الصحافة الإيرانية: رد خامنئي صفعة لترمب

أ.ف.ب
أ.ف.ب
المرشد الايراني علي خامنئي، طهران في 12 فبراير 2025

الصحافة الإيرانية: رد خامنئي صفعة لترمب

لندن- تناولت الصحافة الإيرانية التصريحات التي أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي يوم الاثنين 20 أكتوبر/تشرين الأول ردا على ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول تدمير الصناعة النووية الإيرانية بعد الهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة واستهدفت من خلالها منشآت نووية إيرانية في 22 يونيو/حزيران.

وقال خامنئي إن الرئيس الأميركي واهم باعتقاده أنه دمر المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف خامنئي في لقاء مع رياضيين إيرانيين بأن الرئيس الأميركي "يتفاخر خلال زيارته إلى فلسطين المحتلة بأن الولايات المتحدة دمرت النووي الإيراني. حسنا عش على هذا الوهم. إنه يحاول رفع معنويات الصهاينة الذين يشعرون بالإحباط".

وتابع: "ما شأن أميركا إذا كانت إيران تملك صناعة نووية؟". وخاطب ترمب قائلا: "من أنت لتقول إن دولة ما يجب أو لا يجب أن تمتلك الطاقة النووية؟".

وكان الرئيس ترمب قد صرح في خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي في 13 أكتوبر أن الولايات المتحدة أسقطت 14 قنبلة على المنشآت النووية الرئيسة (في إيران) وقد تم تدميرها بالكامل.

وعنونت صحيفة "كيهان" التي يعين المرشد رئيس تحريرها، افتتاحيتها "لقاء يبقى في الذاكرة بعدة رسائل استراتيجية" يوم 21 أكتوبر، بقلم حسن رشوند الذي رأى أن "لقاء خامنئي مع عدد من أصحاب الميداليات في بطولات الأولمبياد العلمية والمنافسات الرياضية والطلبة الأوائل في الاختبارات الوطنية لدخول الجامعات لم يكن بهدف تقدير جهود هؤلاء الشباب فقط بل حمل اللقاء رسائل استراتيجية إلى الأعداء في الوقت الذي يحاول فيه الأعداء الترويج لفكرة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحت ضعيفة... وبالتالي كانت تصريحات المرشد أحد أعمدة صناعة الخطاب الوطني بشأن (الأمل الجماعي) و(نقل القوة الناعمة) إلى الجيل الحالي".

لقاء المرشد مع عدد من أصحاب الميداليات العلمية والرياضية يهدف إلى ترميم صورة الشباب الإيرانيين والرد على الحرب النفسية التي يشنها الأعداء وبث الطمأنينة في المجتمع

واعتبرت "كيهان" أن تصريحات المرشد تتألف من محاور عدة هي الشباب الذين يعتبرون أحد الأعمدة الرئيسة للتحول في البلاد ولاعبين فاعلين في مستقبل البلاد. الثاني: التقدير وإعطاء الأهمية للشباب الذين حازوا الميداليات العلمية والرياضية خاصة في الوقت الذي شن علينا الأعداء الحرب الناعمة والحرب الصلبة حيث أكد المرشد أن جهود الشباب الذين حازوا الميداليات في القطاعات المختلفة في الفترة الأخيرة أكثر أهمية من بقية الفترات لأن العدو أراد خلال حربه بث الإحباط في صفوف الشعب... ولكنكم لقنتم العدو في الميدان أقسى رد. يرى المرشد أن إنجازاتنا العلمية ليست أداة قوة وطنية فحسب بل إنها إثبات عملي لنظام عقائدي ينبغي تكريسه أكثر فأكثر... ويحث المرشد الشباب على القيام بدور أكثر فاعلية في كافة المجالات وأخذ زمام المبادرة لحل المشاكل والتحديات التي تواجهها البلاد".

وأضافت الصحيفة أن لقاء المرشد مع عدد من أصحاب الميداليات العلمية والرياضية له أهداف عدة على غرار ترميم صورة الشباب الإيرانيين لدى الرأي العام ومنح الشرعية لجيل جديد من المدراء والنشطاء الاجتماعيين الشباب والرد على الحرب النفسية التي يشنها الأعداء وبث الطمأنينة في المجتمع في الظروف الراهنة. وتشكل ظاهرة فقدان الأمل لدى الشعب أحد أهم التحديات الراهنة، غير أن المرشد أكد على أهمية الإنجازات العلمية للتخفيف عن هذا الشعور وإرسال رسالة مفادها بأن إيران تواجه مشاكل ولكن مسار التطور لا يتوقف ويجب التفاؤل بالمستقبل.

رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، 8 أكتوبر 2025

ورأى الأستاذ الجامعي محمود نقدي بور في مقال بعنوان "تحليل خطاب المقاومة أمام نظام الهيمنة والدور المحوري للشباب" في موقع "جام جم أونلاين" يوم 22 أكتوبر أن المرشد رسم خريطة استراتيجية لمكانة الشعب الإيراني في مواجهة نظام الهيمنة وآفاق التطور في البلاد.

