يعد البروفسور شوي تشينغ غوه (Xue Qigguo) أحد أبرز وجوه الاستعراب الصيني، المهتمين بالحوار الثقافي العربي- الصيني، وبإعادة بناء المفاهيم المرتبطة بدراسة العالم العربي والإسلامي في السياق الأكاديمي المعاصر.
ولد تشينغ عام 1964، في مقاطعة آنهوي الصينية، حصل على الدكتوراه في الأدب العربي عام 1992، من جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، له اطلاع واسع على الأدب العربي الحديث والثقافة العربية، نقل إلى الصينية أعمالا أدبية لشعراء كبار مثل: جبران خليل جبران وأدونيس ومحمود درويش، مقدما الى القارئ الصيني –للمرة الاولى- العمق الإنساني والإبداعي للشخصية العربية، بعيدا من الصور النمطية المعتادة.
كما شارك في ترجمة أمهات التراث الصيني إلى العربية مثل "لاو تسي"، و"محاورات كونفوشيوس"، و"منشيوس". لا يكتفي شوي تشينغ، بتفكيك الإرث الاستشراقي فحسب، بل يطرح رؤية صينية فريدة تقوم على "الاحترام الثقافي والتبادل الحضاري"، ولكنه لا يقدم وعودا وردية، بل يحذر بقوة من "خطر الانزلاق إلى التعاطف السطحي"، مؤكدا أن الفهم الحقيقي لا يقوم على المجاملة، بل على "المساءلة المعرفية التي توازن بين الود والصرامة". فاز بجائزة "لوشون" الأدبية (فئة المترجم) عام 2022، وهي أعلى جائزة أدبية في الصين، ونال لقب "المترجم الكبير" من اتحاد المترجمين الصينيين عام 2024. هنا حوار "المجلة" معه.
ذكرتم سابقا أن الصين لا تستخدم مصطلح الاستشراق، بل تعتمد تعبيرا أكثر اعتدالا هو "الدراسات العربية الإسلامية"، ما الفرق الجوهري بين النهجين من وجهة نظركم؟
الفارق الجوهري بين النهجين يكمن في زاوية النظر والنية المعرفية. فالاستشراق، كما نشأ في أوروبا، كان مرتبطا تاريخيا بعلاقة غير متكافئة بين الغرب والشرق، فهو نتاج نظرة من الخارج، تسعى إلى معرفة الشرق من موقع التفوق والسيطرة، وغالبا ما يخدم أغراضا سياسية أو استعمارية إلى جانب الاهتمام الأكاديمي. لذا يحمل هذا المصطلح دلالات سياسية وأيديولوجية مشكوك في نزاهتها كما سبق أن أشار إليه إدوارد سعيد.



