في حدث استثنائي، خرج قائد الوحدة الخاصة في قوى الأمن الإيرانية، الجنرال مسعود مُصدق، على وسائل الإعلام الرسمية، معلنا جاهزية قواته للتصدي لأية مظاهرات قد تخرج في البلاد خلال الأسابيع القادمة، موضحا أن قواته صارت منتشرة في كافة أنحاء إيران، رافضا نعت وحدته بـ"القوات القمعية"، حسبما تقول تقارير المؤسسات الحقوقية العالمية، معتبرا أن هذا اللقب "ليس من الشعب بل من الأعداء، ويهدف إلى تشويش أذهان الناس". الأمر الذي فسره المراقبون كإعلان لاستعدادات أمنية واسعة قد تشهدها إيران، استباقا لحركات الاحتجاج المتنامية في مختلف مناطق البلاد.
تصريحات المسؤول الإيراني تأتي عقب فشل المفاوضات السياسية بين الدول الغربية وإيران، بشأن برنامج الأخيرة النووي، وتفعيل الكثير من العقوبات الدولية القديمة على إيران منذ عدة أسابيع. وفي وقت تشهد فيه البلاد أزمات اقتصادية وخدمية حادة جدا، وصلت حد انقطاع الكهرباء ساعات متواصلة عدة في مختلف المدن الرئيسة، بما في ذلك العاصمة طهران، ما أثار موجة سخط عامة. إذ انتشرت مقاطع مصورة، تُظهر احتجاجات طلابية في جامعة "خوجة نصير الدين طوسي" للتكنولوجيا، وأخرى في "جامعة تبريز"، فيما أثار حادث سير وقعت فيه حافلة "طالبات معهد الطب المساعد" في بلدة "سرخه" شمال العاصمة طهران نقمة في الأوساط الشعبية، بعدما تأخر إسعاف الضحايا لساعات، وعادت ظاهرة الكتابات المعارضة على الجدران إلى عدد من المدن.
جهاز قمع مركزي
حسب وسائل الإعلام والمطلعين على الوضع الداخلي في إيران، فإنه منذ الحرب الإسرائيلية-الإيرانية الأخيرة، صار تنظيم "الوحدة الخاصة لأمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، والمعروف اختصارا بـ"فرج"، الجهاز المخول بممارسة كل الإجراءات الاحترازية والميدانية المباشرة، أياً كانت، لضبط الأحوال الأمنية، ومنع أية احتجاجات عارمة قد تقع في البلاد، بما في ذلك الإجراءات التي قد تتجاوز الصلاحيات التقليدية للأجهزة الأمنية الإيرانية، واسعة النطاق أساساً. كذلك فإن منظومات الحكم الأخرى، مثل القضاء والإعلام والبرلمان وأجهزة الرقابة والقوى السياسية لن تكون لها أية رقابة أو ملاحظات أو نقد لهذا الجهاز، الخاضع للنواة الصلبة في قلب النظام الحاكم فحسب.


