في أوائل شهر أغسطس/آب اعتقلت السلطات الأمنية الإيرانية خمسة مواطنين أكراد/إيرانيين من قرية "ميركى نخشبى" القريبة من مدينة سقز الكردية غرب البلاد، بعد احتجاجهم على ما اعتبروه "أعمالاً تدميرية للبيئة" تقوم بها شركة "تعدين الذهب" الحكومية في منطقتهم، ووجه لهم المدعي العام في المنطقة تهمة "مس استقرار البلاد". الحدث جاء عقب عريضة شعبية وجهها مئات النشطاء المحليين الأكراد في تلك المنطقة للسلطات الحكومية، عبروا فيها عن شكواهم مما تمارسه تلك الشركات من تحطيم للبيئة الطبيعية في مناطقهم، من قطع للغابات وتلويث للمياه وتخريب للطرق القروية، بحثاً عن الذهب، الذي تصدره لمصفاة المعادن في مدينة سقز.
اطلعت "المجلة" على منشورات وبيانات منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، الناشطة في المناطق الكردية في إيران، والتي تُدير شبكة أنشطتها من الدول الأوروبية، وعلمت أن تلك الحادثة جزء دوري من سلسلة أعمال أمنية تقوم بها السلطات الإيرانية ضد النشطاء المدنيين والبيئيين والحقوقيين الأكراد لنفس السبب، حيث يعتبرون مناطقهم ومجتمعاتهم المحلية ضحايا التلهف الحكومي لاستخراج الذهب، دون أي اعتبارات بيئية أو تعويضات اقتصادية. فنسبة قليلة للغاية من سكان المنطقة تعمل في المؤسسات الحكومية أو الأجنبية الحاصلة على استثمارات تلك المنطقة، بينما تواجه مناطقهم أعلى مستويات البطالة بسبب قلة الاستثمارات الحكومية، ولا تشهد أية تنمية اقتصادية، فيما تلاقي البيئة الزراعية التي يعتمد عليها السكان تدهوراً متلاحقاً، بسبب زيادة مستويات التلوث والملوحة في المياه الجارية والباطنية بسبب عمليات التعدين التي تستخدم مواد غير مطابقة للمعايير الدولية.