وأضاف: "لقد ركز المرشد على الإرهاب الاقتصادي حيث إن العقوبات الظالمة على الشعب الإيراني وحياته اليومية نموذج بارز للإرهاب البنيوي. تدشن هذه النظرة نهجا جديدا في تحليل القانون الدولي حيث إن أية تدابير اقتصادية تستهدف حياة الشعوب ورخاءها وأمنها فهي تقع في نطاق جرائم ضد الإنسانية". وتابع: "يدرك المرشد مفهوم المفاوضات الحقيقية في العلاقات الدولية لأنه يرى أن الصفقة وفرضها أمران مختلفان، وأن الشعب الإيراني لن ينصاع لشروط مفروضة عليه... وقد شكل الشباب المحور الرئيس لتصريحات المرشد الذي تطرق أيضا إلى حرب الروايات وهذه هي ساحة المواجهة الجديدة للأمة الإسلامية لأن العدو يهدف إلى تغيير وعي الناس حول الحقائق وليس تغيير الحقائق فحسب. يستخدم العدو في سبيل تحقيق هدفه بث الإحباط واليأس وتحريف الحقائق والمبالغة في المشاكل وإنكار الإنجازات".

مزاعم ترمب حول تدمير البرنامج النووي الإيراني غير سليمة، فمطالب الأوروبيين لم تتغير بعد الهجمات الأميركية على إيران وهي زيارة مفتشي الوكالة الدولية للمنشآت التي تعرضت للاستهداف

ونشر موقع "ألف" الإخباري التحليلي مقالا بعنوان "أصيب ترمب بالإحباط" بقلم بيجن إيراني في 22 أكتوبر جاء فيه: "لقد زعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الفترة الأخيرة ولعدة مرات أن أميركا نجحت في تدمير الصناعة النووية الإيرانية بعد استهداف مواقع نووية. يحاول ترمب إظهار نفسه على أنه ناجح في مواجهة إيران لذا فإن تصريحات المرشد الأخيرة صفعة قوية للرئيس الأميركي وحلفائه".

وتابع "ألف": "لقد خاطب مرشد الثورة الرئيس الأميركي مرة أخرى قائلا إن هناك أشخاصا يحاولون تقديم أنفسهم على أنهم رؤساء الجمهورية غير أنهم يتعاملون مع الشعوب والدول الأخرى على أنهم الرعية والخاضعون... لقد أكد المرشد أن القدرات النووية الإيرانية لم تدمر خلافا لمزاعم وسائل إعلام غربية وأن إيران تحاول جاهدة إعادة إعمار مواقع نووية تعرضت للخسائر وبناء منشآت جديدة لتعزيز أنشطتها. لقد أثبتت تصريحات المرشد أن القوى الغربية لا تعلم شيئا عما يحدث في إيران فعليا وأن تصوراتها حول إيران الضعيفة تم القضاء عليها... لقد كانت تصريحات المرشد بمثابة صدمة كبيرة وخطيرة لترمب الذي سيتعرض للسخرية أكثر في الرأي العام والقوى السياسية المنتقدة له. والكل يعلم أن أحد أهداف ترمب من تكرار مزاعمه بشأن تدمير المنشآت النووية الإيرانية هو رفع معنويات الصهاينة".

أ ف ب
صورة من الاقمار الاصطناعية تظهر حركة ناشطة قرب الاماكن التي تعرضت للقصف في منشأة فردو النووية الايرانية في الاول من يوليو

وكتب محمد أمين هدايتي نسب مقالا بعنوان "لماذا أصبح الملف النووي أكثر تعقيدا للولايات المتحدة بعد الحرب المفروضة التي استغرقت 12 يوما؟". في صحيفة "وطن إمروز" يوم 21 أكتوبر أن مزاعم ترمب حول تدمير البرنامج النووي الإيراني غير سليمة، فالأوروبيون لا يزالون يتمسكون بشروطهم للنووي الإيراني ومطالبهم لم تتغير بعد الهجمات الأميركية على إيران وهي زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية للمنشآت التي تعرضت للاستهداف. تقديم معلومات شاملة حول مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. موافقة إيرانية لاستئناف المفاوضات النووية مع أميركا. يمكن القول إن مزاعم ترمب حول تدمير الصناعة النووية هي مزاعم سياسية وإعلامية. تشير تقارير أميركية إلى أن إيران لا تزال تحتفظ بالأجزاء الرئيسة لبرنامجها النووي. لقد أعطى ترمب الضوء الأخضر للكيان الصهيوني بالهجوم على إيران في خضم المفاوضات النووية ولكن البيت الأبيض لا يزال يأمل استئناف المفاوضات. لقد قامت الولايات المتحدة وأوروبا بتفعيل آلية الزناد وإعادة كل عقوبات مجلس الأمن على إيران بهدف استخدام ذلك كأداة ضغط للحصول على امتيازات على طاولة المفاوضات. يثبت كل ذلك أن الولايات المتحدة وأوروبا تعلم جيدا أن الحرب التي استمرت 12 يوما ضد إيران لم تسفر عن تدمير القدرات النووية بل أدت إلى وضع أكثر تعقيدا، حيث إن إيران تحتفظ ببرنامجها النووي وتبني منشآت جديدة لصيانة مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة وهذا ما يثير قلق أميركا وأوروبا أكثر. الوضع أكثر تعقيدا في الوقت الراهن"

font change