السؤال. فيجيب الرجل الخارق: لكنني منعت قتل الناس. ويكرر هذا الجواب البسيط عند كل تحوير للسؤال وإلحاح عليه من الصحافية. هذا عذر كاف للرجل الخارق ليتدخل في شؤون الدول الأخرى، إلا أنه ليس جوابا "سياسيا"، بل هو جواب ضد السياسة. وهذا كاف لينزع عن "سوبرمان" شرعيته أو مواطنته الأميركية. فهل يمكن أن تستقيم مواطنة، لا سيما في عالم اليوم، دونما ولاء للقيادة السياسية؟ تذكار ابتدائي بـ"الولاء" بصفته عنصرا أساسيا في اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفريقه وأعضاء حكومته، مثلما أشارت تقارير صحافية عدة.