وضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحديا جديدا أمام صديقه القديم، رجل الأعمال البالغ من العمر 78 عاما، توم باراك، حين رشحه في مارس/آذار 2025 لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. جاء هذا الترشيح في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وأنقرة توترا متصاعدا، إذ خلّفت سنوات إدارة الرئيس جو بايدن ملفات شائكة تنتظر حلولا جذرية بين البلدين.
وبعد أسابيع قليلة من تصديق الكونغرس على تعيينه في أبريل/نيسان، تلقى باراك تكليفا إضافيا حين عيّنه ترمب مبعوثا خاصا لسوريا، ما وضع على كاهله مسؤوليات مضاعفة.
للأصول العائلية لباراك تأثير لافت في علاقته بالشرق الأوسط عموما وتركيا على وجه الخصوص. ففي مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، وصف عودته إلى المنطقة بأنها "عودة إلى حيث جاء حمضه النووي". فجده، وهو مسيحي من مدينة زحلة اللبنانية، كان واحدا من آلاف المهاجرين من بلاد الشام الذين شدّوا الرحال إلى الأميركتين مطلع القرن العشرين. وبحكم سفرهم بجوازات سفر عثمانية، أطلق عليهم في الدول الناطقة بالإسبانية لقب "الأتراك".
تتعدى مهام باراك ما يرد في بطاقة تعريفه الرسمية، إذ تشمل ولايته ملفات متعددة تتضمن كلا من تركيا وسوريا وإسرائيل ولبنان والأكراد و"الاتفاقات الإبراهيمية". وقد لخص الصحافي التركي البارز سادات أرجين هذا الواقع في مقال عن باراك حمل عنوان "أكثر من مجرد سفير".