قوبل إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن البرنامج النووي الإيراني قد "تعرض للتدمير الشامل" بفعل قنابل أميركية خارقة للتحصينات في يونيو/حزيران الماضي، بردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة وخارجها. وكرر المؤيدون خارج الولايات المتحدة، ولا سيما إسرائيل، رواية ترمب بشأن حجم الضرر، حيث صرح رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، بأن البرنامج النووي الإيراني "تراجع لسنوات".
غير أن هذه المزاعم الجريئة لم تخلُ من الاعتراضات. فقد أكد رافائيل غروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران لا تزال قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم، وربما لإنتاج سلاح نووي، خلال "بضعة أشهر" فقط. وهي وجهة نظر سبق أن وردت في تقرير أولي صادر عن وكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون عقب الضربة مباشرة.
وقد جاء رد الإدارة على هذه التحديات على الطريقة "الترمبية". إذ وصف وزير الخارجية ماركو روبيو الشكوك بشأن فعالية الضربة بأنها "قصة كاذبة"، فيما قال وزير الدفاع بيت هيغسيث إن "أي شخص يدعي أن القنابل لم تكن مدمرة إنما يسعى لتقويض الرئيس". أما البيت الأبيض، فأعلن أن تسريب تقرير البنتاغون جاء من "موظف فاشل ومن الدرجة الدنيا داخل مجتمع الاستخبارات".
وعلى الرغم من أن هذا القدر من الصلف قد يكون سمة مميزة لترمب وفريقه، فإن ظاهرة الاستخدام الانتقائي للمعلومات الاستخباراتية لتبرير خيارات السياسة الخارجية تعد من الممارسات المتكررة في تاريخ شاغلي المكتب البيضاوي. ومن نواح عدة، يبدو الجدل الحالي حول المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالهجوم على إيران مألوفا للغاية.